"دوري الإثارة والمتعة بلا منازع في المنطقة العربية" هكذا يكون رد الجماهير في الوطن العربي عند ذكر اسم الدوري السعودي، ولمَ لا ومسؤولي كرة القدم بالمملكة يعملون يومًا تلو الآخر على مضاهاة الدوريات العالمية؟!
"هدفنا رفع قيمتنا على المستوى العالمي وليس العربي أو الآسيوي فقط" جملة واحدة يرددها مسؤولو اتحاد كرة القدم السعودي سواء السابقين أو الحاليين بدعم كبير من الهيئة العامة للرياضة سواء في عهد الرئيس السابق تركي آل الشيخ أو الحالي عبد العزيز بن تركي الفيصل، ويقف خلف كل ذلك ولي العهد محمد بن سلمان بدعمه السخي لقطاع الرياضة.
أقل من 24 ساعة تفصلنا عن متعة جديدة مع موسم 2019-2020 بالدوري السعودي، دُشن له بحفل كبير أقيم منذ أيام قليلة، يُنبيء عن الكثير من الإثارة في مختلف النواحي.
كأس استثنائي للموسم الثاني على التوالي من الدوري السعودي

في دعم غير مسبوق بتاريخ الدوري السعودي، حصلت أندية دوري المحترفين على قيمة 1.64 مليار ريال دعمًا من ولي العهد، لتقرر الهيئة العامة للرياضة استمرار إطلاق اسم كأس الأمير محمد بن سلمان على الدوري للموسم الثاني على التوالي، تقديرًا وعرفانًا بالجميل لسموه.
هذا الدعم الكبير وضع الدوري السعودي في المركز السادس عالميًا خلف الدوري الإنجليزي، الإسباني، الألماني، الإيطالي، والفرنسي، بالنسبة لصفقات الميركاتو الصيفي الماضي، وفقًا لتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حيث بلغت قيمة الصفقات المُبرمة 152 مليون دولار.
مجانية المشاهدة للدوري السعودي لا تعني قلة الجودة
بعد سنوات من التشفير، تم الموسم الماضي فك الحصار عن إذاعة مباريات الدوري السعودي، وكانت مفاجأة رابطة دوري المحترفين للجماهير أن المجانية ستستمر، لكن يصاحبها مجموعة من التطورات لنقل صورة أفضل..
دوري كأس الأمير محمد بن سلمان كان الأول بالمنطقة العربية الذي يطبق تقنية الفيديو بشكل كامل الموسم الماضي، والجديد الموسم الحالي أنه تم تطويرها لتزداد عدد كاميراتها إلى 12 كاميرًا بدلًا من ثمانية، مع استخدام تقنية Crosshair، لرصد حالات التسلل الدقيقة، سعيًا وراء تقليل الأخطاء.
الأمر لم يتوقف عند ذلك، فتم اعتماد زيادة عدد الكاميرات بالملعب إلى 28، مع تطبيق تقنية الخريطة الحرارية لتتبع اللاعبين، وإضافة أرقام وإحصائيات خاصة باللاعبين خلال المباريات.
الاتحاد السعودي قرر كذلك إطلاق منصة إلكترونية لمشاهدة مباريات الدوري السعودي هي "GSA.Live"، بجانب التمهيد لإطلاق تطبيق للأجهزة الذكية قريبًا.
تطوير الملاعب وتسهيل وصول الجماهير للمدرجات
يبقى الجمهور أحد أهم العوامل المساهمة في نجاح أي دوري بالعالم - مهما بلغت إثارته - لاسيما الدوري السعودي، يضفي الجمهور إثارة ومتعة من نوعٍ آخر على الدوريات المختلفة، لذلك تطوير كل ما يتعلق بالجماهير كان على رأس أولويات هيئة الرياضة والاتحاد السعودي.
البداية كانت من الملاعب بتطوير عشرة ملاعب لتكون على قدر الحدث، هي: "ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، الملك فهد الدولي بالرياض، الأمير عبد الله بن جلوي بالأحساء، الأمير محمد بن فهد بالدمام، الملك عبد الله الرياضية ببريدة، مدينة المجمعة الرياضية بالمجمعة، ملعب نادي الحزم بالرس، ملعب الجوهرة بجدة، مدينة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة، وملعب الأمير سلطان بن عبد العزيز بأبها".
وبعد رصد جوائز تشجيعية للجمهور من خلال سحب يتم بين شوطي كل مباراة في الموسم الماضي من الدوري السعودي، وضع الاتحاد هذا الموسم في اعتباره كذلك انسيابية دخول الجماهير وخروجها، فتم تطوير 284 بوابة إلكترونية لخمسة ملاعب رئيسة، هي: 92 بوابة بملعب الملك عبد الله بجدة، و88 باستاد الملك فهد بالرياض، 40 بملعب مدينة الملك عبد الله بالقصيم، 32 باستاد الأمير عبد الله بن جلوي بالأحساء، و32 باستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام.

تذاكر إلكترونية للدوري السعودي
سعيًا وراء زيادة الحضور الجماهيري من خلال تسهيل عملية الحصول على تذاكر حضور المباريات، أطلقت الهيئة العامة للرياضة منصة موحدة لحجز تذاكر الدوري السعودي هي "www.sauditickets.sa"، للحصول على التذاكر إلكترونيًا، كجزء من تطوير المنظومة.
إشراف خاص من الهيئة لإراحة الجماهير
رغم كافة وسائل الراحة والتطويرات التي شهدها الجانب الخاص بالجماهير الحريصة على متابعة الدوري السعودي من المدرجات، إلا أن هيئة الرياضة لم ترغب في ترك أي ثغرة ورائها قد تفسد الموسم الجديد.
وجه عبد العزيز بن تركي الفيصل؛ رئيس الهيئة، أمس الثلاثاء، بتكليف مديري مكاتب الهيئة في مختلف المناطق والمحافظات، بالتواجد خلال المباريات، لإزالة أي عوائق أمام الجماهير ومتابعة تنظيم الأندية لمبارياتها مع رفع تقارير عاجلة عقب نهاية كل مباراة، حيث سيتكفل كل نادٍ بتنظيم مبارياته والإشراف عليها.
الدوري السعودي مصدر جذب للمدربين واللاعبين الأجانب
لم يكن غريبًا بعد كل ذلك أن يكون الدوري السعودي الوجهة الأولى للاعبين الأوروبيين واللاتينيين في المنطقة العربية.
ورغم قرار الاتحاد السعودي بتقليل عدد اللاعبين الأجانب في الموسم الجديد من ثمانية إلى سبعة في كل فريق، إلا أننا على موعد مع 109 لاعب أجنبي - حتى الآن لحين إغلاق سوق الانتقالات في 31 من الشهر الجاري - بالـ16 فريقًا المشاركة بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان.
الدوري السعودي 2019-20 | تعرف على قوائم جميع فرق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان
اللاعبون البرازيليون أصحاب نصيب الأسد بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان، حيث يتواجد 23 لاعبًا من البرازيل، تليها المغرب بـ11 لاعبًا، ثم الجزائر بعشرة، وتونس بثمانية، والبقية من جنسيات مختلفة.
على مستوى المدربين، فالمدرب الوطني السعودي ليس له مكان بدوري بلده، حيث تشارك السعودية بمدرب واحد فقط هو خالد العطوي المدير الفني للاتفاق، فيما يكون البقية من جنسيات مختلفة، فهناك أربعة مدربين تونسيين، وثلاثة برتغاليين، مع اثنين من كل من رومانيا وكرواتيا، وتشارك البرازيل والأرجنتيني وتشيلي وألبانيا بمدرب واحد.
جميعها عوامل غير مسبوقة بالمنطقة العربية، تجتمع لإنجاح الدوري السعودي ورفع قيمته، والآن الدور على المنافسة بالملعب لتكون على قدر التطورات، هو ما تتمناه الجماهير.
