في الحلقات السابقة من هذه السلسه اعتدنا على مناقشة الثلاثيات بالمفهوم التقليدي، التتويج بالدوري ودوري أبطال أوروبا وبطولة الكأس ولكن في الثلاث مواسم السابقة شهدنا ثلاثية فريدة من نوعها ولأول مرة في دوري أبطال أوروبا بالنظام الجديد حيث توج بها ريال مدريد 3 مرات متتالية وأربع مرات في 5 مواسم ولأول مرة منذ تتويج أياكس أمستردام الهولندي بثلاثة ألقاب متتالية في سبعينيات القرن الماضي، قصة هوليودية لم تكن وليدة اللحظة بل كانت رغبة فلورينتينو بيريز منذ البداية، الرئيس الذي لا يملأ عينه إلا الذهب الأوروبي، مثله مثل سيلفيو بيرلسكوني ورومان ابراموفيتش ولكن لكل واحد منهم طريقته وفي النهاية الهدف هو التتويج بالبطولة الأعظم والأكثر قيمة، لسنوات حاول بيريز واتخذ العديد من القرارات العصبه في سبيل الوصول إلى هدفه.
كسر الرقم القياسي لقيمة انتقال لاعب مرة واحدة لم تكفي بل فعلها مرتين، البداية كانت في صيف 2009 عندما تعاقد مع كريستيانو رونالدو وريكاردو كاكا وتشابي الونسو وكانت مهمة بيليجريني مدرب الريال وقتها هى العودة مرة أخرى ووضع حد لهيمنة برشلونة التي بدأت تتكون ولكن فشل المدرب الإسباني في ارضاء طموحات بيريز ليخرج من الباب الصغير ويحل محله المثير للجدل جوزيه مورينيو الذي حقق الثلاثية التاريخية مع انتر ميلانو في موسم 2010، لم يكن صيف 2010 بسخونة 2009 في سوق انتقالات ريال مدريد واكتفى بالتعاقد مع دي ماريا ومسعود أوزيل كمواهب تدعم تشكيلة مدريد التي لم تكفي مجددا لمواجهة الاعصار الكتالوني الذي حقق الدوري ودوري أبطال أوروبا بعد إقصاء الغريم التقليدي في واكتفى ريال مدريد بالتتويج ببطولة الكأس ورغم خسارة الكلاسيكو بخماسية نظيفة لكن بدأ ريال مدريد في العودة مرة أخرى واتضحت ملامح الفريق الذي تحول إلى آلة لتسجيل الأهداف.
Getty Images



في الموسم التالي واصل مدريد العودة المحلية بقوة محققا لقب الدوري ولكن لم يتحصل على المراد الأوروبي بعد الخروج من دور نصف النهائي وهذه المرة بايرن ميونيخ الوصيف من قام بالإقصاء ولكن كان التتويج بالليجا مميز وشهد تجاوز ال100 نقطة ولكن عندما يكون مديرك في العمل هو فلورنتينو بيريز انت دائما مطالب بتحقيق المزيد وكان موسم 2013 الفرصة الاخيرة لمورينيو ولكن استمرت العقدة الألمانية وهذه المرة قام بوروسيا دورتموند بإقصاء ريال مدريد وغادر مورينيو من الباب الصغير بعدما دخل من اوسع الأبواب حين قدومه للنادي الملكي وشهدت نزاعات بين قائد الفريق التاريخي ايكر كاسياس الذي تراجع دوره داخل النادي واقترب من المغادرة لينضم الي راؤول والعديد من اللاعبين الذين تخلص منهم بيريز في سبيل سعيه للذهب الأوروبي أبرزهم آريين روبين وويسلي شنايدر ولسخرية القدر كلاهما حقق دوري أبطال أوروبا قبل تحقيق بيريز للعاشرة.
وطوال 3 مواسم كانت 4 3 3 هي الطريقة المعتمدة من جانب البرتغالي لإدارة الفريق وتسجيل الأهداف بكل الطرق الممكنة لكن كانت المرتدات هى الطريقة الأكثر استخداما من الفريق لكن بحث بيريز عن تكوين شخصية مختلفة للفريق وامتلاك الكرة بشكل أفضل ومن أجل تحقيق وعد العاشرة التي مرت سنوات طويلة بدون تحقيقها ليقع الإختيار على أحد المتخصصين بها مرة أخرى وهو كارلو أنشيلوتي الذي سبق له تحقيقها مرتين مع اسي ميلان الايطالي وبعد ضخ دماء جديدة للفريق مثل لوكا مودريتش وجاريث بيل وخايمس رودريجيز والاستعانة بالمواهب الإسبانية الصاعدة مثل ايسكو وبالاستقرار الدفاعي الذي شهده مدريد بعد تحول راموس لمدافع ووجود فاران بجانب بيبي.
وحل مشكلة المدافع الأيمن بعد الاعتماد على كارفخال اكتملت صفوف ريال مدريد وباتت العاشرة مطلب أساسي ليس فقط أمنية أو رغبة وترجم انشيلوتي والكتيبة الملكية هذه التغييرات الى واقع ولكن لم يكن الأمر بهذه السهولة ولم تكن الطريق ممهده بل توج الفريق بشكل سينمائي وسيناريو خالد ولن ينسى من أذهان المتابعين وخصوصا جماهير ريال مدريد وتحقق أخيرا حلم بيريز ووعده بالعاشرة.
Getty Images
Getty Imagesالرغبة الجامحة لتعويض والانتقام من الهيمنة الكتالونية ومرونة فريق زيدان ووجود عناصر متنوعة فنيا تعطيك القدرة على المناورة والتغيير وتنوع اسلحة الهجوم بين موراتا وبنزيما وصناعة اللعب من الأطراف والعمق وطاقة كاسميرو المتجددة ومجهود مودريتش الفعال وحسم رونالدو والظروف المختلفة التي كما لو تكون أرادت خلق بطل لا يقهر
ثلاثيه قد ننتظر الكثير من الوقت لتكرارها وقد لا تتكرر ابدا ومع فشل مشروع التجديد مع لوبيتيجي وخليفته سولاري واقصاء ريال مدريد ولسخرية القدر على يد أياكس الهولندي آخر فريق توج بدوري أبطال أوروبا لثلاثة مواسم متتالية عاد زين الدين زيدان لقيادة الفريق مرة أخرى ولكن بكثير من الأسئلة وعلامات الإستفهام كام لو انه العام 2016 وليس 2019.
