انتظر عوض خميس طويلًا ناديه النصر ليُجدد عقده معه والذي انتهى بنهاية الموسم الماضي، ولكنه حسم أمره في 30 أغسطس الماضي وبعدما يأس من البقاء بقميص العالمي ووقع عقدًا يمتد لموسمين قادمين مع نادي الرائد.
اللاعب الجوكر لعب مع النصر في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين هذا الموسم 16 مباراة، بواقع 924 دقيقة فقط، إذ كان مجرد لاعبًا بديلًا في عدة مراكز أبرزها الظهير الأيسر، ولذا كان طبيعيًا أن يرى نفسه خارج الحسابات ويُوقع لنادٍ آخر خاصة في ظل الحديث إعلاميًا عن إعلامه بواسطة مسؤولي النصر أنه لا حاجة له الموسم القادم.
اقرأ أيضًا | "ميكس" هلالي ونصراوي قوي .. الحقباني يختار التشكيل الأفضل بالدوري السعودي
سافر عوض خميس مع بعثةالنصر إلى الدوحة لخوض غمار دوري أبطال آسيا 2020، والجميع كان يستبعد وجود دور مهم له مع الفريق، لكن ما حدث كان مخالفًا لجميع التوقعات.
صاحب الـ32 عامًا غاب عن اللقاء الأول أمام سباهان أصفهان الإيراني ولعب 6 دقائق في المباراة الثانية أمام نفس المنافس، ثم مُنحت له الفرصة للبدء أمام السد القطري، ولم يُفوت تلك الفرصة أبدًا وقدم أداءً مميزًا خطف به المقعد الأساسي من عبد الرحمن العبيد الذي جلس بقية مباريات البطولة على دكة البدلاء.
بدأ عوض خميس مباراة العين وخرج بعد ساعة من اللعب، ومنحه المدرب روي فيتوريا ثقة اللعب أساسيًا أمام التعاون والأهلي وبرسبوليس على الترتيب ولم يُخيب اللاعب السعودي ظن مدربه أبدًا وكان عند حسن الثقة به ولعب مباريات ممتازة باستثناء الهفوة الفردية في اللقاء الأخير وقد أظهرت الإعادات التلفزية أنه كان يستحق خطأ لصالحه ضد لاعب برسبوليس.
تألق عوض خميس فتح باب الجدال والنقاش حول صحة قرار النصر التخلي عنه وعدم تجديد عقده، وأعاد للذاكرة قصة توقيعه لنادي الهلال عام 2017 بعد دخوله الفترة الحرة من عقده مع النصر وعدم تجديده.
القصة لم تنته هنا، بل كانت تلك مجرد البداية لقضية أثارت جدلًا واسعًا في الإعلام والشارع الكروي السعودي على مدار عدة أسابيع، إذ تراجعت إدارة النصر عن قرارها عدم تجديد عقد عوض خميس ونجحت في إقناعه بالتجديد، وفعلًا وقع اللاعب على عقد جديد مع النصر بعدما كان الهلال قد قدم عقده للاتحاد السعودي وتم اعتماده.
النتيجة كانت إيقاف عوض خميس 6 أشهر وتغريمه 300 ألف ريال مع إيقاف النصر عن قيد اللاعبين لفترة انتقالات واحدة وتغريمه والهلال نصف مليون ريال، واستأنفت الأطراف الثلاثة الحُكم لدى مركز التحكيم الرياضي.
مركز التحكيم كان بصدد إصدار حكمه في القضية، لكن المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العام للرياضة آنذاك نجح في احتواء الأمر وأقناع الناديين بالصلح، وقد توصلا بالفعل لاتفاق ودي نص على إعادة النصر وعوض خميس مبلغ 6 ملايين ريال سعودي للهلال، على أن يُواصل اللاعب اللعب لناديه صاحب القميص الأصفر.
عوض خميس وقع للرائد، لكن تألقه الملفت في دوري أبطال آسيا ربما يُعيد أحداث تلك القضية لأرض الواقع من جديد! إذ قد تتراجع إدارة العالمي وتتحدث مع اللاعب عن توقيع عقد جديد.
هل سيُعيد عوض خميس هنا ما فعله عام 2017 ويُوقع عقدًا ثانيًا مع النصر بعدما وقع الأول مع الرائد؟ خاصة في ظل الفارق الكبير بين الناديين ماليًا ورياضيًا وإعلاميًا وجماهيريًا؟ وماذا سيكون موقف "رائد التحدي" وإدارته ورئيسه فهد المطوع من ذلك؟
