لقب الدوري السعودي ثمين وله مهره الذي يجب أن يُقدم من الفريق الذي سيُتوج به ... حقيقة مؤكدة 100% عبر عنها الثنائي عمر السومة ومحمد العويس وقد أكدا أن فريقهما "الأهلي" لم يُقدم ذلك المهر، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا .. هل قدم المهاجم السوري وحارس المرمى السعودي مهر ارتداء قميص الفريق الجداوي؟ وهو قميص ثمين أيضًا.
إدارة عبد الإله مؤمنة لها أخطاء لا يستطيع أحد إنكارها، والمدرب فلادان ميلويفيتش أخطأ أيضًا في إدارة بعض المباريات وكلف الفريق خسارة عديد النقاط، لكن ماذا عن الحلقة الأهم في فريق كرة القدم .. ماذا عن اللاعبين؟ وخاصة الكبار منهم أصحاب العقود ذات الأرقام المرتفعة والتفاصيل المعقدة.
اقرأ أيضًا | ضعف هجوم الاتحاد .. مشكلة في استغلال الفرص أم صناعتها؟ الأرقام تُجيب
السومة .. أهداف قليلة، ركلات جزاء ضائعة ورقم كارثي
عمر السومة جدد عقده هذا الموسم لمدة 3 سنوات مقابل حصوله على 30 مليون ريال سعودي، وذلك بعد جدل ومفاوضات طويلة وصعبة وحديث عن عروض من داخل وخارج السعودية، تُرى هل قدم اللاعب هذا الموسم ومع كامل الاحترام والتقدير لتاريخه الذهبي ما يُوازي هذا العقد الضخم؟
لعب السومة هذا الموسم 18 مباراة، جميعهم من البداية حتى النهاية، أحرز خلالهم 9 أهداف وصنع هدفين، وكان يُمكن لأهدافه أن تكون 11 لولا إضاعته لركلتي جزاء من 3 نفذها.
قد يقول قائل أن الأهلي لا يصنع الكثير من الفرص ولذا لا يُسجل السومة كثيرًا، لكن هناك رقم صادم ينفي ذلك القول ويؤكد التراجع الكبير في مستوى اللاعب.
إذ سنحت للمهاجم السوري 20 فرصة محققة للتسجيل لم يُسجل منهم سوى 5 أهداف بنسبة نجاح لم تتخط الـ25%، وهي النسبة الأسوأ بين جميع لاعبي الدوري السعودي الذين أحرزوا 5 أهداف على الأقل هذا الموسم.
تلك النسبة هي الأسوأ أيضًا لعمر السومة منذ وطأت أقدامه الملاعب السعودية، إذ كانت أسوأ نسبة سابقة له 50% وحققها مرتين، موسمي 2017-2018 و2019-2020 ... هل ترون الفارق، كانت ضعف النسبة الحالية !
EPAعلى صعيد المشاركة في المنظومة الهجومية، نجد أن السومة هنا حقق أرقامًا جيدة نسبيًا، إذ صنع 21 فرصة لزملائه، حاول التسديد على المرمى 84 مرة تصدى الدفاع لـ11 منهم وكان نصيب التسديدات بين القائمين والعارضة 35 وخارجهما 40.
العقيد كما يُلقب مرر 333 تمريرة كان منهم 84 في نصف ملعب الأهلي و249 في نصف ملعب الخصم، وقد بلغت دقة تمريراته في نصف ملعب المنافس 59% تقريبًا وهو رقم متواضع كثيرًا للاعب بقدراته الفنية وخبرته وشخصيته ويُعطي انطباع على قلة التركيز أو سوء انتشار الفريق هجوميًا.
الأرقام السابقة قد تبدو جيدة نسبيًا إن كانت لمهاجم جديد في الأهلي أو لاعب شاب يتطور، لكنها أرقام متواضعة كثيرًا لمهاجم بحجم واسم وخبرة السومة، وتؤكد أنه شخصيًا لم يُقدم أبدًا ما يُوازي قيمته الفنية في الفريق ولم يُقدم مهر ارتداء قميص الراقي.
العويس .. صراع شرس مع جونز على لقب الحارس الأسوأ
لعب محمد العويس هذا الموسم 15 مباراة استقبل خلالهم 27 هدفًا ولم يحافظ على نظافة مرماه سوى مرة واحدة، تصدى خلالهم إلى 51 تسديدة بنسبة 65% تقريبًا.
تصدى العويس إلى 31 كرة تسديدة سُددت من داخل منطقة الجزاء بنسبة نجاح 55%، وإلى 20 تسديدة سُددت من خارج المنطقة بنسبة نجاح تجاوزت قليلًا الـ90%.
سُدد على العويس 6 ركلات جزاء لم يتصد إلا لواحدة، وارتكب خطأ واحد أدى لهدف ضده.
أرقام العويس أيضًا هذا الموسم متواضعة، خاصة مقارنة بحراس مرمى الرباعي الكبير في الدوري السعودي، إذا مقارنة بالرباعي، عبد الله المعيوف وبراد جونز ومارسيلو جروهي وزيد البواردي، نجد أن العويس هو الأسوأ من حيث عدد الشباك النظيفة والوحيد الذي ارتكب خطأ أدى لهدف في مرماه، والأسوأ بعد جونز من حيث نسبة التصديات وعدد الأهداف المستقبلة، ولا يتفوق عليهم سوى في نسبة التصديات للتسديدات من خارج منطقة الجزاء.
الخلاصة
مهر الدوري لا يُقدم فقط من الإدارة والرئيس، بل الجزء الأكبر منه يُقدم من اللاعبين بأدائهم وإخلاصهم وتضحياتهم وجهدهم داخل الملعب ومسؤوليتهم تجاه الجماهير داخل وخارج الملعب، ومما يبدو أن السومة والعويس لم يُقدم الجزء المطلوب منهما في مهر الدوري هذا الموسم وعليهم البدء بنفسيهما وتطوير مستويهما للأفضل قبل الحديث عن جوانب أخرى.


