اختار الويلزي جاريث بيل نجم ريال مدريد الذي انتهى عقده مع الملكي منذ ساعات قليلة أن ينضم إلى صفوف لوس أنجلوس الأمريكي بداية من يوليو الجاري.
انضمام بيل للدوري الأمريكي جاء في توقيت غريب للغاية، على الرغم من تراجع مستوى اللاعب وتدهور مسيرته بشكل عام إلا أن الكثير من الجماهير لم تتخيل أن يترك بيل أوروبا في الوقت الحالي.
حتى أن الحديث عن تمثيل أحد أندية التشامبيونشيب أثار تعجب الكثير من الجماهير، فما بالك باختيار اللعب في الدوري الأمريكي الذي يكون غالبًا بوابة النهاية لمسيرة أغلب النجوم.
فيما يلي دعونا نسلط الضوء على أبرز الأسباب التي قد تكون قد جعلت بيل يختار الدوري الأمريكي بدلًا من البحث عن الاستمرار في المنافسات الأوروبية وفي البطولات الكبرى.
التشبع
ما حققه جاريث بيل مع ريال مدريد لم يحققه حتى كريستيانو رونالدو أسطورة أساطير النادي الملكي وصاحب الأرقام القياسية على كل المستويات.
بيل صاحب الخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا ورغم أنه لم يسهم في هذه البطولة الأخيرة بأي شيء يذكر إلا أنه أصبح أكثر لاعب يملك ألقاب في دوري أبطال أوروبا، فماذا يحتاج أكثر من ذلك.
ربما شعر بيل بحالة من التشبع، في وجود الدوري الإسباني والكأس والسوبر والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية أيضًا في خزائنه كلاعب.
لو كنت لاعب كرة قدم غير كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، فلا بأس بالنسبة لك أن تعتزل كل شيء بعد الحصول على كل تلك البطولات.
ضمان الراحة قبل كأس العالم
بعد انقضاء عقد بيل في ريال مدريد لم يكن أمام الويلزي فرصة للتدرب بشكل مستمر واحترافي ودائم مثل تلك التي ظهرت له في الولايات المتحدة.
لذلك ربما فضل بيل أن يحافظ على مستواه عن طريق المشاركة في تدريبات ومباريات فريق لوس أنجلوس في الدوري الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك يحصل على فترة راحة كافية قبل حلول كأس العالم، فأغلب الدوريات ستتوقف في بداية نوفمبر، بينما الدوري الأمريكي ينتهي موسمه في التاسع من أكتوبر، قبل شهر ونصف من بداية كأس العالم في قطر 2022.
البعد عن الضغوط
لا ضغط في العالم أجمع سيماثل الضغط الذي واجهه جاريث بيل في ريال مدريد، أو ذلك الذي يضطر كل لاعب يرتدي قميص الملعب أن يتعامل معه بشكل يومي.
ما بين الأخبار والإشاعات وطلبات الجماهير وتوقعات الأهل والأصدقاء، لا شيء يمكنه أن يضاهي ولو حتى نصف ذلك الضغط.
Goal/GettyImageنعلم جيدًا أن بيل مر بفترة صعبة في ريال مدريد، وهو أحد هؤلاء الذين تلقوا الانتقادات على كل تصرف ممكن، أكثر من أي لاعب آخر.
لذلك ربما يكون الويلزي قد اكتفى من ذلك النوع من الضغوطات، وسعى للحصول على بضع سنوات في كرة القدم دون كل هذا الإزعاج، ربما أراد أن يمارس كرة القدم بأريحية أكبر.
بيل لن يجد أفضل من الدوري الأمريكي لتحقيق ذلك، فعلى الرغم من ارتفاع شعبية كرة القدم هناك فلا تزال بعيدة عن المركز الأول والثاني والثالث وهي المراكز التي تحتلها كرة القدم الأمريكية وكرة السلة وكرة القاعدة، وتتنافس محبوبتنا على المركز الرابع مع هوكي الجليد.
أسلوب الحياة والحلم الأمريكي وملاعب الجولف الشاسعة
من قال أن نجوم كرة القدم مختلفين كثيرًا عن عوام الشعب؟ يأكلون ويشربون ويخرجون ويحلمون بالحلم الأمريكي والمعيشة التي لا يرونها إلا في أفلام هوليوود.
لماذا لا يكون بيل قد قرر الذهاب إلى الولايات المتحدة فقط من أجل أن يحقق لنفسه ولأسرته الحلم الأمريكي الذي ربما خطر بباله كثيرًا في مراحل المراهقة ولازمه خلال جولاته مع ريال مدريد إلى هناك في الصيف.
سبب آخر قد يكون ملاعب الجولف الشاسعة والراقية التي تمتلكها الولايات المتحدة، وتحديدًا كاليفورنيا حيث يتواجد فريق لوس أنجلوس.
كاليفورنيا في الأساس هي معقل الترفيه في الولايات المتحدة بوجود هوليوود وكل شركات الإنتاج المعروفة والمسرح الصيني وغيرها من العلامات العالمية.
فلما لا يمنح بيل نفسه قسطًا من الراحة وأن يعيش تلك الحياة التي كان يشاهدها عبر التلفاز في الواقع؟!
بيت القصيد
بيل لاعب ذكي ويعرف من أين تؤكل الكتف، حتى لو كان قد أخفق في عدة مواقف مع جماهير ريال مدريد، إلا أنه أدار الجزء الأكبر من مسيرته الكروية بشكل جيد.
رحلته إلى الولايات المتحدة وإن كانت قد أثارت الكثير من الجدل فمن المؤكد أنها ليست من أجل المال، بعد أن عرفنا أنه ليس حتى بين أعلى عشر أجور في الدوري الأمريكي.
بيل لديه هدف في كأس العالم مع ويلز، ويرغب على الأغلب في الابتعاد عن الضغوطات، ولم لا وقد حقق كل تلك البطولات مع ريال مدريد وتلك الإنجازات مع منتخب بلاده؟!


