ما الذي جعل الهلال يُتوج بلقب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي ؟ ما الذي امتلكه الفريق وافتقده منافسوه، النصر والاتحاد والأهلي والشباب؟ التقرير التالي يُسلط الضوء على نقاط ضعف عانت منها تلك الأندية خلال الموسم ولم تكن موجودة لدى الزعيم.
الهلال نجح في استعادة لقب الدوري السعودي بعدما فقده لصالح النصر في موسم 2018-2019، وقد أنهى حامل اللقب وصيفًا وحل الأهلي في المركز الثالث فيما فشل الشباب في التأهل لدوري أبطال آسيا 2020 واكتفى بمكان في وسط الجدول، ولم ينجح الاتحاد سوى في تفادي الهبوط لدوري الدرجة الأولى السعودي.
إلقاء نظرة على موسم الأندية الخمسة وهم يُمثلون "كبار" الدوري السعودي، نجد أن كل فريق من الأربعة عانى خلال الموسم من نقطة ضعف واضحة أثرت سلبًا على سعيه للفوز بالدوري السعودي، فيما لم يُعان الهلال من نقاط الضعف تلك، بل كانت بالنسبة له نقاط قوة.
الاتحاد
SPLعانى الاتحاد منذ موسم 2018-2019 من أزمة مالية حادة واختيارات خاطئة تمامًا في سوق الانتقالات خاصة الشتوي في يناير 2019، وقد أدخل هذا الأمر النادي وإدارته في نفق مظلم وطريق امتلأ بألغام شديدة الانفجار كانت عبارة عن شكاوى وقضايا وتمرد من اللاعبين لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية.
يُمكن القول أن الاتحاد دفع ثمن تلك الأزمات المالية على أرض الملعب، بأن ظهر شاحبًا تائهًا، والنتيجة ليس فقط خروجه من المنافسة على اللقب بل الكفاح للهروب من الهبوط.
نجد الهلال في المقابل مستقر ماليًا إلى حد كبير، ولم نسمع خلال الموسم عن أي مشكلة خاصة بالمستحقات المالية لأي لاعب، ولا يوجد بالطبع أي قضايا ضد النادي إلا نادرًا.
استقرار الفريق المالي وحصول اللاعبين على مستحقاتهم في مواعيدها المحددة جعل كل تركيزهم في الملعب وأقنعهم بضرورة التضحية وبذل كل الجهد لخدمة النادي وإسعاد جماهيره.
وبالطبع كانت اختيارات الفريق في سوق الانتقالات خاصة على صعيد الأجانب موفقة للغاية، جميع اللاعبين الأجانب أدوا موسمًا مميزًا وساهموا بقوة في إنجاز التتويج بالدوري السعودي.
الأهلي

نقطة ضعف النادي الأهلي الكبرى كانت عدم استقراره إداريًا والمشاكل الكبيرة والصراعات المستمرة بين مسؤوليه، وقد نتج عن ذلك إقالة رئيسه أحمد الصائغ وإجراء انتخابات جديدة وفوز عبد الإله مؤمنة المدعوم من الأمير منصور بن مشعل، والذي استقال من منصب المشرف العام على كرة القدم فيما بعد.
مشاكل الأهلي الإدارية أدت إلى قرارات فنية متخبطة جدًا، سواء فيما يخص اللاعبين أو المدربين، وما رغبة عمر السومة بالرحيل بحثًا عن فريق مستقر يُوفر له فرصة الفوز بالألقاب إلا أفضل دليل على سلبية الأجواء خارج الملعب وانعكاسها بقوة على الأداء داخل الملعب.
نجد الهلال في المقابل تقوده إدارة قوية متماسكة بقيادة فهد بن نافل، لا نكاد نسمع عن أي مشاكل تخص الجوانب الإدارية في النادي، إذ يعلم كل مسؤول حجم أدواره وحدوده ولا يتدخل في شيء لا يعنيه.
الشباب
Twitterالشباب فريق مستقر من الجانبين الإداري والمالي، ولكن ابتعاده عن المنافسة الجادة على اللقب تعود لعاملين، الأول تواضع جودة الفريق فرديًا وجماعيًا، والثاني تغيير المدربين المبالغ به خلال الموسم.
الليوث بدأوا الموسم مع المدرب خورخي ألميرون، ومن ثم تمت إقالته والتعاقد مع لويس جارسيا والذي رفض تمديد عقده بعد استئناف الدوري عقب توقفه بسبب جائحة كورونا، ليتم التعاقد مع بيدرو كايشينيا.
وجود ثلاثة مدربين مع الفريق خلال موسم واحد أثر سلبًا على حظوظه، إذ تخبط اللاعبون وتاهوا بين الأفكار المختلفة للمدربين الثلاثة، ولذا لم يُقدم الفريق الأداء المطلوب ولم يُحافظ على مستواه الذي كان جيدًا جدًا خلال بعض فترات الموسم.
الإدارة بقيادة خالد البلطان بدأت تُحضر الفريق جيدًا للموسم الجديد، والتعاقد مع إيفر بانيجا بالتأكيد خطوة على الطريق السليم لزيادة جودة الفريق.
الهلال في المقابل بدأ الموسم مع رازفان لوشيسكو وأنهاه معه، وقد أكد ثقته الكاملة به وقت الصعاب وتراجع الأداء، كما أن الفريق يمتلك عددًا من اللاعبين المميزين أصحاب الجودة العالية سواء المحليين أو الأجانب.
النصر
Goalالنصر كان المنافس الأبرز والأهم للهلال على لقب الدوري السعودي، وهو مثله لا يُعاني من أي مشاكل على الصعيدين الإداري أو المالي، بل ينعم باستقرار كامل ودعم كبير من أعضاء شرفه.
نقطة ضعف النصر الكبرى خلال الموسم الأخير هي دكة بدلائه! الفريق يمتلك تشكيلًا أساسيًا مميزًا وقويًا وذو جودة فنية وبدنية عالية، ولديه مدرب كبير هو البرتغالي روي فيتوريا وقد نجح في قيادته للقب الموسم المنقضي.
مشكلة النصر الأهم كانت في عدم قدرته على تعويض غياب اللاعبين الأساسيين أو تراجع مستواهم، ولذا وجدناه دخل في أزمة دفاعية كبيرة جدًا حين تعرض عبد الله مادو للإصابة، وكذلك تأثرت منظومته الهجومية بغياب نور الدين أمرابط أو جوليانو، وصام الفريق عن التسجيل إن غابت أهداف هدافه عبد الرزاق حمدالله.
الهلال في المقابل تفوق على النصر في تلك النقطة بالذات، الفريق امتلك دكة بدلاء ممتازة جدًا ازدحمت باللاعبين المميزين سواء المحليين أو الأجانب، وهو ما جعلنا لا نشعر أبدًا بغياب أي لاعب سواء للإصابة أو بهدف إراحته للمباريات القارية أو حتى بتراجع مستوى البعض خلال الموسم.
الخلاصة
الهلال امتلك نقاط قوة مقارنة بمنافسيه في السعودية، وهي الاستقرار الإداري وغياب الأزمات المالية والحفاظ على مدرب واحد ممتاز طوال الموسم وامتلاك فريق ذو جودة عالية وأخيرًا وجود دكة بدلاء قوية تدعم المدرب الروماني عند أي طارئ.
نقاط قوة الهلال تلك مثلت نقاط ضعف واضحة للمنافسين، كل منهم عانى من نقطة ضعف واحدة أو أكثر مما أبعده عن المنافسة الجادة.
