هيثم محمد فيسبوك تويتر
جرت العادة في دوري أبطال أوروبا أن تكون الكلمة العليا دائماً للأندية من الدوريات الخمسة الكبرى لما تملكه من مستوى فني مرتفع وتنافسية بين فرقها، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت رياح التغيير تهب وتتغير الأوضاع.
منذ بدأ العقد الأخير وتشهد معظم الدوريات الكبرى هيمنة اسماً واحداً على اللقب، في إيطاليا لا يعلو صوتاً على يوفنتوس، ألمانيا بايرن ميونخ يستعرض عضلاته، وباريس سان جيرمان يأكل الأخضر واليابس في فرنسا، بينما برشلونة فرض نفسه على الليجا.
هيمنة فريقاً وحيداً على الألقاب في بلاده بسبب الفوارق المادية والفنية الكبيرة جعل الفجوة تتسع بين حتى كبار القوم في نفس الدوري، وأفقدها تنافسيتها، بل وترك أثره على حظوظها أوروبياً.
حسم لقب الدوري مبكراً كان البعض ينظر له على أنه أمراً إيجابياً يعطي الفريق الفائز الفرصة للتركيز والاستعداد بشكل أكبر على الصعيد القاري، ولكن الواقع يقول عكس ذلك.
بايرن ميونخ هيمن على الكرة الألمانية في السنوات الأخيرة، ولكن عند أول اختبار حقيقي مثلما حدث في نصف النهائي مع بيب جوارديولا، أو العام الماضي مع يوب هاينكس أمام ريال مدريد، يتعثر الفريق ويفشل في مجاراة خصمه فنياً رغم الإمكانيات والأسماء المتاحة.
باريس سان جيرمان الذي يتصدر الدوري في بلاده دون أي متاعب ويفرض سيطرته يعاني أوروبياً في فعل المثل وإظهار نفس الشخصية القوية، وها هو رغم كل الأموال المصروفة والتعاقدات الكبيرة يفشل في تخطي دور الستة عشر لثلاث مواسم متتالية بدوري الأبطال، ولم ينجح حتى ببلوغ نصف النهائي مع الحقبة القطرية.
اسم آخر العام الحالي تأثر بضعف المستوى محلياً هو يوفنتوس الذي يملك فارقاً مع نابولي، ثاني الترتيب، وصل إلى 19 نقطة بعد الانتصار على أودينيزي الجمعة. البيانكونيري الذي لم يفرط إلا في تسع نقاط منذ بداية المسابقة رغم الأداء الفني الضعيف انكشفت عوراته أوروبياً أمام أتلتيكو مدريد ليصبح مهدداً بالوداع المبكر.
gettyالبعض قد يشير أن يوفتوس في السنوات الأخيرة نافس ووصل النهائي مرتين، والعام الماضي خرج من ربع النهائي بصعوبة، ولكن تزامن ذلك مع ضغط من نابولي في القمة جعل الدوري يستمر للأسابيع الأخيرة ويضع الفريق تحت الاختبار والضغط بكل مباراة.
الأمثلة الألمانية والفرنسية والإيطالية تظهر الجانب السلبي لانعدام المنافسة، ولكن إذا نظرنا لإسبانيا وإنجلترا فالآية معكوسة، وارتفاع المستوى وتقارب المستويات انعكس بالإيجاب على ممثلي الدوريين.
في الليجا، ورغم هيمنة برشلونة، ولكن تقارب المستويات بين الفرق جميعاً أعطى ممثليها سيطرة شبه مطلقة على الألقب الأوروبية في السنوات العشر الأخيرة. ريال مدريد وبرشلونة أكبر المستفيدين من الأمر بعدم خروج كأس ذات الأذنين خارج الثنائي في النسخ الخمس الأخيرة، وحتى على صعيد الدوري الأوروبي بسط إشبيلية وأتلتيكو مدريد وبيلباو نفوذهم.

ورغم الانتقادات من قبل البعض للبريميرليج بالاعتماد على العامل البدني على حساب الفني، ولكن التنافس الكبير بين الفرق منح فرقها تواجداً قوياً أوروبياً، ليفربول في نهائي الأبطال العام الماضي، والنسخة الحالي الممثلين الأربع حاضرين في دور الستة عشر واثنين منهما عبرا لربع النهائي، واللافت أن ليفربول ذاته وتوتنهام تجاوزا المجموعات على حساب فرق إيطاليا.
التنافسية المحلية رغم ما تشكله من ضغط على صعيد المباريات واستهلاك لطاقات اللاعبين، ولكن تخلق فريقاً جاهزاً أوروبياً قادراً على مواجهة عمالقة القارة الأوروبية وتحديات دوري الأبطال، وهي النقطة التي قد تلعب دوراً حاسماً أيضاً الموسم الحالي في تحديد هوية أطراف المربع الذهبي وبطل النسخة الجارية.
