سوق الانتقالات الشتوي عادة ما يترك آثاره على موسم الأندية في نهاية الموسم الكروي، البعض يُنعش حظوظه بقوة ويستفيد جيدًا من ميركاتو يناير، فيما البعض الآخر إما يتراجع للخلف بفقدان أحد لاعبيه المهمين أو يُفرط بفرصة الدعم .. الهلال والشباب عاشا تجربة مختلفة في يناير آثارها واضحة على نتائج الفريقين حاليًا.
الهلال .. غياب للدعم رغم وضوح الحاجة له
واجه سوق انتقالات الهلال الصيفي استعدادًا لموسم 2020-2021 انتقادات بالغة لعدم دعم الفريق بالشكل اللازم والمطلوب، إذ كان الجميع يتحدث عن الحاجة بعد الثلاثية لتقوية الدفاع والوسط المهاجم، خاصة مع توقع حالة التشبع التي تُصيب اللاعبين عادة بعد الإنجازات الكبيرة.
وقد تحدث المدرب رازفان لوشيسكو عن ذلك الأمر بالفعل، وتوقع الجميع تحركات جدية من جانب إدارة فهد بن نافل لتعويض أخطاء الصيف في الشتاء، لكن هذا لم يحدث أبدًا.
الهلال لم يضم سوى عبد الله الحمدان في انتقالات يناير وتخلى عن عمر خربين، وترك الدفاع والوسط المهاجم دون دعم حقيقي رغم أن حاجتهم للدعم اتضحت بشكل كبير خلال النصف الأول من الموسم.
الخطأ الهلالي الثاني .. رحيل خربين الغريب
هذا كان الخطأ الأول، الخطأ الثاني الذي يُعد قرارًا غريبًا جدًا هو فسخ عقد عمر خربين بالتراضي قبل 6 أشهر من نهايته .. السؤال، لماذا يُفرط باللاعب مادام ليس هناك نية لضم بديل؟ ما الضرر الذي كان سيحدث لو استمر المهاجم السوري حتى نهاية الموسم؟ بالتأكيد لن يكون هناك أي ضرر بل فوائد واضحة خاصة مع أداء اللاعب الجيد جدًا خلال النصف الأول من الموسم.
Goal ARخربين كان سيكون ورقة رابحة في النصف الثاني من الموسم خاصة أنه يستطيع اللعب في كافة مراكز الهجوم ومنسجم تمامًا مع الفريق والأجواء السعودية والآسيوية ويمتلك شخصية وخبرة عظيمة، بجانب أن جودته ليست محل خلاف أبدًا.
كان رحيله سيكون مفهومًا لو عوضه الهلال بلاعب أفضل أو باعه بثمن مرتفع، لكن لم يحدث هذا أو ذاك ولذا فسخ عقده كان قرارًا غريبًا جدًا.
لماذا التعجيل في ضم الحمدان؟
الهلال تعاقد مع عبد الله الحمدان وأصر على جلبه في وسط الموسم من الشباب، وفي النهاية أجلسه على مقاعد البدلاء ولم يلعب أساسيًا، قبل أن يتعرض للإصابة ويُصاب بفيروس كورونا فيبتعد تمامًا.
انتقالات يناير عادة يُضم بها اللاعبون القادرون على اللعب في التشكيل الأساسي مباشرة أو لديهم القدرة على صناعة الفارق دون الحاجة للكثير من الوقت للانسجام، والحمدان ليس من هذين النوعين ولذا كان الأفضل تركه يُكمل الموسم مع الشباب ليزداد نضجًا وخبرة خاصة أنه كان أساسيًا ويُقدم موسمًا ناجحًا.
البعض هنا لديه وجهة نظر مختلفة وهي ضم اللاعب في منتصف الموسم ليكون جاهزًا للموسم القادم، هذا صحيح 100% لكن بشرط أن يكون الفريق مكتمل الصفوف ولديه تلك الرفاهية .. الهلال ليس كذلك أبدًا.
الشباب .. نجاح جديد وصيد ثمين
الشباب حظي بسوق انتقالات قوي في الصيف، توجه بالتعاقد مع الجوهرة إيفر بانيجا، وقد واصل خالد البلطان نجاحه في الشتاء رغم الضربة القاسية برحيل الحمدان صاحب الـ7 تمريرات حاسمة.
الشباب كان بحاجة إلى مهاجم قوي يُعوض فشل ماخيتي ديوب الذي رحل بفسخ عقده، وقد قام بالتحرك المثالي وضم المهاجم الممتاز أوديون إيجالو صاحب التجربة الجيدة في الملاعب الأوروبية.
Goal ARإيجالو نجح في إحراز 3 أهداف وصناعة آخر خلال 8 مباريات مع الليوث، وتأثيره على هجوم الفريق أقوى من تلك الأرقام وأكبر.
الخلاصة .. درس للفوز وآخر للخسارة في الميركاتو الشتوي
الهلال أعطانا درسًا جيدًا لعدم استغلال سوق الانتقالات الشتوي فيما الشباب قدم لنا درسًا مثاليًا في كيفية الاستفادة منه وتعزيز الفريق بالمطلوب لتعزيز فرصه في تحقيق أهدافه وطموحاته.




