هزيمة كارثية وسيناريو محبط للهلال السعودي في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، بالخسارة برباعية سجل منها ياسر إبراهيم هدفين، بالإضافة لهدف لكل من عمرو السولية وأحمد عبد القادر.
ياسر افتتح التسجيل في الدقيقة الثامنة، وكانت تطمح جماهير الهلال في استفاقة فريقها، قبل أن يأتي ماتيوس بيريرا ليقتل هذه الأحلام بتلقي البطاقة الحمراء بالدقيقة 14.
وسجل مدافع الأهلي الثاني بالدقيقة 17، ليرد الهلال هذه المرة ببطاقة جديدة لمحمد كنو، ليسجل الأهلي الثالث عن طريق أحمد عبد القادر بالدقيقة 40، واختتم عمرو السولية الرباعية بالدقيقة 64.
المباراة كانت عكس المتوقع تمامًا، وبها العديد من علامات الاستفهام للمدرب ليوناردو جارديم المدير الفني للهلال..
علامات استفهام
al hilal twitterبكل تأكيد أصابع الاتهام يجب أن تتجه نحو المدرب ليوناردو جارديم بعد هذه الخسارة الكارثية أمام المارد الأحمر.
الملاحظة الأولى كانت بالاعتماد على محمد العويس بدلًا من عبد المعيوف الحارس الأساسي، وكأن جارديم لا يهتم من الأساس بهذه المباراة
والتساؤل الثاني بقيام البرتغالي باستبعاد ميشايل ديلجادو مرة أخرى من التشكيل الأساسي بعد دخوله كبديل أمام تشيلسي، رغم قيام الهلال بشراء اللاعب خصيصًا للبطولة.
والقرار الثالث كان بالاعتماد على سعود عبد الحميد بدلًا من محمد البريك الذي تسبب في خطأ الهدف الأول للأهلي، بالإضافة للإصرار على ماتيوس بيريرا رغم هبوط مستواه، وعدم تواجد النيجيري أوديون إيجالو كأساسي.
وفي العموم جاءت إدارة جارديم للمباراة كارثية، حيث ظهرت السيطرة والأفضلية لبيتسو موسيماني ورجاله منذ الوهلة الأولى.
جرأة موسيماني
Al Ahly.مرة أخرى يثبت المدرب الجنوب إفريقي جدارته كأحد أفضل المدربين في القارة وفي المنطقة العربية بسبب كل ما يقدمه مع الأهلي.
تشكيل متوازن لعب به موسيماني بتواجد محمد عبد المنعم بجوار ياسر إبراهيم، في استغلال لقدرات النجم الذي تألق مع مصر في كأس إفريقيا.
وفي الوسط لعب عمرو السولية وأليو ديانج وحمدي فتحي، وبالهجوم تم استبعاد محمد مجدي أفشة ودخول أحمد عبد القادر بجوار محمد شريف وطاهر محمد طاهر.
الضغط كان واضحًا منذ الوهلة الأولى للفريق المصري، حيث لم يتمكن الهلال من مجاراة الضغط المستمر وهو ما تسبب في العديد من الأخطاء الدفاعية.
جارديم وقف عاجزًا أمام موسيماني، رغم امتلاكه كافة الأسلحة للخروج بالكرة ومقاومة الضغط العالي، في تفسير آخر لهذه الكارثة المحققة.
حالة من الاستهتار
Hilal Twitter accountكان من الواضح من مجريات المباراة، عدم دخول الهلال جاهزًا من أجل مواجهة الأهلي بالشكل الكافي، وكأن البطولة انتهت بعد الخسارة من تشيلسي.
من المفهوم أن مواجهة بطل دوري أبطال أوروبا مختلفة مع كل الاحترام للأهلي، ولكن هذا لا يعني عدم اللعب بالجدية الكافية أمام بطل إفريقيا.
وهنا يجب توجيه الاتهام مرة أخرى إلى جارديم، الذي فشل في تحضير لاعبيه نفسيًا وخلق الدوافع الكافية أمامهم لانتزاع المركز الثالث.
وهو ما يأتي بمثابة الدرس للبرتغالي، الذي لن تتهاون معه جماهير الهلال بعد الآن بعد هذا السقوط المدوي والكارثي.
شخصية الأهلي
G
وعلى النقيض تمامًا مرة أخرى سنجد أن الأهلي يمتلك الشخصية اللازمة للمواعيد الكبرى والتعافي من أي أزمة ممكنة.
الأهلي تعرض لصدمة في أحلامه بالوصول للنهائي بعد الخسارة من بالميراس، ولكن لا توجد مشكلة عند المارد الأحمر، الذي أصبح متخصصًا في مونديال الأندية.
وهنا يعود الفضل لجارديم الذي تغلب على كل الظروف التي واجهته والشكوك المحيطة بمستقبله، ليصنع التاريخ مرة أخرى بانتصار ولا أروع.
الفريق دخل متحفزًا لتعويض خيبة بالميراس بالحصول على مركز مشرف، بدلًا من اليأس والاستسلام لضياع حلمه الأكبر، وهو ما يعكس شخصية الأهلي عمومًا على مر العصور.
اقرأ أيضًا .. ارحموا عزيز قوم ذل يا مصريين.. ردود الأفعال على قمة الأهلي والهلال
ربما ساعده استكمال الهلال للمباراة بـ9 لاعبين من الشوط الأول، ولكن الأمور كانت واضحة منذ الدقيقة الأولى وعرفنا من البداية من الفريق الأكثر إصرارًا على الفوز.
قيمة معلول وسلاح الأهلي
Goal / Gettyيعتبر علي معلول الظهير التونسي بالأهلي المصري، أحد أهم المحترفين في تاريخ النادي وإن لم يكن أفضلهم وفقًا لما يعتقده البعض.
معلول من نجوم البطولة ومن أفضل اللاعبين بها، حيث استخدمه موسيماني مرة أخرى كسلاح فتاك في مواجهة الهلال وأدى وظيفته على أكمل وجه.
صنع الهدف الأول لياسر إبراهيم من عرضية متقنة، وهدد الهلال كثيرًا من الناحية اليسرى وجعل من سعود عبد الحميد نقطة ضعف واضحة وأرهق بديله محمد البريك بعد نزوله.
محمد هاني كذلك لعب دورًا هامًا في هذه المباراة، ليثبت أهميته في ظل غياب أكرم توفيق، وليؤكد أيضًا على العدد الهائل من الأسلحة التي يمتلكها الأهلي.