المحُنكون يمتنعون .. كاسيميرو صفقة ناجحة لمانشستر يونايتد!

كاسيميرو من ريال مدريد إلى مانشستر يونايتد.. خبر يعني انتقال أحد أفضل نجوم الوسط في العالم، بل ربما أفضلهم في مركز المحور الدفاعي، ولكن لبعض المحنكين الأمر كان أبعد من ذلك وكارثة محققة..

لا يجيد التعامل مع الضغط، سينهار من دون لوكا مودريتش وتوني كروس، كبير في السن وعمره 30 سنة، سعره مبالغ فيه وسينتقل من أجل المال ولا يمتلك أي طموحات.

اتهامات عديدة وكلمات مرسلة جميعها تسير في اتجاه واحد، وكأن مانشستر تعاقد مع لاعب منتهي في سن الأربعين أو أحد الأسماء المغمورة من الدوري النمساوي أو السويدي، وليس أحد أفضل اللاعبين بمركزه في العقد الماضي.

المحنكون الجدد في كرة القدم وضعوا نهاية لمسيرة البرازيلي قبل بدايتها، وسط عدد محدود ممن التزموا بالبديهيات والثوابت المتعارف عليها من سنوات طويلة لتقييم أي صفقة..

تخبط.. أين دي يونج؟

Getty Images

القصة المملة لانتقال فرينكي دي يونج من برشلونة إلى مانشستر يونايتد بدأت هذا الصيف واستمرت لأسابيع طويلة قبل أن يرفض الهولندي الفكرة تمامًا ويغلق الباب أمام مدربه السابق.

العديد من التقارير أكدت أن دي يونج هو الهدف الرئيسي لتين هاج من أجل تطبيق فلسفته وأسلوبه، كما أن الهولندي نفسه خرج ليؤكد أن الهولندي سيكون من مفاتيح مشروعه الجديد لو تمت الصفقة.

ونظرًا لأن كرة القدم ليس بها حقيقة مطلقة، فأي انتقاد أو مدح أو وجهة نظر معينة سيكون له مبرره الخاص الذي سيبدو منطقيًا حتى لو كان هدفه باطلًا.

إصرار تين هاج تم وصفه بالتعنت والفكر المتحجر القديم الذي لا يمتلك أي مرونة، وعندما قرر التحلي بالمرونة وتعاقد مع كاسيميرو تم اتهامه بالتخبط وعدم امتلاك أي خطة.

ولكن في الحقيقة دي يونج لم يكن الهدف رقم واحد للشياطين الحمر ببداية الصيف، بل كان هناك ديكلان رايس لاعب وست هام، الإنجليزي الذي يمتلك صفات كاسيميرو أكثر من نظيره الهولندي.

ولكن في إبريل الماضي ظهر تقريرًا من موقع "The Athletic" ليؤكد أن وست هام رفضوا التفاوض بأقل من 150 مليون جنيه استرليني كسعر مبدئي ولذلك انسحب يونايتد في الوقت الذي كان تين هاج مدربًا للفريق بشكل رسمي قبل رحيله عن أياكس.

إذن مانشستر أراد لاعبًا من نوعية كاسيميرو في البداية، فشل في ضمه وذهب إلى دي يونج، وبعدما رفض لاعب برشلونة الفكرة عاد يونايتد إلى نفس النوعية بالتعاقد مع الدولي البرازيلي.

القيمة المضافة

Getty Images

الحديث عن المنظومة لا يمكن الاستهانة به بأي شكل من الأشكال، ولكن الحكم على أن كاسيميرو ليس مناسبًا لمنظومة تين هاج في مانشستر التي لا نعلم ما هي حتى الآن مجرد عبث لأنه قد يغير من خطته لتتناسب مع المجموعة التي يمتلكها وتحتاج لفترة لتغييرها بشكل أعمق.

أي فريق في العالم بحاجة إلى قاطع كرات من الطراز الأول مثل كاسيميرو، والبرازيلي بمجرد توقيعه للشياطين الحمر أصبح هو لاعب الوسط الأفضل بالفريق دون منافسة، لأنه لا يمكن مقارنته بدوني فان دي بيك وفريد وسكوت مكتوميناي.

فكرة أنه سينهار من دون كروس ومودريتش ليست منطقية، لأن كاسيميرو حتى وإن لم يكن في أفضل مستوياته منذ موسم إلا أنه كان أفضل من كروس نفسه وكان بمثابة الحارس الشخصي لوسط ريال مدريد، والسبب الرئيسي لمنح زميليه فرصة الإبداع.

كاسيميرو ليس طفلًا سيقطع الكرة ويقف دون معرفة ما يمكنه فعله، ربما ليس الأفضل في مهمة الركض بالكرة والمساهمة الهجومية، ولكن القيمة المضافة التي سيمنحها لمانشستر بقدراته البدنية والفنية المبهرة فيما يجيده وقوته المناسبة للدوري الإنجليزي قد تكون علامة فارقة هذا الموسم.

التخبط الحقيقي كان التوجه نحو أدريان رابيو وغيره من اللاعبين أصحاب الجودة القليلة غير المؤثرة، وتجاهل القيمة الضخمة للاعب فاز بكل شيء ويمتلك كافة الخبرات للتعامل مع أي ضغوط، ويمكنه مساعدة بعض اللاعبين داخل وخارج الملعب بفضل خبرته.

وأما عن سعره، فأي شخص يدرك طبيعة سوق الانتقالات، بأنه عندما يحاول مانشستر يونايتد بمعاناته الحالية وابتعاده عن دوري أبطال أوروبا، التعاقد مع أحد أفضل اللاعبين في العالم، عليه أن يدفع أكثر من الطبيعي من ناحية الراتب أو قيمة الانتقال.

حقيقة أن ريال مدريد لا يحتاج للبيع تجعل النادي الإسباني يطلب أي قيمة يريدها، وهو ما فعله فلورنتينو بيريز وحصل على 60 مليون يورو بالإضافة لـ10 ملايين مستقبليه، في لاعب حقق معه كل شيء ومن حقه البحث عن تجربة جديدة بعيدًا عن سانتياجو برنابيو قبل فقدان مركزه لصالح أوريليان تشواميني أو إدواردو كامافينجا، مع صعوبة حصوله على عقد أكثر من عام أو عامين وفقًا لسياسة ريال للتعامل مع اللاعبين الذي تخطت أعمارهم 30 سنة.

هل ينجح كاسيميرو؟

لو كنت تعتقد أنه سيكون عاجزًا من دون كروس ومودريتش، فعليك أن تدرك أنه أحد أهم اللاعبين في المنتخب البرازيلي إن لم يكن أهمهم، وهو يلعب بجوار لوكاس باكيتا وفريد زميله في مانشستر يونايتدّ!

مفهوم الصفقة الناجحة ينطبق على كاسيميرو لو نظرنا لقيمة وإمكانياته التي تبتعد بمراحل عن العديد من اللاعبين بمانشستر يونايتد، وفكرة جلب الشياطين الحمر للاعب بهذا الحجم في مثل هذه الحالة المذرية أمر مثير للإعجاب ويعني أن النادي يظل محتفظًا بمكانته ضمن الكبار.

ولكن أي صفقة في العموم تحتمل النجاح والفشل للعديد من الأسباب، مثل عدم التأقلم على الدوري أو البلد أو أسلوب الفريق الجديد، مثلما شاهدنا مع إيدين هازارد في ريال وفيليب كوتينيو ببرشلونة وغيرهما ممن فشلوا في مضاهاة التوقعات.

Getty/Pressbox

ربما يتأقلم مع منظومة تين هاج وربما لا يفعل ذلك، ولكن لا يمكن الحكم عليه بالفشل قبل أن يركل الكرة حتى في ملعب التدريبات، لأننا لا نعرف حتى الآن شكل مانشستر لعدم اكتمال الفريق، فهناك أنباء عن ضم لاعب وسط آخر وجناح وحارس وظهير أيمن.

وجود رافاييل فاران وليساندرو مارتينيز وبرونو وربما بقاء كريستيانو رونالدو بعد قدوم كاسيميرو، قد يغير الأوضاع تمامًا في يونايتد، وتفوق الشياطين على ليفربول الأخير يعطي جماهير مانشستر الكثير من الأسباب للتفاؤل.

كاسيميرو وبرونو فيرنانديش يعتبران من أفضل اللاعبين بمراكزهما في العالم، اللاعب الثالث الذي سيلعب بجوارهما سيكون العامل الفيصل في نجاح منظومة وسط مانشستر يونايتد.

المنظومة يجب أن تكون متكاملة بين 3 لاعبين بوظائف مختلفة، كاسيميرو قاطع ومفسد للهجمات، لاعب آخر في مركز رقم 8 يجيد الأدوار الدفاعية والهجومية والركض بالكرة ولعب تمريرات متقدمة في مراكز خطيرة بوسط ملعب الخصم، ولاعب آخر وهو برونو فيرنانديش يجيد اللمسة الأخيرة بتسجيل وصناعة الأهداف.

هل يلعب كريستيان إريكسن هذا الدور؟ أم فريد؟ أم نرى مانشستر يتعاقد مع لاعب آخر لاستكمال هذه المنظومة؟ الكرة في ملعب تين هاج الآن، ليثبت للجميع أنه لم يكن متخبطًا بل يعرف ما يفعله جيدًا عندما ذهب ضم كاسيميرو!