BROUGHT TO YOU BY
Jurgen Klopp Liverpool 2018-19Getty

المهمة المستحيلة| كيف ينجح كلوب في قلب الطاولة على برشلونة؟


أحمد أباظة    فيسبوك      تويتر

لنكن "واقعيين" مثل مدرب برشلونة، الكتلان في النهائي ما لم تحدث معجزة ما، كأن يتعرض ميسي لحادث سير يلزمه الراحة يوم الثلاثاء، أو تواصل الكرة السقوط من بيد يدي تير شتيجن، أو تُظهر أرضية أنفيلد سحراً استثنائياً ينصر أصحابها، ولكن هل حقاً هذا ما يتطلبه الأمر؟

في كرة القدم الإجابة لا، كل ما يتطلبه الأمر حقاً هو تصادف أسوأ أيام مع البلوجرانا مع أعظم أيام الريدز، تماماً كما حدث في ليلة كارثة روما الشهيرة التي سئمنا تكرار الحديث عنها، ولكن بالطبع يبدأ هذا من تحضير أسطوري على الصعيدين النفسي والفني..

بكلمات أخرى هي عملية تحتاج إلى عاملين رئيسيين، عمل متميز لا يُقارن من جانب يورجن كلوب، يُضاف إليه عمل كارثي من جانب برشلونة ككل، مدرب وأفراد، بالإضافة لقدر لا بأس به من التوفيق.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

في عالم كرة القدم لا مستحيل، لا يمكنك أن تكون مشجعاً لبرشلونة تحديداً دون أن تؤمن بذلك، فأنت من عاش ليلة قلب رباعية باريس سان جيرمان إلى سداسية كتالونية، وأنت من عاش سقوط رباعية ناديك بثلاثية في الأولمبيكو من فريق –مع كامل الاحترام- أقل كثيراً على الصعيد الفني من نسخة الريدز الحالية.

برشلونة في النهائي بنسبة 90%؟ صحيح، ولكن ليس فقط من حق كلوب أن يقاتل على الـ10% الباقية، بل هذا واجبه وواجب كل من يحترم تلك اللعبة، أن يُقاتل للفوز حتى آخر نفس.

المُعادلة واضحة، ليفربول يمكنه تسجيل الأهداف الثلاثة أو الأربعة المطلوبة، ولكن ما الذي يضمن أن برشلونة وميسي تحديداً لن يُسجلا المزيد؟ لا شيء، ولكن ربما إذا أخرج فالفيردي 4-4-2 القديمة خاصته بنسختها الجافة سيكون للريدز فرصة لا بأس بها في تقديم مباراة أفضل.

ليفربول فقد خدمات نابي كيتا ولكنه بدوره سيسترد روبرتو فيرمينو الذي يعلم الجميع كم كان غيابه مؤثراً ومُسهلاً لكسر منظومة ضغط الريدز، إلا أنه على الجانب الآخر يجب علينا الاعتراف بحقيقة هامة، إرنستو فالفيردي حضر لاعبيه جيداً لمواجهة ليفربول في الشوط الأول من الذهاب، في ظاهرة نادرة للأمانة، ما يجعل الرهان على استغلال أخطائه ليس بنفس سهولة الماضي..

Ernesto Valverde Barcelona Liverpool UCL 01052019

هنا يأتي دور كلوب أولاً في إخراج لاعبيه من تلك الصدمة، وهو بالفعل في خضم منافسة شرسة على لقب البريميرليج المنتظر منذ ثلاثة عقود، الذي يُطارد فيه مانشستر سيتي على نقطة.. كلوب قدم موسماً كبيراً للغاية، لذلك تبقى الوضعية التي يقف بها الآن مؤسفة للغاية، ليس من السهل تحفيز لاعبيه في مهمة لا تعتمد على أقدامهم بل على سقوط سيتي.

بالتالي كان اللقب الأقرب هو دوري الأبطال، وها هو قد صار على بعد ثلاثة أهداف وضد برشلونة، أو ضد ميسي بالأخص، وميسي هنا لا يذكر فقط لكونه اللاعب الأهم والأخطر والأفضل، بل لأنه من أكمل المهمة وحسم الأمور كالمعتاد، وبالتالي أنت لا تعلم أبداً متى سيتدخل البرغوث الأرجنتيني ويعبث بأي حسابات وأي تكافؤ ورقي مزعوم.

هذا الفوز على نيوكاسل سيكون عاملاً مساعداً، ومع بقاء الأمور معلقة حتى الجولة الأخيرة يجب على المدرب الألماني أن يخرج المباراة الفاصلة ضد ولفرهامبتون من أذهان لاعبيه تماماً، ليركزوا على ما أمامهم الآن، فهو بالفعل أخطر وأقوى وأهم، ولو نجح الريدز في كسر ذلك الحاجز الذي يبدو مستحيلاً سيكون ذلك تعويضاً خرافياً تحسباً لضياع لقب البريميرليج.

ثانياً على كلوب أن يفكر بطريقة أفضل لإيقاف ميسي، ربما 3-4-3 بثلاثي خلفي ينضم فيه جوميز إلى ماتيب وفان دايك ويتقدمه أرنولد وروبرتسون لن يكون بهذا السوء الذي يراه البعض، فهو يوفر أكبر قدر ممكن من الأمان الدفاعي، يوفر الزيادة العددية للريدز في مواجهة ثنائي هجوم البارسا وميسي بالأخص، كما يسمح للطرفان بالمساندة الهجومية لفتح أطراف الملعب قدر استطاعتهم.

في غياب كيتا يجب أن يتحلى ثنائي الوسط بالصلابة، ففي النهاية ليفربول قد يجد نفسه مجبراً على الاستحواذ ولكنه لا هو ولا مدربه يجيداه بالقدر الكافي للأمانة، وبالتالي أنت لست بحاجة لجودة فنية مطلقة في تلك المنطقة، أي ثنائي يضم فابينيو ومصدراً إضافياً للجهد الوفير قد يفي بالغرض، على أن يتقدمه الثلاثي الهجومي المعتاد، بوجود فيرمينو في القلب إلى الوراء قليلاً لمساندة الوسط، ومن ثم يتقدم صلاح وماني إلى العمق مستغلين من دفع أرنولد وروبرتسون لهم من الخلف.

يجب التنويه هنا إلى العيب القاتل لتلك المخاطرة، وهي المساحة وراء طرفي الوسط، بينهما وبين قلب الدفاع المقارب على التحديد، فإن كانت تلك شبيهة بالمقاربة التي تغلب بها روما على برشلونة، فإنها نفس المقاربة التي خسر بها روما أمام ليفربول ومن نفس هذا العيب على التحديد.. المساحة التي طعن منها صلاح وماني الذئاب، خصوصاً المصري بين كولاروف وخوان جيسوس.

في وجود جوردي ألبا تحديداً أمام أرنولد قد تتحول المراهنة من فرصة كبيرة لتحقيق المعجزة إلى نهاية مأساوية، لذلك قد يكون هذا هو الوقت الأنسب ليثق الفريق بما قاده إلى هنا من الأصل، فأسوأ الأوقات التي يقابلها المدرب والفريق معاً هي لحظات الشك في صحة ما كانوا يفعلوه طوال الوقت..

لذلك إن كنت على وشك الموت حقاً، فلا بأس بالموت متمسكاً بما قادك إلى نجاحاتك الحالية، حتى وإن كانت ستنتهي نهاية صفرية تجعل الجميع ينسون عملك ولا يمنحوك التقدير الذي تستحقه، يجب أن تكون أنت أول الواثقين بجودة عملك ومنظومتك كي تُنصف نفسك أمام التاريخ، لعل التاريخ ينصفك، أو تبتسم لك الكرة التي لا يعرف أحد متى ولمن تبتسم وعلى أي أساس لعين.

إعلان