الأهليالأهلي

الأكثر تتويجًا ولا وجود لـ "بطل القرن الحقيقي" .. ماذا لو لم يُقاطع الأهلي بطولات أفريقيا عام 94؟

اتخذ صالح سليم رئيس النادي الأهلي المصري قرارًا عام 1994 بالانسحاب من بطولات قارة أفريقيا احتجاجًا على العقوبات التي فرضها الكاف على النادي على خلفية أحداث مباراة السوبر القاري أمام الزمالك في يناير من نفس العام.

الأهلي واجه الزمالك في مباراة السوبر الأفريقي في 16 يناير 1994 في جنوب أفريقيا، وقد خسر بطل كأس الكؤوس آنذاك أمام بطل الأندية أبطال الدوري بهدف دون رد أحرزه أيمن منصور في اللقاء الذي شهد طرد محمد يوسف مدافع الأحمر.

وفرض الكاف عدة عقوبات على الأهلي نتيجة أحداث اللقاء أبرزها إيقاف مدافعه إبراهيم حسن لمدة عام كامل وتوجيه إنذار لمدير الكرة طارق سليم، مما أثار غضب النادي ومسؤوليه، وفي اجتماع لمجلس الإدارة في العاشر من فبراير اتخذ القرار بعدم اللعب في البطولات القارية لأجل غير مسمى.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وغاب الفريق بالفعل عن البطولات القارية منذ عام 1995 حتى 1998 حين عاد ليلعب في بطولة دوري أبطال أفريقيا موسم 1998-1999 ولكنه لم يتخط الدور الأول.

اليوم وبعد مرور ما يقرب من 26 عامًا على قرار الأهلي، نطرح سؤالًا تخيليًا .. ماذا لو لم ينسحب النادي من البطولات القارية عام 1994؟ ما الذي كان سيحدث؟ نعدده في النقاط التالية ... 

زيادة رصيد مشاركات الفريق في دوري أبطال أفريقيا

الأهلي تُوج بالدوري المصري بدءًا من موسم 1993-1994 حتى موسم 1999-2000، وهذا يعني امتلاكه حق اللعب في بطولة الأندية أبطال الدوري خلال المواسم الثلاثة التي غاب عنها، 1995 و1996 و1997، مما يعني أن تاريخه في البطولة من حيث المشاركات كان سيكون أكبر.

وجود فرصة كبيرة لزيادة ألقابه في دوري أبطال أفريقيا

الأهلي هو الأكثر تتويجًا بدوري أبطال أفريقيا برصيد ثمان بطولات، وقد كان خلال فترة التسعينات فريقًا قويًا جدًا زاخرًا بالنجوم الكبار أمثال التوأم حسام وإبراهيم حسن وهادي خشبة وأحمد فليكس وأحمد شوبير ومحمد يوسف وياسر ريان.

Celebration Al Ahly Sportif Sfaxien CAF Champions League final 11112006Getty

قوة الفريق تُرجمت على أرض الملعب بالفوز بالدوري المصري سبعة مواسم متتالية وحصد الكثير من ألقاب البطولات العربية، مما يعني أنه كان مؤهلًا فوق العادة للفوز بلقب البطولة الأفريقية أبطال الدوري وزيادة رصيده ألقابه التاريخي فيها.

تربعه على صدارة الأندية الأكثر تتويجًا في العالم

يحتل الأهلي حاليًا وصافة الأندية الأكثر تتويجًا للبطولات القارية والدولية في العالم، إذ يمتلك 20 لقبًا مقابل 26 لريال مدريد، وقد وصل في مرحلة ما ليكون صاحب الصدارة.

بناءً على النقطة السابقة، تتويج الأهلي بدوري أبطال أفريقيا كان سيسمح له بخوض مباراة السوبر القاري، وهو ما يعني وجود فرصة هائلة لزيادة عدد ألقاب النادي القارية وحفاظه على صدارة قائمة الأكثر تتويجًا في العالم بفارق ممتاز.

حرمان الزمالك من لقب 1996

شارك الإسماعيلي بدلًا من الأهلي في بطولة الأندية الأفريقية البطلة عام 1995، فيما شارك الزمالك عام 1996 وفاز باللقب ليتأهل للمشاركة في بطولة 1997.

مشاركة الأهلي في البطولة كان بالتأكيد سيمنع الزمالك من خوضها عامي 1995 و1996، لأنه لن يحق له لعب الأولى وبالطبع لن يُشارك في الثانية كحامل للقب.

لا وجود لجملة "بطل القرن الحقيقي"

الأهلي تُوج بلقب نادي القرن الأفريقي بناءً على تصنيف محدد أقره الكاف عام 1994، ذلك التتويج جاء رغم غياب العملاق الأحمر عن البطولات القارية 3 سنوات بسبب قرار مقاطعته إياها، وهو ما سمح للزمالك باللعب فيها لمدة عامين دون أن يكون ذلك متاحًا له.

وجود الأهلي في البطولة كما أسلفنا كان سيمنحه فرصة كبيرة جدًا للفوز بـ3-4 ألقاب قارية بين دوري الأبطال والسوبر، لأنه كان يمتلك حينها فريقًا قويًا سيطر على مصر تمامًا وكان الأفضل عربيًا.

والأهم أن مشاركة الأهلي كانت ستحرم الزمالك من لقب الأندية أبطال الدوري 1996 ولقب السوبر الأفريقي 1997، مما يعني أن عدد بطولاته سيُصبح سبعة فقط مقابل زيادة عدد بطولات الأهلي إلى تسعة أو عشرة.

ذلك الأمر كان بالتأكيد سيُنهي الخلاف الطويل بين الناديين حول لقب "نادي القرن العشرين في أفريقيا"، إذ مازال الزمالك بمسؤوليه وجمهوره يرون أنهم الأحق باللقب لأن ناديهم صاحب العدد الأكبر من البطولات في القرن.

الأكيد أن جملة "بطل القرن الحقيقي" وكل تلك الضجة المثارة حول الأمر لن تكون موجودة حال توقفت ألقاب الزمالك عند سبعة وزادت ألقاب الأحمر.

الزمالك لافتة القرنSocial

تأخر تحول بطولة الأندية أبطال الدوري إلى دوري أبطال أفريقيا

قال صالح سليم وقت اتخاذه قرار مقاطعة البطولات القارية أن ذلك لم يكن فقط احتجاجًا على أحداث السوبر الأفريقي، بل كذلك لضعف مكافآت البطولة وسوء التنظيم ومشاكلها الكثيرة، ولذا قرر الاتجاه للبطولات العربية كونها أفضل ماليًا.

الاتحاد الأفريقي اتخذ قرارًا عام 1997 بتحويل البطولة إلى دوري أبطال أفريقيا ليسير على خطى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وقد زاد مكافآتها المالية كثيرًا بحيث أصبح الأول يحصل على مليون دولار فيما الوصيف على 750 ألف دولار.

ربما ساهم انسحاب الأهلي ومقاطعته البطولات القارية في ذلك التحول التاريخي في البطولة، وربما كان سيتأخر لعدة سنوات لو لم يتخذ النادي المصري هذا القرار.

لم يكن صالح سليم ليُخطئ الخطأ الأكبر في إدارته للأهلي

رغم العشق والتقدير الكبير لجماهير الأهلي للراحل صالح سليم وعقليته الإدارية الفذة التي أدار بها النادي الأهلي لسنوات طويلة، إلا أن العديد منهم يرى هذا القرار هو الخطأ الأكبر للمايسترو في إدارته للفريق الأحمر.

وقد صرح عصام عبد المنعم رئيس اتحاد كرة القدم المصري السابق أن قرار الأهلي كان خاطئًا تمامًا وأن الكاف كان محقًا في العقوبات التي فرضها على النادي وخاصة إبراهيم حسن، وكان عبد المنعم وقتها مراسل صحيفة الأهرام خلال مباراة السوبر في جنوب أفريقيا.

جميع المزايا السابقة التي تحدثنا عنها وفرط بها الأهلي، بل ومنحها هدية مجانية لمنافسه الأبدي الزمالك، تؤكد عدم صحة هذا القرار.

إعلان