كثيرة هي القصص الخاصة بسوق الانتقالات في كرة القدم المصرية، وحكايتنا اليوم عن لاعب حفر اسمه في تاريخ النادي الأهلي بأحرف من ذهب، إذ كان جزءً من الجيل الذهبي الذي قاده مانويل جوزيه وفرض سيطرته محليًا وقاريًا.
حاول الأهلي ضم هذا اللاعب مرارًا وتكرارًا لكنه لم ينجح في هذا سوى بعد انطلاقته بـ10 سنوات تقريبًا وحين تخطى عامه الـ28، وكما يقال .. أن تصل متأخرًا أفضل من ألا تصل أبدًا. وقد أثبت بطل الحكاية هذا القول تمامًا. بطلنا اليوم هو محمد بركات.
اقرأ أيضًا | أخبار الأهلي اليوم | "الأهلي رفض التخلي عن أبو تريكة لضمي"
اللاعب الملقب بالزئبقي لعب لأندية السكة الحديد والإسماعيلي والأهلي السعودي والعربي القطري قبل أن يستقر به الحال في الأهلي ويلعب معه 8 سنوات تُوج خلالها بالكثير من الألقاب الجماعية والفردية.

تلك المسيرة العظيمة بدأت في صيف 2004 حين علم مسؤولو الأهلي أن العربي القطري يود الاستغناء عن بركات بسبب معاناته من مرض "الغدة الدرقية" وعدم تأقلمه مع الأجواء الحارة في الخليج، لينضم اللاعب للقلعة الحمراء مقابل 300 ألف دولار فقط.
معاناة بركات من مرض الغدة الدرقية ليست جديدة، إذ كان اللاعب قد استأصل جزءً كبيًرًا من الغدة الدرقية عام 2002 ويتناول بسبب هذا عقار "ثيروكسين" لتعويض النقص في الهرمونات الناتج عن تلك الجراحة.
وقد تأثرت مسيرة اللاعب بذلك المرض نسبيًا، إذ غاب عدة مرات عن مران الأهلي بسبب معاناته منه.
وكان بركات يحصل على رخصة من منظمة المنشطات الدولية بتناول هذا العقار المحظور ويُجددها كل عام، ولذا كانت قد وُجهت له تهمًا بتناول المنشطات وأنها من يقف خلف مستواه البدني الممتاز في المباريات وسرعته الكبيرة على أرض الملعب.
يقول بركات عن أحد المواقف "أنا لا أرد على المشجعين عادة، لكن في إحدى المرات قال لي أحد الأشخاص خلال خروجي من محطة تعبئة بنزين "بالمنشطات" قاصدًا أنني ألعب جيدًا بسبب تناول المنشطات، أجبته "أنا استأصلت جزءً كبيرًا من الغدة الدرقية وأقدم هذا المستوى، ما بالك لو كنت ألعب بكامل الغدة الدرقية".
بركات عانى بقوة في مسيرته الكروية، سواء من مرض الغدة الدرقية أو إصابة كسر مضاعف في القدم التي تعرض لها في بداية مسيرته مع السكة الحديد، لكنه رغم هذا سار عكس التيار ونجح بالوصول إلى القمة ويُعد أحد أساطير النادي الأهلي ومن أقرب لاعبيه للجمهور.


