الطريق إلى باريس | تحليل قائمة منتخب إنجلترا

---

    تحليل | محمود عبد الرحمن     تابعه عبر تويتر   

---

كشف المدير الفني لمنتخب إنجلترا «روي هودسون» النقاب عن قائمته الرسمية التي تحمل آمال الإنجليز لتحقيق أول بطولة كبرى في كرة القدم منذ كأس العالم 1966، عندما تتوجه كتيبة «الأسود الثلاثة» إلى باريس لخوض غمار بطولة الأمم الأوروبية هذا الصيف.

هودسون نجح في تجديد جلد المنتخب الإنجليزي بعد الإخفاق الذريع في مونديال 2014، واستفاد من توهج بعض الشباب الإنجليز في البريميرليج على غير العادة في الموسم الماضي، ليُطرز المنتخب الإنجليزي بالنجوم الشباب، لكن مع الحفاظ على بعض عناصر الخبرة.

في البداية يمكن القول أن هودسون مدين بالشكر لمدرب توتنهام هوتسبير الحالي وساوثامبتون السابق ماوريسيو بوتشيتينو، بعد أن أشرف هذا الأخير إخراج كوكبة من شباب المنتخب الحالي وتطويرهم كديلي آلي، هاري كين، إريك داير، ناثانييل كلاين، آدم لالانا، وهم العمود الفقري للمنتخب الإنجليزي حاليًا.

خلال هذا التحليل الفني سنُلقي الضوء على جودة اللاعبين المختارين لهذه المهمة، بالإضافة لتحليل حظوظ الفريق بالاضافة لخطة اللعب والتشكيل الأفضل:

بالنظر لتشكيلة المنتخب الإنجليزي بشكل عام فهي تصلح لتطبيق أكثر من أسلوب لعب، سواءً 4/3/3 أو 4/2/3/1 أو 4/1/2/1/2 لكن المعضلة التي ستواجه هودسون، هي كيف سيستفيد ربما من أفضل ترسانة هجومية مرت على المنتخب الإنجليزي في السنوات الأخيرة.

حراس المرمى: جو هارت / فريزر فورستر / توم هيتون

تكاد تكون هذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها مركز حراسة المرمى جيد جدًا في إنجلترا منذ فترة طويلة، لا سيما أن المنتخب الإنجليزي عانى بشدة من هفوات كارثية لبعض الحراس في البطولات الكبرى، لذلك يمكن القول أن مركز حراسة المرمى في أيد أمينة.

بدون تخمين، سيكون جو هارت هو الخيار الأول، هو حارس يثق فيه هودسون، ولديه خبرات كبيرة، وما طور من مستوى هارت، الذي كان يحتكر مركزه الأساسي، أنه وجد منافسة قوية على مركزه في المنتخب من جانب فريزر فورستر الذي برع مع ساوثامبتون هذا الموسم وخرج بشباك نظيفة في مباريات متتالية بعد عودته من الإصابة في مرحلة ما في الدوري الإنجليزي.

أما توم هيتون فسيكتفي بالتمتع بالمناظر الخلابة في فرنسا!

الظهير الأيمن: كايل ووكر / ناثانيال كلاين

Getty

ووكر أفضل هجوميًا كلاين مع تميز الأخير دفاعيًا، ووكر لديه السرعة التي تجعله يؤدي مهام الجناح في بعض الأحيان، يتقدم كثيرًا، ويجيد إمداد الهجوم بالكرات البينية والعرضية، ولديه نسبة ممتازة في التمرير الدقيق، وبحسب المعطيات عن هودسون، فالرجل عادة قد لا يطالب الظهير بضرورة المساندة الهجومية إذا ما اعتمد على رحيم ستيرلينج مثلاً أو لالانا على الأطراف، يركز أكثر على الأدوار الهجومية، وبالنظر إلى المشكلة الموجودة في قلب الدفاع الذي يمثل أبرز نقاط ضعف الإنجليز، فالواجبات الدفاعية على الظهير ستكون أكبر، سواءً ووكر أو كلاين، لكن بعد تألقه أمام البرتغال فالأقرب لشغل مركز الظهير الأيمن هو ووكر.

الظهير الأيسر: داني روز / ريان برتراند

Getty

قدم روز موسمًا رائعًا مع توتنهام، وكان أفضل اللاعبين في مركزه، لكنه دفاعيًا عليه علامات استفهام هو الآخر، وظهر هذا في مباراة تركيا الودية الأخيرة، فهدف تركيا الوحيد جاء من ناحيته بسوء في التمركز والتقدم غير المحسوب. هذه أبرز نقاط ضعف روز، أحيانًا يفتقد للتركيز، ويتقدم دون حساب.

لكن في الأغلب سيكون هو الخيار الأول لهودسون، على الرغم من تألق برتراند في مباراة أستراليا. ما يميز برتراند أنه خاض عدد قليل من المباريات مع ساوثامبتون في قلب الدفاع، وهو ما يعطي حلولاً أخرى لهودسون في الخط الخلفي.

قلب الدفاع: كريس سمولينج / جاري كاهيل / جون ستونز

Getty

على صعيد الدفاع، لا تزال هناك حالة مقلقة من الافتقار للعمق، كريس سمولينج في رأيي هو الوحيد الذي أكد جدارته بالدخول لهذه القائمة بعد أن قدم أفضل مواسمه مع مانشستر يونايتد الموسم الماضي، وظهر بشكل مميز أمام أستراليًا وديًا في المباراة التي حمل خلالها شارة القيادة.

سمولينج أكد أنه قائد حقيقي للدفاع، يمتاز بالهدوء، والقوة، لكن من أفضل شريك له؟

بالنظر إلى جاري كاهيل فهو لم يكن في أفضل مستويات مع تشيلسي الذي عانى من موسم كارثي، الأمر نفسه بالنسبة لستونز الذي لم يظهر بالشكل المطلوب مع إيفرتون، لدرجة أن عدة تقارير ذكرت أن تشيلسي قد يصرف النظر عن التعاقد معه، أضف إلى ذلك المستوى المهتز الذي ظهر به في مباراة تركيا.

قرارات هودسون في خط الدفاع هي نوع من أنواع المقامرة، لكنه في الوقت نفسه لا يمتلك أي سوى هذه الخيارات ومجبر عليها، والمنطق في هذه الحالة هو من سيفرض نفسه، سيعتمد على شراكة جاري كاهيل وكريس سمولينج، نظرًا لخبراتهما وتاريخهما على اللعب على أعلى المستويات حتى لو كانت هناك ملاحظات على مستوى كاهيل.

خط الوسط: جيمس ميلنر / رحيم ستيرلينج / آدم لالانا / جوردان هندرسون / إريك دير / جاك ويلشير / روس باركلي / ديلي آلي

الأسماء المختارة في خط الوسط للمنتخب الإنجليزي لا تضاهي الأسماء اللامعة في السنوات الأخيرة.

في هذا الخط يمكن وضع أكثر من سيناريو، لكن النقطة الأبرز أن هودسون لم يكن عادلاً مع داني درينكووتر الذي قدم موسمًا استثنائيًا مع بطل البريميرليج ليستر سيتي، وكان يستحق التواجد في هذه القائمة على حساب أي من جوردان هندرسون أو جاك ويلشير غير اللائقين بدنيًا بسبب عودتهما من إصابات في الفترة الأخيرة.

الغريب أن هذا القرار يأتي من هودسون المعروف بتحفظه، ليترك المنتخب بإريك داير لاعب الإرتكاز الوحيد الحقيقي في هذه الكوكبة، بل والمفاجأة أن داير ليس في الأصل لاعب وسط، بل مدافع ونجح بوتشيتينو في تطويره وجعله واحدًا من أفضل لاعبي الإرتكاز في إنجلترا.

داير بعد هذا القرار يبدو أن مركزه الأساسي في مأمن، الحديث سيكون عن من سيشترك معه في خط الوسط، ولديه قدرات هجومية مميزة، في رأيي ومع النزعة الدفاعية لداير، فهذا سيجعل هودسون يعطي مهام هجومية أكبر لعناصر الوسط الأخرى، لإعطاء بعض التوازن للفريق.

العنصر الأقرب للتواجد في خط الوسط هو جيمس ميلنر، الذي تفوق على نفسه في النصف الثاني من الموسم الماضي، وتفوق في صناعته للأهداف، وهو أيضًا لاعب صاحب خبرات، المفاضلة في رأيي ستكون بين هندرسون ولالانا وستيرلينج، الأخير قد يلجأ له هودسون إذا ما لعب بطريقة 4/4/2 العادية.

الهجوم: هاري كين / ماركوس راشفورد / واين روني / دانيال ستوريدج / جيمي فاردي

Getty

نأتي للقوة الضاربة للمنتخب الإنجليزي، منذ فترة طويلة لم يأت على المنتخب الإنجليزي خط هجوم مميز مثل هجومه الحالي.

هجوم إنجلترا يحتوي على هاري كين هداف البريميرليج ووصيفه جيمي فاردي، ويمتلك الموهب ماركوس راشفورد الذي يعيد تجربة واين روني في يورو 2004، وأيضًا يمتلك واين روني نفسه ودانيال ستوريدج.

الكل يتوقع أن تكون الشراكة بين جيمي فاردي وهاري كين..نعم هذا يبدو بنسبة 99%.. مع وجود أوراق هجومية مميزة لهودسون على مقاعد البدلاء.

الطريقة المثلى للاستفادة هي أفضل العناصر للمنتخب الإنجليزي هي طريقة 4/4/2 "دايموند" لكن السؤال الذي سيطرح نفسه آلي أم روني خلف رأسي الحربة؟

في مباراة البرتغال الأخيرة دفع هودسون للمرة الأولى بالثلاثي "روني، فاردي، كين" من البداية ومعهم أيضًا ديلي آلي.. أي أننا نتحدث عن رباعي هجومي ناري بقيمة 67 هدفًا و 22 تمريرة حاسمة الموسم الماضي.

لكن كيف كان الشكل الهجومي لإنجلترا أمام البرتغال؟ سيء للغاية، في ليلة باهتة!

المسألة ليست في الأسماء، بل في التوظيف والانسجام، وهنا أرى أنه من الأفضل أن يشارك ديلي آلي خلف فاردي وكين وليس روني.

السبب الأول مدى التفاهم الكبير بين آلي وهاري كين، فآلي صنع عدد كبير من أهداف هاري كين ولديهم انسجام كبير.. السبب الثاني أن آلي يعطي توازن أكبر لوسط الملعب بقدرته على تأدية الواجبات الدفاعية أفضل، ما يجعل هناك مرونة تكتيكية كبيرة بتحويل طريقة اللعب إلى 4/4/2، وهنا من الممكن الاستفادة برحيم ستيرلينج على الطرف.

لكن في الوقت نفسه وجود لاعب بقيمة وخبرة روني ضرورية على أرض الملعب.. لا سيما في ظل النقص الكبير في عناصر الخبرة في المنتخب الإنجليزي.. القرار عند هودسون في النهاية.