2019-07-20 Algeria 2019 Africa Cup of NationsGetty Images

الجزائر في كأس أمم إفريقيا .. نقطة قوة ضائعة، وعوامل مذهلة تُرشحها للقب

أيام قليلة ويخوض منتخب الجزائر اختباره الأصعب على الإطلاق منذ الفوز بكأس أمم إفريقيا 2019 في مصر، وهو النسخة الجديدة من البطولة التي ستُقام في الكاميرون بدءًا من التاسع من يناير الجاري.

منتخب محاربي الصحراء خاض عامًا رائعًا في 2021، إذ لعب 11 مباراة فاز في 8 وتعادل في 3 ولم يخسر أبدًا، وقد سجل لاعبوه 40 هدفًا ولم يستقبلوا سوى 8 أهداف، وقد تُوج هذا العام الرائع بالحفاظ على سلسلة اللا خسارة برصيد 33 مباراة خلف إيطاليا متصدرة تلك القائمة بـ37 مباراة.

اقرأ أيضًا | دموع، معجزة، خيبة أمل وبطل معاناة .. 16 صورة لخصت كرة القدم في 2021

الخُضر في كأس أمم إفريقيا 2021 ... نقطة قوة ضائعة

المنتخب الجزائري فاجأ الجميع في 2019 بتقديم أداء مثالي دفاعًا وهجومًا والوصول للمباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا ثم الفوز على السنغال بهدف بغداد بونجاح والتتويج باللقب لأول مرة منذ 1990، عنصر المفاجأة ذلك كان حيويًا في معادلة الفوز باللقب، وهو نقطة القوة الأهم التي سيفقدها الخُضر في مغامرتهم القادمة في الكاميرون مقارنة بالسابقة في أرض الفراعنة.

الجزائريون يدخلون البطولة القارية التي ستنطلق بعد أيام قليلة وهم بالنسبة لجميع منتخبات القارة "المنتخب الذي يتوجب هزيمته"، هو البطل المتوج وأقوى منتخبات إفريقيا وإن لم يكن الأعلى تصنيفًا، هو حامل اللقب وصاحب سلسلة اللا هزيمة التاريخية .. الحصول منه على نقطة سيكون إنجازًا مهمًا لمنتخبات دور المجموعات، وإقصائه من المراحل التالية سيكون حدثًا مهمًا في تاريخ المنتخب الذي سيفعل ذلك.

هذا الأمر سيزيد من صعوبة المباريات للجزائريين، لأنه سيزيد من جودة منافسيهم والأهم إصرارهم على تقديم أداء قوي وانتزاع نتيجة إيجابية، بجانب أن الجميع سيلعب أمامهم بحذر مدروس، وعلى الأرجح سيُواججهم بخطط دفاعية وأداء خشن قد يصل إلى حد العنف أحيانًا .. كل ذلك سيتطلب عملًا تكتيكيًا أكبر من المدرب جمال بلماضي وتضحية أكثر من اللاعبين.

عوامل نجاح مذهلة بحوزة الجزائر في الكاميرون

المنافسة على اللقب القاري تتطلب توافر عدة عوامل في المنتخب المرشح، أبرزها اللاعبين وجودتهم الفنية والبدنية، المدرب ومدى قدرته على إدارة المجموعة ومواجهة المواقف الصعبة، حالة اللاعبين في توقيت لعب البطولة ومدى تركيزهم، الشخصية والعقلية ومستوى الحماس والجرينتا والاستعداد للتضحية وأخيرًا الحظ أو التوفيق كما يُحب أن يصفه البعض، لأن دون لعبه دورًا في التفاصيل الصغيرة سيكون من الصعب جدًا أن تتُوج بلقب ما .. بل سيكون صعب لأي شخص أن يُحقق نجاح ما في الحياة.

Algeria GFXGetty Images

إن نظرنا لبطل إفريقيا نجد أن كل تلك العوامل تتوفر لديه بل وتزيد! المنتخب الجزائري يمتلك مجموعة رائعة من اللاعبين الناشطين في مختلف أنحاء أوروبا والمنطقة العربية، أبرزهم بالطبع رياض محرز وإسماعيل بن ناصر وعيسى ماندي ورامي بن سبعيني وياسين براهيمي وإسلام سليماني وسفيان فيجولي وبغداد بونجاح.

أسماء قوية جدًا أظهرت أداءً قويًا في مصر وقد ازدادت نضجًا الآن مما يعد بتقديم أداء أفضل وأقوى في الكاميرون، والجميل أن اللاعبين جميعًا يتمتعون بقدر عالٍ من الحماس والتضحية والجرينتا، بجانب امتلاكهم لشخصية قوية وجادة وعقلية لا تبحث سوى عن الفوز، والأهم ثقة كبيرة في قدراتهم وحظوظهم.

المدرب جمال بلماضي أثبت خلال سنوات قيادته للجزائر أنه من العلامات المهمة في القارة السمراء، مدرب استطاع تجاوز المواقف الصعبة وخلق مجموعة متجانسة من اللاعبين والأهم الحفاظ على استمرارية الأداء المقنع القوي طوال تلك الفترة من 2019 حتى مشارف 2022، كما أن جودته التكتيكية وقدرته على التأثير النفسي ليست محل شك أبدًا .. هو مدرب ستتهافت عليه المنتخبات والأندية بعد نهاية مغامرته مع منتخب بلاده.

التوفيق أخيرًا يبقى عاملًا مهمًا، الجزائر إن صعدت في صدارة المجموعة السادسة "التي تضم معها كوت ديفوار وغينيا الاستوائية وسيراليون، ستُواجه مصر أو نيجيريا غالبًا، وإن صعدت ثانية ستلعب ضد تونس أو مالي على الأرجح ... المنتخبات الأربعة قوية ولا نستطيع الآن تحديد من منها الأقل حظوظًا أمام الجزائر، لأن هذا سيعتمد على حالة المنتخبات خلال البطولة وبعد دور المجموعات، ربما ما نستطيع قوله الآن أن مصر ونيجيريا وتونس تحديدًا ستكون مباريات أشبه بنهائي مبكر، وهذا يدفعنا للقول أن الحظ لم يُحالف الخُضر في القرعة على الأقل.

ماذا عن بقية المرشحين؟ 4 في الصف الأول بجانب الجزائر

بالنظر لبقية المنتخبات المرشحة للفوز باللقب القاري، نجد المغرب ومصر والكاميرون وغانا ونيجيريا وكوت ديفوار وتونس في الطليعة، مع إمكانية حدوث المفاجآت من السنغال ومالي.

بعض تلك المنتخبات تُواجه مشاكل حيوية تؤثر بالسلب على حظوظها في المنافسة، نيجيريا مثلًا أقالت مدربها قبل أسابيع قليلة واستقرت أخيرًا على تواجد مدرب مؤقت يُشرف عليه جوزيه بيسيرو، فيما ضرب فيروس كورونا صفوف المنتخب التونسي وحرمه من سيف الدين الجزيري ويوسف المساكني والعدد مرشح للزيادة، كما أن المنتخب لم يُقدم الأداء القوي في كأس العرب رغم الوصول للنهائي، بينما تعيش مصر حالة من التذبذب مع المدرب الجديد كارلوس كيروش، والذي أقر مؤخرًا أن الفوز باللقب ليس هدفًا له.

لذا يُمكن القول أن الكاميرون وكوت ديفوار وغانا والمغرب والجزائر هم خماسي الصف الأول المرشح للمنافسة الجادة والشرسة على كأس أمم إفريقيا، وكل منهم يمتلك نقاط القوة التي تُساعده في مغامرته نحو اللقب الثمين، لكن المؤكد أن منتخب الجزائر يبقى صاحب نقاط القوة الأكثر بين جميع منتخبات القارة السمراء.

أخيرًا .. ما يُميز المنتخب الجزائري عن المنتخبات الأخرى في القارة السمراء ونقطة قوته الأهم والأكبر هو استعداد لاعبيه لفعل أي شيء لخدمة المنتخب والفوز باللقب، لا يفكرون بانتقالات أو أندية أو أشياء أخرى .. ما أن تنطلق البطولة، سيقل كثيرًا كل ما دون المنتخب في نظر وعقل اللاعبين ويُصبح تكرار المشهد الختامي لنسخة 2019 هو الهدف الأهم لدى الجميع، رأينا قتالهم في مصر وكفاحهم في قطر وسنرى بالتأكيد حماسهم الرهيب وروحهم القتالية المذهلة في الكاميرون.

إعلان