هيثم محمد فيسبوك تويتر
على مدار سنوات كان يعتبر المنصب الأهم في عالم كرة القدم هو المدير الفني وجهازه، بينما على الصعيد الإداري كان الآمر والناهي دائماً هو رئيس النادي، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت موازين القوى تميل نحو المدير الرياضي.
رئيس القطاع الرياضي، المدير الرياضي، أو سكرتير القسم الرياضي، كلها مصطلحات لنفس المنصب الذي أصبح لا غنى عنه في أي نادي، وتُدفع الأموال الضخمة التي كانت تنفق على اللاعبين لجلب رجال لتبوء هذا المنصب.
يلعب المدير الرياضي دور المنسق بين الجزء الفني والإداري، ويكمن اعتباره حلقة الوصل بين من يدير النادي في الأعلى، والمدرب واللاعبين، ولكن بصلاحيات تتيح له التحكم في سوق الانتقالات، بل وحتى في بعض الأمور الفنية.
وبينما كانت الأندية الإنجليزية تفضل إعطاء صلاحيات موسعة للمدير الفني، كانت نظيرتها في إيطاليا وإسبانيا تفضل منصب المدير الرياضي، فلمع ليوناردو مع ميلان في حقبة سيلفيو بيرلسكوني وكارلو أنشيلوتي، وكان وراء عديد التعاقدات المميزة، وعلى رأسها مواطنيه كاكا وأليكساندر باتو بفضل شبكة كشافيه في البرازيل، ثم واصل عمله في عملية بناء باريس سان جيرمان مع الإدارة القطرية، ليعود مجدداً إلى روسونيري مؤخراً ويساهم في إعادة إحيائه، وسريعاً ما ظهرت بصماته في صفقتي لوكاس باكيتا وكريشتوف بيونتك.
مثال آخر مميز هو تيكسيكي بيرجشتاين، الرجل الذي تولى المنصب في برشلونة في عهد خوان لابورتا وبيب جوارديولا، وانتهج سياسة الاعتماد على قطاع "لاماسيا" ودعمه بالأسماء المميزة على شاكلة ديفيد فيا، إيريك أبيدال، وداني ألفيش، لتلتقطه أعين مانشستر سيتي ليكون هو العون في مشروع الإدارة الجديدة، وهناك غير استراتيجيته مستغلاً توفر الأموال وتحول للتعاقدات الكبيرة وضم اسماء مثل كيفين دي بروينه، جابرييل جيسوس، رحيم ستيرلنج وآخرين بمبالغ ضخمة لتلبية احتياجات رفيق الأمس جوارديولا، وهو ما أتى ثماره وحول الفريق للمهيمن على الألقاب المحلية في السنوات الأخيرة.
Gettyوليس غريباً أن تجد اثنين من الأشهر في المنصب حالياً يتواجدان في إيطاليا في ظل الإيمان الكبير بأهميته هناك، فنجح روما في استقطاب مونشي من إشبيلية بعد العمل اللافت الذي قام به مع الفريق الأندلسي الذي تحول في وجوده لمصنع للنجوم وصاحب الرقم القياسي في التتويج بالدوري الأوروبي.
وفي روما حاول مونشي إعادة التجربة، وظهرت النتائج سريعاً العام الماضي بالوصول لنصف نهائي دوري الأبطال، كما تخلص الفريق من ديونه والتزامات قواعد اللعب النظيف، وإن كانت سياسات مونشي ببيع النجوم لتوفير السيولة لا تحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الجماهيرية.
اسم آخر تصارعت عليه كبرى الأندية الأوروبية قبل أن يخطفه إنتر هو جيوسيبي ماروتا، الرجل الذي لعب دوراً كبيراً في نهوض يوفنتوس بعد العودة من سيري بي وسيطرته المحلية وتوهجه الأوروبي في السنوات السبع الأخيرة.

وأعطت إدارة إنتر الصينية صلاحيات واسعة لماروتا نظراً لدرايته أكثر منها بالأجواء في إيطاليا، وفوراً ظهر تأثيره بعد قراراته التأديبية الصارمة بحق ثلاثي نجوم الفريق ماورو إيكاردي، رادجا ناينجولان، وإيفان بيريشيتش، بانتظار تحركاته على صعيد الميركاتو الصيف المقبل لتدعيم الفريق وإعادته للتنافس من جديد محلياً وأوروبياً.
من الفائز والخاسر بعد سحب إنتر شارة القيادة من إيكاردي؟
واللافت للنظر في الأعوام الأخيرة أن المدير الرياضي المميز يتواجد حيث توجد الأموال والإدارة العازمة على الصرف، ماروتا اختار الصينيين، ومونشي الأمريكان في روما، بينما فضل تيكسيكي استثمارات أبو ظبي على كتالونيا، وليوناردو ترحل وراء الإدارات ذات الميزانيات الضخمة، وإن كان الصرف ليس سلاحهم الوحيد، ولكن وجود الأموال يسهل عملهم بشكل كبير.
المبالغ التي تُدفع لتعيين المدير الرياضي أو تُعطى كرواتب، والتغيير حتى في عقلية الإنجليز وتحركهم لاستقطاب الأسماء البارزة على هذا الصعيد يؤكد أن هذا المنصب أصبح الاستثمار فيه ودفع الملايين قد يكون أهم من صرفها لضم لاعب.
