كدنا أن نبدأ حديثنا بوصفه بـ"الحاضر الغائب"، لكن آخر عشر دقائق من مباراة كانت كافية ليقود إرلينج هالاند منتخب النرويج للفوز أمام نظيره النمساوي، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري الأمم الأوروبية.
النرويج كانت قد افتتحت المباراة بهدف بعد مرور تسع دقائق فقط عبر تسديدة فيليكس هورن ميري، لكن مارسيل سابيتزر أدرك التعادل للنمسا في الدقيقة 37 من عمر الشوط الأول.
وفي الدقيقة 80 من عمر اللقاء، ظهر هالاند ليخطف الفوز بهدف من تسديدة من داخل منطقة الجزاء بعدما سيطر على الكرة بشكل رائع وسط الرقابة الدفاعية.
لكن لقطة الهدف إن كانت حققت المراد من اللقاء إلا أنها لا تعفي هالاند من بعض الانتقادات..
الأرقام فاضحة .. والتشكيك يلاحقه!
هالاند في لقاء الليلة قاد الهجوم رفقة زميله أليكساندر سورلوث، لكن الأخير قدم أداءً طيبًا، فيما بدى إرلينج معزولًا تمامًا عن بقية زملائه في النرويج.
الرقابة الدفاعية النمساوية نجحت في تحجيم صاحب الـ24 بشكل محكم، لدرجة أنه لم يلمس الكرة إلا 18 مرة فقط طوال المباراة التي خاضها بشكل أساسي واستمر في الملعب حتى نهايتها.
أما سورلوث فكان أكثر فاعلية بخروجه خارج منطقة الجزاء كثيرًا لقيادة الهجمات، حتى أنه نجح في صناعة الهدف الأول بعدما انطلق بالكرة من وسط الملعب من الجهة اليمنى ثم توغل حتى حدود منطقة الجزاء، ليمررها لفيليكس هورن ميري الذي أسكنها الشباك بنجاح.
إرلينج الليلة لم يمرر إلا سبع تمريرات ناجحة فقط، فيما سدد مرتين؛ منها واحدة فقط على المرمى، وأهدر فرصة هدف محقق.
حتى في الثنائيات، فشل هالاند في خمس من أصل سبع، ونجح في التحامين هوائيين فقط من أصل خمسة، بينما فقد الكرة 19 مرة!
ربما أبرز لقطة لهالاند في المباراة -بعيدًا عن الهدف- هي جذبه العنيف للاعب الخصم في الدقيقة 50 ورغم ذلك أفلت من الكارت الأصفر من قبل الحكم!
تلك الأرقام والأداء الذي ظهر به في الملعب دفع البعض للتشكيك به وفي ولائه للمنتخب مقارنة بما يقدمه مع مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي.
منطقي! ربما يخشى هالاند أن يسقط ضمن ضحايا التوقف الدولي ويخسر الكثير في الفترة المقبلة مع السيتي، فزميله الذي قاتل طوال المباراة مارتن أوديجارد تعرض للإصابة وخرج باكيًا، إذ تبدو إصابته قوية.
صدفة أم أوديجارد متورط؟!
في الدقيقة 67 من عمر المباراة، خرج أوديجارد متأثرًا بإصابته، وبعيدًا عن حالة القلق التي يعيشها جمهور ناديه آرسنال الإنجليزي حاليًا حتى ظهور نتائج الفحص الطبي، ربط الكثيرون بين خروجه وإحراز هالاند لهدفه.
احتفاظ أوديجارد بالكرة بطريقة مبالغ بها، والذي ظهر جليًا في الجولة الأولى أمام كازاخستان (0-0) قبل أيام، وضعه في موقف محرج أمام الجماهير.
لكن ربما ما هو إلا "شماعة" لجماهير إرلينج لتبرير تقصيره أمام كازاخستان والنمسا على الترتيب، فانظروا ماذا فعل هالاند في الـ18 كرة التي وصلت له؟ لا شيء!
خطوة على دخول التاريخ
رغم كل شيء والتساؤلات حول أداء صاحب الـ24 الفردي مع منتخب بلاده إلا أنه على بعد خطوة واحد من دخول التاريخ..
بهدف الليلة في شباك النمسا رفع هالاند رصيده إلى 32 هدفًا خلال 35 مباراة دولية.
ويفصل إرلينج هدف واحد فقط على معادلة رصيد يورجن يوف؛ الهداف التاريخي للنرويج، والذي أحرز 33 هدفًا خلال 45 مباراة.