"من الذي يستطيع إيقاف الهلال؟!".. أصبح هذا السؤال اعتياديًا، بعد كل مباراة يخوضها الفريق الأول لكرة القدم، تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جورج جيسوس.
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
الهلال فاز على أرضه ووسط جماهيره بملعب "المملكة أرينا"، مساء اليوم الجمعة، على الفريق الأول لكرة القدم بنادي الفيحاء (3-0)، ضمن منافسات الجولة السابعة من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2024-2025.
وبهذه النتيجة.. حافظ الزعيم على صدارته لجدول ترتيب الدوري السعودي، برصيد 21 نقطة من 7 مباريات، وبفارق 6 نقاط عن الاتحاد "الوصيف"، والذي سيخوض مواجهة قوية ضد القادسية، غدًا السبت، ضمن منافسات نفس الجولة.
وفي المجمل.. وصل الهلال إلى 53 مباراة متتالية "بدون أي هزيمة"، في جميع المسابقات المحلية؛ على بُعد مواجهتين فقط من معادلة الرقم التاريخي للنادي الأهلي السعودي "55 لقاءً".
إذًا.. كيف تحقق فوز نادي الهلال على الفيحاء؟!
Getty Imagesيدين الهلال بالفضل إلى لاعبيه المحليين تحديدًا، في الفوز على الفيحاء، مساء اليوم الجمعة؛ حيث أظهروا مستويات أكثر من رائعة، قبل قمة العين الإماراتي المرتقبة، في الجولة الثالثة من مرحلة الدوري ببطولة النخبة الآسيوية 2024-2025، مساء الإثنين القادم.
البداية كانت مع الحارس محمد الربيعي، الذي اضطرته الظروف للمشاركة لأول مرة بقميص نادي الهلال، وذلك منذ الانضمام إليه في يناير 2024، قادمًا من عملاق جدة الأهلي.
الربيعي شارك في مباراة الفيحاء؛ بسبب إصابة المغربي ياسين بونو، الحارس الأساسي للزعيم الهلالي، و"بديله الأول" الدولي السعودي محمد العويس.
وعلى الرغم من غيابه عن أجواء المنافسة لفترات طويلة؛ إلا أن الربيعي ظهر بثباتٍ كبير للغاية، وأنقذ أكثر من هجمة خطيرة لنادي الفيحاء؛ ليخرج بشباك نظيفة في مشاركته الأول.
وتكررت الثغرات الدفاعية الهلالية، التي اشتكى منها جيسوس كثيرًا في الموسم الحالي، وذلك خلال مواجهة الفيحاء؛ إلا أن الربيعي في كل مرة كان يظهر كـ"حائط صد أول"؛ ليوجه رسالة إلى الزعيم وجماهيره؛ وهي: "لا خوف على حراسة المرمى في غياب بونو".
ومن غير المؤكد - حتى الآن -، لحاق الحارس المغربي بقمة الهلال والعين، في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث يُعاني من إصابة بـ"تمدد" في العضلة الخلفية.
وألمح جيسوس إلى إمكانية إشراك الربيعي، في بعض المباريات خلال الفترة القادمة، وذلك بعد تألقه أمام الفيحاء؛ حيث صرح قائلًا: "لقد قدم أداءً رائعًا؛ سيجعلني اعتمد عليه".
سالم الدوسري و"سيناريو ليونيل ميسي"
Getty Imagesمن ناحيته.. أثبت سالم الدوسري مرة أخرى، قيمته الكبيرة في صفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، على خلاف ما يحدث معه في المنتخب السعودي.
سالم تعرض لهجومٍ عنيف للغاية، بسبب مستواه "السيئ" مع منتخب السعودية، وسط مطالبات مستمرة باعتزاله الدولي؛ خاصة عقب إهداره "ركلة جزاء"، في المباراة ضد البحرين، ضمن منافسات الجولة الرابعة من دور المجموعات، بالتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
لكن.. يبدو أن البعض يغفل - عن قصد أو بدونه -، بأن نجم وقائد نادي الهلال يلعب في صفوف الأخضر في "غير مركزه"؛ سواء كـ"مهاجم ثان" أو "وسط ملعب متقدم".
أما مع الزعيم الهلالي.. يجد سالم حرية كبيرة للإبدع؛ حيث ينطلق دائمًا من مركز الجناح الأيسر إلى "العمق"؛ ما يجعله يضرب دفاعات الخصم من خلال "مهاراته" و"ذكائه".
وبعيدًا عن أدائه الرائع ضد الفيحاء؛ أثبت هذا اللاعب "راحته الكبيرة" عندما يرتدي قميص الهلال، بخلاف الحال في صفوف الأخضر السعودي؛ وذلك من خلال طريقة احتفاله بهدف فريقه الثاني، والذي سجله بنفسه في الدقيقة 66.
وقام سالم بـ"تقبيل" شعار نادي الهلال، مع إظهار صورته وهو يحمل جائزة أفضل لاعب في آسيا 2023، والتي وضعها على "واقي الساق"؛ في رد صريح على كل من ينتقص منه أو يهاجمه، بسبب المنتخب السعودي.
وما يحدث لسالم حاليًا، يذكرنا بـ"معاناة" الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، قبل عام 2021 تحديدًا؛ حيث كان يبدع في صفوف فريقه الأسبق برشلونة الإسباني، بينما يقدم مستويات غير جيدة أو لنقل "يظهر بأداء مغاير" مع منتخب بلاده.
هذا الأمر؛ جعل ميسي يتعرض لهجوم عنيف من الجماهير الأرجنتينية، التي كانت تحمله مسؤولية كل إخفاق للمنتخب الوطني، بعيدًا عن النظر إلى جودة اللاعبين المتواجدين معه، أو الفشل الفني والتكتيكي للمدربين.
وتغير الحال تمامًا بعد عام 2021؛ حيث قاد ميسي منتخب بلاده للتتويج بـ4 ألقاب كبيرة؛ هي: "كوبا أمريكا (مرتين)، بطولة فيناليسيما وكأس العالم (قطر 2022)".
الآن.. هذا السيناريو يمر به سالم الدوسري - بعيدًا بالطبع عن المقارنة بين الاسمين أو المستويات الفنية -؛ حيث يبدع مع الهلال ويُعاني بقميص المنتخب الوطني، بل ويتلقى الانتقادات والإساءات؛ لذلك على اللاعب أن يتعلم من تجربة ميسي وأن يصمد، في انتظار ما سيكتبه له القدر في الفترة القادمة، فلعله يعيش نفس النهاية السعيد.