فريق يمر بفترة قوة، يقدم نتائج إيجابية وينافس بشراسة على البطولات، تعقبها فترة تراجع وإخفاق، إما بسبب كبر سن اللاعبين أو تفوق المنافس وتحسين أخطائه، ولكن في بعض الأوقات تكون الأزمة من الإدارة.
هناك في برشلونة، أفسد جوسيب ماريا بارتوميو العديد من الأمور بسبب الصفقات غير المفهومة والاحتفاظ بإرنستو فالفيردي لفترات طويلة رغم تراجع مستوى الفريق، لكن هناك فرق أخرى، تسبب تعنت رئيسها فيما هو أسوأ مما حدث في النادي الكتالوني.
أوريليو دي لورينتيس، المنتج السينمائي الذي يدير نابولي، ونظيره المصري المستشار مرتضى منصور رئيس الزمالك. ثنائي قد لا يجمعهما أي شيء سوى امتلاكهما القدرة الهائلة لتخريب المشروع الرياضي بقرارات جوفاء لا رأس لها ولا ذيل.
هل يحرس اللص الذهب؟
نابولي
(C)Getty imagesجاء دي لورينتيس إلى نابولي في 2004 لينقذ الفريق من الإفلاس وهو في دوري الدرجة الثالثة ويصعد به في 2006 إلى الدرجة الثانية ثم بعد موسم واحد يعود إلى الدرجة الأولى.
يحاول الرئيس أنّ يجلب أهم المدربين لقيادة مشروعه وبالفعل تعاقد مع رافائيل بينيتيز في 2013 وجلب عدد من اللاعبين المميزين على رأسهم جونزالو هيجواين وكاليخون من ريال مدريد.
ولكن رغبة النادي الملكي في ضم بينيتيز جعلته يغادر في 2015 ليأتي مدرب شاب تدريبًا رغم كبر سنه ويسمى ماوريسيو ساري.
المغامرة ربما كانت غير محسوبة، خاصة وأنّ الفريق أصبح قادرًا على الوصول إلى الأربعة الأوائل في أغلب المواسم منذ عودته للدرجة الأولى.
ولكن ساري فاجئ الجميع، ليس فقط لقدرته على منافسة يوفنتوس وتحقيق 91 نقطة في موسم 2017-2018 لم تكف للأسف لحمل اللقب، لكن بسبب طريقة لعب فريقه المذهلة وتقديمه مستويات قوية أمام الكبار.
وما هي المكافأة؟ قرر رئيس نابولي التخلي عن ساري، نعم فسخ عقده وتعاقد مع كارلو أنشيلوتي الذي أعاد الفريق إلى المربع الأول.
أزمات استمرت مع كارلو حتى جاء القرار الثاني بإقالة أنشيلوتي وجلب جاتوزو، أي أننا نتحدث عن شخص مختلف تمامًا عن ساري.
قرار اتخذه لورينتيس عكس سير التيار لا لأي سبب سوى إرضاءً لغروره الشخصي وفي الأخير انعكس الأمر بالسلب على فريقه، وأصبح الوصيف المعتاد للبيانكونيري في المركز 11 برصيد 24 نقطة بعد 20 مباراة كاملة.
العناد والإصرار على رأيه، جعل مشروعًا بهذا الحجم في نابولي ينهار بين موسم وضحاه!
الزمالك

لا نود الخوض في تفاصيل أزمة مرتضى منصور مع الزمالك، فالرجل منذ توليه المهمة اتخذ العديد من القرارات والتصرفات غير المفهومة.
لا يُمكن إنكار نجاح الزمالك تحت عهده في الفوز بالدوري وكأس مصر في موسم 2014-2015 والوصول إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا في 2016، ولكن الأزمة الحقيقة عدم وجود استمرارية لأي مشروع بسبب القرارات الهوجاء.
تخيل لديك فريق متصدر الدوري ويقدم مستويات جيدة للغاية، وينجح في التتويج ببطولة كأس الكونفيدرالية في 2019، وهو أول لقب قاري منذ التتويج بالسوبر الأفريقي في 2003 رغم وجود عدة مراكز تحتاج إلى صفقات جديدة.
ما هو أول تعليق لمرتضى منصور؟ إعلان رحيل جروس وإنهاء مسيرته في الزمالك بصورة أزعجت الجمهور وأسعدت المنافس، حتى أنّ الأهلي استطاع قلب الطاولة والتتويج بالدوري.
هذا الأمر لم يكن الأول، فجوسفالدو فيريرا الذي حقق الدوري المصري في 2015 بعد غياب 11 عامًا، وحقق الثنائية المحلية للمرة الأولى منذ 1988، تعرض للإقالة لمجرد خسارة السوبر المصري.
نابولي والزمالك، فريقان لم يحتاجا إلى قوة منافس أو نهاية جيل ذهبي ليقضي رئيسهما على مشاريع أظهرت نجاحًا، بل احتاجت فقط قرار أهوج!
أحيانًا لا يجب على الجمهور القلق من المنافس، بل من إدارة فريقهم المفضل، أو كما يقول الدعاء الشهير "اللهم اكفني شرّ أصدقائي، أمّا أعدائي فأنا كفيل بهم"!




