Ole Gunnar Solskjaer Mauricio Pochettino Tottenham Hotspur Manchester UnitedGetty

العاطفة ضد المنطق.. من مدرب مانشستر يونايتد القادم؟


أحمد أباظة    فيسبوك تويتر

قضية لا يفوقها أي شيء أهمية في مانشستر يونايتد بالوقت الحالي، فبعد أن اعتقد الكثيرون أن مهمة النرويجي أولي جونار سولشار ستقتصر على الوصول بالفريق لأي شيء ممكن من بحر الأزمات الذي كان غارقاً فيه، بات الآن هو الأقرب للخروج من الولاية المؤقتة إلى الكاملة..

باستعادة شريط الأحداث منذ بدايته، أقيل جوزيه مورينيو في ديسمبر عقب سلسلة من النتائج المخيبة، انتهت بخسارة مهينة على صعيد الأداء قبل النتيجة أمام الغريم الأزلي ليفربول 3-1، بعد سلسلة أخرى من التصريحات غير العابئة بقيمة النادي أو لاعبيه.

الوصول للأربعة الأوائل يعتبر معجزة، وصل سولشار إلى هناك ثم تراجع بفارق نقطتين.. برر البرتغالي في أحد الأيام المظلمة خروج الفريق من دور الـ16 أمام إشبيلية بـ"الإرث الكروي"، فتأهل سولشار من نفس الدور على حساب باريس سان جيرمان وفي قلب ملعبه.

من الواضح أن أزمة يونايتد مع مورينيو كانت ترتكز على عاملين، فني ونفسي، الأول غارق في منظومة لعب عقيمة وقاتلة لكل المواهب الموجودة، والثانية تُعيق الجميع عن إخراج ما لديهم، وجزء منها يرتبط بشدة مع السبب الأول بالفعل.

كلها شواهد لأول وهلة تقول أن أي أحد –حرفياً- سيحقق ما هو أفضل، وبالفعل كان سولشار خير إثبات لهذا الأمر، مدرب متوسط على أقل تقدير، ليس لديه خبرة التدريب في إنجلترا ولا حتى في أي مستوى أوروبي مرتفع، ولكنه يعرف ما هو مانشستر يونايتد، ولم يفعل شيئاً في بادئ الأمر سوى السماح للجميع بالتنفس.

يوم تلو الآخر باتت قائمة المرشحين تتقلص، زين الدين زيدان عاد لريال مدريد، ماسيمو أليجري لا يبدو على وشك مغادرة يوفنتوس من الأصل، أي اسم مهما برز صار أبعد بخطوة، إلا ماوريسيو بوتشيتينو المدير الفني لتوتنهام هوتسبر.

ole gunnar solskjær.jpg

مع كل انتصار قوي حققه سولشار يخرج أساطير يونايتد السابقين مطالبين بمنحه الفرصة كاملة، آخرهم واين روني الذي اعتبره المرشح الوحيد للمنصب بنهاية الموسم، ولكن الأيام السعيدة لا تدوم طويلاً، أولاً لأن يونايتد لديه نواقص واضحة في القائمة، وثانياً لأن لا أحد يفوز على الدوام، فما بالك إن كان عائداً من كبوة كارثية بهذا الحجم؟

خطوة تلو الأخرى، بدأ سولشار بـ8 انتصارات متتالية في جميع المسابقات، انتصارات لم يشُبها سوى مباراة توتنهام ضد بوتشيتينو على وجه التحديد، والتي لم يفُز بها يونايتد سوى لامتلاكه ديفيد دي خيا الذي خرج بـ11 تصدياً في الشوط الثاني!

التراجع الأول أتى بتعادل ضد بيرنلي، قلب فيه الشياطين الحمر تأخرهم بهدفين، ليفرطوا بنقطتين بعد أفضلية فنية واضحة ولكن الفريق بقى بلا هزيمة لـ11 مباراة إجمالاً، بعد الفوز على ليستر سيتي ثم فولهام.

أخيراً أتت لحظة الحقيقة الأولى أمام باريس سان جيرمان في أولد ترافورد، فاز الفريق الفرنسي بهدفين دون رد وبات التأهل شبه مستحيل من الناحية العملية، ولكن الفريق عاد وهزم تشيلسي في كأس الاتحاد الذي أقصى منه آرسنال قبل ذلك، ثم أضاع نقطتين على ليفربول، الغريم القريب من الدوري الغائب منذ 3 عقود تقريباً.

عاد يونايتد لسيرة الانتصارات سريعاً، متفوقاً على كريستال بالاس وساوثامبتون، ثم فجر معجزة في حديقة الأمراء، معجزة نفسية ومعنوية ولكن لا دخل للفنيات بها إن أردنا الإنصاف، ومن هنا لم يعد مانشستر سولشار كما كان أبداً، خسر أمام آرسنال في البريميرليج وتراجع بسباق المركز الرابع، ثم ودع كأس الاتحاد على يد ولفرهامبتون.

Mauricio Pochettino Tottenham 2018-19Getty Images

تلك المرحلة الأخيرة على وجه التحديد هي ما أعاد اسم بوتشيتينو للواجهة من جديد، خاصةً بعد ابتعاده عن ريال مدريد بعودة زيدان، والسؤال هنا حقاً وبعيداً عن المشاعر المتغيرة بين مباراة وأخرى: ماذا يملك سولشار ليفوز أمام مدرب كهذا؟ رجل يريد غسالة فيمنحونه مجففاً كما قال، يعمل به قدر استطاعته ليصل بفريق هو الأقل إنفاقاً بين الكبار إلى نتائج جيدة في كل موسم، ولكنه يُعاب عليه أنه لا يفوز بالألقاب! مدرب لم ينفق جنيهاً واحداً طوال الموسم الحالي يوصف بالفشل لأنه لم ينفق..

 بوتشيتينو يملك الخبرة في البريميرليج، ويملك نتائج رائعة مع ساوثامبتون ثم توتنهام، أي فريق يتمنى مدرباً كهذا، ولكن ناهيك عن التفاف اللاعبين والأساطير حوله ودعم سير أليكس فيرجسون بالطبع، وبعيداً حتى عن النتائج الرائعة إجمالاً التي حققها حتى الآن، يملك سولشار ورقة سحرية أمام إدارة غير كروية، وهي: لمَ لا؟

أكثر ما يروج له الآن هو أنه سواء كانت نتائجه جيدة أم سيئة فإنه لم يحظَ بفرصة عادلة، إذاً لماذا لا ننتظر ثم نرى؟ حين يتولى النرويجي موسماً منذ بدايته، يقود عملية التحضير ويأتي باللاعبين الذين يريدهم هو، يتخلص ممن لا داعي لبقائهم وهو ما بدأ بمروان فيلايني في الشتاء مثلاً، ما الذي يمنع حصوله على تلك الفرصة على أن يُقال إن فشل؟

الأمر باختصار هو الرهان على العاطفة ضد المنطق، والمنطق بالطبع لا يؤيد سوى بوتشيتينو في هذا السباق، إلا أنه في محيط النادي كل الشواهد تُشير لانتصار كاسح ستسجله العاطفة بحلول يونيو المقبل.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0