AFC CL - HILAL - SADD 2022goal

آسيا أصبحت ضعيفة؟ .. الجدل محسوم والجريمة مكتملة الأركان!

"على الفرق السعودية أن تطلب المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لم تعد آسيا تليق بنا"، "بطولة آسيا للأندية أصبحت هي الأضعف بين كل البطولات القارية"، "آسيا ليست ضعيفة، إنما هو تفوق أنديتنا السعودية على كافة المنافسين"، "حصاد الإنفاق الذي تم خلال السنوات الأخيرة هو أن كعبنا عالٍ على الجميع في آسيا حاليًا"..

سجال لا ينتهي، واتهامات هنا وهناك، وشد وجذب، حول مدى تراجع المنافسة في النسخة الحالية دوري أبطال آسيا، وعلى الجانب الآخر يظهر المعارضون لهذه الآراء معتبرين إياها مقللة من المجهود الذي بُذل لتطوير الكرة السعودية في السنوات الأخيرة.

لا يخفى على أحد أن بعض من يصف دوري الأبطال حاليًا بأنه بطولة ضعيفة يرجع في المقام الأول لغياب فريقه عن البطولة من نصراويين وأهلاويين واتحاديين، لكن يبقى جزء يحلل الموقف بالفعل بعيدًا عن الانتماءات.

بدايةً لا بد أن نتفق على أنه حتى لو أجمع الجميع على أن البطولة الآسيوية أصبحت ضعيفة بالفعل، فهذا لا يقلل من إنجاز من سيحقق اللقب في النهاية، سيذكر التاريخ أن نادي (...) حقق لقب دوري الأبطال 2022، وسيصمت، لن يسرد تاريخ المسابقة عند ذكر اسم البطل، ولن تقف الأجيال القادمة كثيرًا أمام هذا.

ليس حكمًا .. إنما اعتراف لا بد منه في البداية:

ighalo - somah - talisca - Abderrazak Hamdallah - Abderrazak Hamdallah - hilal - nassr - ahli - ittihadgoal

لنبدأ الحديث بالتفصيل عن القضية باعتراف لا ينكره أحد، اعتراف بعيد عن الحكم عن مدى قوة وضعف دوري الأبطال، لكن كي نكون منصفين ونعطي كل ذي حقٍ حقه، لا بد لنا من هذا الاعتراف..

الطفرة الكبيرة التي حدثت في الدوري السعودي في السنوات الأخيرة مع الجهود الكبيرة التي بذلها وزير الرياضة السابق تركي آل الشيخ واستكملها الوزير الحالي عبد العزيز بن تركي الفيصل، بجانب دعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للأندية، يشهدها العيان بشكل واضح.

لن نتحدث عن تفوق الدوري السعودي على منافسيه من الدوريات العربية المختلفة سواء في آسيا أو إفريقيا، فهذا الأمر يكفيك لتعرفه الإطلاع فقط على طريقة حسم بطل الدوري بالمملكة في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي تُحسم به دوريات كالمصري والقطري والإماراتي قبل عدة جولات ليست بالقليلة قبل نهاية الموسم.

لكن يمكن أن نخبرك أن الدوري السعودي ضمن أكثر عشرة دوريات في العالم إنفاقًا في الميركاتو الصيفي 2021 بواقع 50.2 مليون يورو، أنفق الهلال منها 19.8 مليون يورو، لينافس دوريات بحجم الإنجليزي، الإسباني والفرنسي والألماني.

لن نكون مبالغين إذا قلنا أن الدوري السعودي يقترب من مضاهاة الدوريات الأوربية من الناحية التنظيمية والمنشآت والجماهير وغيرها.

لذلك لا مجال لتأثير نتيجة الحديث عن مدى قوة أو ضعف دوري الأبطال، على قوة الدوري السعودي وأنديته والمنافسة المحلية به، فهذه المسألة محسومة بالفعل.

أول عوار أصاب دوري أبطال آسيا:

Odion Ighalo Hilal Istiklol Dushanbe AFC CL 19.04.2022Hilal Twitter

انتظر لحظة!، هذا الحديث ليس متعلقًا بالنسخة الحالية من البطولة القارية، إنما بكافة النسخ السابقة..

منذ أن قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم فصل دول الشرق عن دول الغرب، قلل من قوة منافساته، فبدلًا من أن تشارك أندية الصفوة في القارة مجتمعة في دور مجموعات واحد، تقرر أن تُقسم بواقع 5 مجموعات للشرق (4 سابقًا)، ومثلها للغرب، على أن يجتمع بطل الشرق مع بطل الغرب في النهائي.

هذا النظام قلل من فرص الكثير من فرق الغرب، التي كانت تستحق التواجد في النهائي في أكثر من مناسبة، لولا هذا النظام العقيم، فمن منا لم يكن يتمنى أن يرى الهلال والنصر السعوديين في نهائي نسخة 2021 معًا، ليكون نهائي القرن، بدلًا من نصف نهائي القرن، الذي أطاح بالعالمي؟

آسيا وحدها هي من تعتمد هذا النظام في بطولتها، لا نرى مثله في أوروبا أو حتى في إفريقيا، التي يصف بعض الآسيويين بطولتها بأنها ضعيفة!

ماذا عن النسخة الحالية؟

Al Sadd AFC CL 15.04.2022AFC CL Twitter

قبل أن نعطي حكمنا عما يحدث بالنسخة الحالية، فنرصد بعض النقاط من المنافسة، والتي ستقودنا في النهاية للنتيجة، وحديثنا لن يقتصر على المنافسة في الغرب فقط، إنما على البطولة ككل؛ شرق وغرب..

7-0، 5-0، 8-0، 8-2، 6-0، هذه ليست نتائج مباريات ودية، إنما نتائج شهدتها مباريات النسخة الحالية من البطولة الآسيوية للأندية، مع مرور خمس جولات بالغرب وأربع بالشرق.

فريق بحجم جوانجزو الصيني، الذي توج باللقب القاري من قبل، يخوض البطولة بفريق الرديف، وليس بالفريق الأول.

تضم النسخة الحالية أندية من الهند، تركمنستان، الفلبين، تايلاند وسنغافورة وماليزيا وهونج كونج وغيرها من البلاد، التي لا يسمع عنها في عالم الساحرة المستديرة.

للعام الثالث على التوالي تقام البطولة بنظام التجمع، وللمرة الثانية على التوالي على أراضي المملكة السعودية.

حتى تقنية الفيديو رفض الاتحاد الآسيوي تطبيقها في دور المجموعات، بداعي مشاركة بعض الدول التي لم تُطبق بها هذه التقنية بعد في دورياتها المحلية!

40 فريقًا في دوري الأبطال البطولة الأولى في القارة على مستوى الأندية؟!، هناك دوري أبطال وكأس الاتحاد الآسيوي، الأول لأندية القمة، والثاني للأندية أصحاب المستوى الأقل، لماذا قرر الاتحاد الآسيوي رفع العدد وخلط الفرق بهذه الطريقة؟!، الإجابة عند مسؤولي الاتحاد القاري!

كل ما سبق حتمًا جعلك تميل - إن لم تكن قد أصبحت متأكدًا- إلى أن النسخة الحالية بالفعل ضعيفة، وليست في قوة المنافسات السابقة.

دلائلكم ليست كافية:

Faisaly Wehdat AFC CL 08.04.2022Faisaly Twitter

الفئة التي تدعم الرأي الذي يقول أن البطولة لم تضعف، إنما هي قوة الأندية السعودية التي جعلتها بهذه الصورة، تستند إلى أحد الدلائل ألا وهو وداع فريق بحجم السد القطري للبطولة من دور المجموعات بحصد أربع نقاط فقط مع مرور خمس جولات.

هؤلاء قد يتغافلون أن المشكلة عند السد بالأساس، فزعيم قطر وقع في مجموعة تضم ناساف الأوزبكي والوحدات الأردني، بالطبع تاريخ الفريق القطري الأكبر، لكنه ومع ذلك تذيل المجموعة.

الكرة القطرية على مستوى الأندية بشكل عام، تعيش حالة تراجع كبير، في ظل هيمنة السد والدحيل على البطولات في السنوات الأخيرة، وهو ما أضعف المنافسة المحلية، وبالتالي انعكست على الفرق قاريًا.

نعم يشارك في البطولة فرق بحجم الجزيرة وشباب الأهلي الإماراتيين، السد والدحيل القطريين، الهلال والشباب السعوديين، من تابع المستويات في المباريات يتأكد أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء فقط.

تقديم التعاون والفيصلي الذين يعانيان على المستوى المحلي، لأداء جيد ونتائج إيجابية في دوري الأبطال، ووجود فرصة لهما للصعود للدور المقبل، يرجعه البعض لقوة المنافسة المحلية في الدوري السعودي، لكن قد يعود الأمر بالأساس لعدم وجود أي ضغوطات على هذه الفرق وأن الجماهير لم تكن تنتظر منهم أي شيء يذكر في دوري الأبطال، الآمال كانت معلقة على الهلال والشباب فقط حتى قبل بداية أول جولة من دور المجموعات، وتغيرت الآراء مع مرور الجولات.

الخلاصة: بكل أسف بالفعل حرم الاتحاد الآسيوي جماهيره من منافسة قوية، تأثير قرار زيادة الفرق لـ40 فريقًا، وإن كان تم تطبيقه من النسخة الماضية إلا أن تأثيره سيظهر مع مرور السنوات، والتي بدأها من نسخة 2022.

ولا يمكن أن ننكر أن غياب فريق بحجم الاتحاد السعودي عن البطولة، بداعي عدم حصوله على الرخصة الآسيوية أثر كذلك، بخلاف ضعف الحضور الجماهيري للمباريات بالتزامن مع شهر رمضان المبارك وصلوات التراويح والتهجد، إلى جانب الإصرار على اعتماد نظام التجمع للعام الثالث على التوالي.

اقرأ أيضًا..

ردًا على مدرب الشباب .. "الهلال ليس ريال مدريد آسيا، تلك الألاعيب لا تنطلي علينا"

تحذير للهلال .. "رومان سايس سيكون ورطة الصيف"

خلاف سعودي بسبب الأهلي المصري .. "لا أخشى جمهور الأحمر وهو ليس الأفضل"

إعلان