رحلة شاقة خاضها المنتخب التركي في الأراضي الأيسلندية رغم تسلحه بكتيبة النجوم على رأسهم أردا جولر، هاكان تشالهان أوغلو، زكي تشيليك وغيرهم، ليس لقوة الخصم فحسب بل نظرًا للحالة الغريبة التي ظهر بها هؤلاء النجوم..
المهمة الأهم نجحت بها تركيا، إذ خطفت ثلاث نقاط مهمة خارج أرضها، بالفوز أمام أيسلندا برباعية مقابل هدفين، ضمن الجولة الرابعة من دوري الأمم الأوروبية.
أصحاب الأرض تقدموا أولًا في الدقيقة الثالثة من عمر المباراة عن طريق أوري أوسكارسون مستغلًا أخطاء دفاعية قاتلة، أحرجت الأتراك على مدار المباراة، لكن في الدقيقة 63 عاد الضيوف وأدركوا التعادل بفضل تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء بأقدام عرفان كان قهوجي قبل أن يحرز هاكان تشالهان أوغلو الهدف الثاني في الدقيقة 67 من ضربة جزاء، بعدما كان قد تسبب في إلغاء هدف آخر سجله من جزائية أيضًا، نظرًا لسقوطه أثناء تنفيذها ما أسفر عن لمس الكرة بقدميه.
وبينما أدركت أيسلندا التعادل في الدقيقة 83 بهدف أندري جودجونسن، حضر أردا جولر وكريم أكتورك أوغلو بهدفين في الدقيقتين 88 و90؛ الأول من تسديدة من داخل منطقة الـ18 والثاني من صاروخية من خارجها.
هذا الفوز رفع رصيد منتخب الهلال والنجم إلى النقطة العاشرة في صدارة المجموعة، فيما تجمد رصيد أيسلندا عند أربع نقاط في المركز الثالث.
وفي مثل هذه المباريات يعول الجمهور على النجم الأبرز في فريقه، وهنا يأتي الحديث عن أردا جولر؛ لاعب ريال مدريد الإسباني، الملقب بـ"ميسي تركيا"، لكنه كان بمثابة "خيبة الأمل" في لقاء الأمس..
الفتى الشاب "حائر" بين دفاع مخترق وهجوم لا ملامح له
بالنظر لمستوى تركيا بشكل عام في لقاء الليلة، لقد قدمت شوط أول هو الأسوأ لها في الفترة الأخيرة، ففي وقت نجح به أصحاب الأرض في تنظيم صفوفهم الدفاعية بشكل أكثر من ممتاز، كانت دفاعات الضيوف "مخترقة" بسهولة، إذ كان القدر رحيمًا بخروجهم من الشوط الأول بهدف وحيد فقط.
الوضع تحسن إلى حدٍ ما في الشوط الثاني، ونجح الأتراك في ترتيب صفوفهم بشكل أفضل، فكان الاستحواذ من نصيبهم ونجحوا في الانقضاض على الخصم بأكثر من فرصة، لكن الإنهاء خارج الشباك حضر بقوة.
وسط كل ذلك، لم يحسن جولر تقديم نفسه بالصورة التي ينتظرها الجمهور، فبدى منعزلًا نظرًا للرقابة الدفاعية اللصيقة له، بجانب عدم الربط بينه وبين المهاجم كريم أكتورك أوغلو في أكثر من محاولة لخلق كرات ثنائيات بينهما.
لكن مع تحسن حالة المنتخب التركي بشكل عام في الشوط الثاني، تحرر أردا بعض الشيء وبدأ في إظهار بعض من مستواه المعهود، حتى وضع بصمته محرزًا الهدف الثالث في المباراة.
سلاح جولر "مغشوش"
في مثل تلك المباريات المغلقة، يلجأ اللاعبون لسلاح التسديد عن بعد، لاختراق دفاعات الخصم، وإن جاء الحديث عن التسديدات فحتمًا جولر على رأس القائمة المميزة في هذا الجانب.
لكن الغريب أن لاعب ريال مدريد كما لم يحسن اختراق الدفاعات بمهارته الفردية الكبيرة التي يتمتع بها، والتي من المفترض أن يكون لها الكلمة العليا أمام التكتلات الدفاعية، لم يفعل كذلك بسلاح التسديدات، الذي تميز به مع الميرنجي في الكثير من الفترات.
جولر ليلة أمس حاول التسديد على المرمى ست مرات، اثنتان منها فقط كانت بين القائمين والعارضة.
لكن في المقابل، فعّل لاعبون مثل عرفان كان قهوجي وكريم أكتورك أوغلو تلك الخاصية، ونجحا في إحراز الهدفين الأول والرابع من تسديدتين قويتين من خارج منطقة الجزاء، ليحرجا زميلهما، الذي سجل هدفه بعدما قُدمت له هدية على طبق من ذهب من أكتورك أوغلو، الذي ضغط على حارس أيسلندا هكون رافن فالديمارسون وقطع الكرة منه أمام مرماه، لتصل إلى أردا كي يسكنها الشباك بكل سهولة.
وإحقاقًا للحق؛ بفضل إحدى تسديدات جولر، تحصلت تركيا على ركلة جزاء في بداية الشوط الثاني على إثر لمسة يد، تقدم هاكان تشالهان أوغلو لتنفيذها، لكنه فعل بشكل سيئ، إذ سقط أثناء التسديد ولمس الكرة بقدميه، ليضطر الحكم لإلغاء هدفه.
بالأرقام .. ماذا قدم أردا جولر أمام أيسلندا؟
صاحب الـ19 عامًا شارك في 89 دقيقة من المباراة، قبل أن يتم استبداله بصامت أكايدن، بعدما سجل هدفًا، ورغم أنه لم يخلق أي فرصة لزملائه ولم يصنع أي من الثلاثة أهداف الأخرى إلا أن له ثلاث تمريرات مفتاحية.
في المقابل، سدد ست تسديدات، منها اثنتين على المرمى، ووصلت دقة تمريراته لـ91.3%، بينما قطعت منه الكرة 16 مرة.
فيما نجح بنسبة 50% في المراوغات، وتفوق في أربع ثنائيات من أصل تسعة، ولم يقدم أي مساهمة دفاعية.
لا تلوموا أنشيلوتي وحده!
Getty Imagesمقابل الحالة التي ظهر عليها جولر أمام أيسلندا بالطبع الهجوم التركي سيتجه نحو كارلو أنشيلوتي؛ المدير الفني لريال مدريد، فهو من لم يمنحه الفرصة الكافية للمشاركة إلا لمدة 291 دقيقة خلال عشر مباريات في الموسم الجاري.
لكن السؤال: هل طلب أردا الرحيل بحثًا عن فرصة المشاركة بشكل أساسي أم أن مقاعد الميرنجي تكفي طموحه؟ إجابة نحتاج أن نسمعها من صاحب الـ19!
المؤكد أن إدارة ريال مدريد مقتنعة تمامًا بأحقية جولر في المشاركة، لكن المدير الفني الإيطالي لم يستجب لطلباتها بالدفع به لدقائق أكثر.
أما الغريب فهو نجاح جولر في إثبات نفسه في كل مرة يدفع به أنشيلوتي كبديل دون حجة "غياب حساسية المباريات"، التي تظهر عندما يشارك مع تركيا مؤخرًا!