تريكة

يوم أن خلع أبو تريكة قلوب الجماهير فثأر له فلافيو بعد عامين

ربما قمة الأهلي والزمالك هي الأشهر في تاريخ الكرة المصرية، والتي لا تزال محافظةً على بريقها حتى يومنا هذا، إنما هناك قمة من نوع آخر، يعتبرها الجمهور ذات مذاق خاص مختلف تمامًا عن ديربي القاهرة، فإذا قلنا مواجهات الأهلي والإسماعيلي فحدث ولا حرج عن المتعة والإثارة، حتى وإن كان الدراويش يعانوا على مدار سنوات من تخبط سواء إداري أو من رحيل عدد كبير من لاعبيهم الأساسيين إلا أن ذلك لم يفقد هذه اللقاءات متعتها، فيظل الجمهور ينتظرها بالشغف نفسه.

الليلة نحن على موعد مع هذه المباراة المثيرة، الدراويش وإن كانوا قد بدأوا الموسم بفقدان للنقاط، إذ خسروا ثلاثة لقاءات من أصل أول خمسة، إلا أنهم استجمعوا نفسهم، ولم يتلقوا أي هزيمة على مدار الثلاث مباريات الأخيرة، بجانب أنهم وصلوا إلى ربع نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال على حساب فخر أبو ظبي فريق الجزيرة، وفي المقابل فالشياطين الحمر الفريق الوحيد الذي دون أي هزيمة أو تعادل حتى الآن في الموسم، فبالتأكيد نحن على موعد الليلة مع مباراة ندية كبيرة، فدعونا نتذكر مباراتين من الأخلاد في أذهان الجماهير..

هل تتذكر أخر فوز للإسماعيلي أمام الأهلي؟

بالعودة إلى الوراء قرابة الـ13 عامًا، وتحديدًا في موسم 2006-2007 من الدوري المصري الممتاز، الأهلي عائد من اليابان في يد لاعبيه الميداليات البرونزية محتلين المركز الثالث بكأس العالم للأندية، إذ بهم يصطدمون بالإسماعيلي في السابع من يناير 2007 في لقاء الجولة الـ15، وعلى غير المتوقع تقدم الدراويش أولًا بأقدام عبد الله السعيد بعد مرور عشر دقائق فقط، وقبل نهاية الشوط الأول، أضاف محمد فضل الهدف الثاني، في المقابل كان لاعبو المارد الأحمر يظهر عليهم الإجهاد من ضغط المباريات، فلم يستطعوا العودة في النتيجة حتى أنهم استقبلوا الهدف الثالث في الدقيقة 83 عن طريق محمد فضل.

صدمة أهلاوية بعد أفراح البرونزية العالمية، فهو الجمهور الذي لا يتقبل الهزيمة في أي مباراة كانت، فماذا لو كانت القمة مع الدراويش؟، هذه الصدمة زادت ورافقتها خلع في القلوب قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، حيث سقط محمد أبو تريكة مغشيًا عليه بعد التحام مع ثنائي الأصفر أحمد فتحي ومحمد حمص، الدقائق تمر والماجيكو مستلقيًا على الأرض فاقدًا للوعي وبعد إجراء الإسعافات من قبل الجهاز الطبي بقيادة الدكتور أسامة رجائي، استفاق تريكة مصرًا على استكمال المباراة، حيث أجرى فريقه التغييرات الثلاث، لكنه قوبل برفض شديد من الطبيب، لينهمر في البكاء محاولًا إقناعه، لكن ما كان منه إلا أن استسلم لإصرار الطبيب، متابعًا الدقائق المتبقية من على مقاعد البدلاء ولم تتوقف دموعه عن الانهمار وهو يرى فريقه خاسرًا وليس بيده أي شيء.

مر ذاك الموسم وحصد الأهلي اللقب في النهاية، مرت الأشهر والسنوات، وثأر الأهلي من هزيمته هذه، بالإطاحة بالدراويش من كأس مصر بنصف النهائي وكذلك خطف منه لقب كأس السوبر المصري، جميعها مباريات مهمة، لكن كانت الأهم والتي لم ولن تنساها الجماهير المصرية بأكمالها في عام 2009..

موسم 2008-2009 واحدًا من المواسم النادرة في الكرة المصرية، والتي حُسم بطله ليس فقط في الجولة الأخيرة، لكنه حتى بالمباراة الفاصلة.

في مايو عام 2009، أبكى الأهلي مدينة الإسماعيلية بأكملها مرتين، الأولى في يوم 20، حيث يلاقي الدراويش فريق الترسانة، والأهلي أمام طلائع الجيش، كلاهما قبل هاتين مباراتين في رصيده 60 نقطة، تعثر أي منهما في اللقاء يعني إهداء اللقب للآخر.

مرت الـ90 دقيقة من كلا المباراتين، الدراويش حققوا فوزًا سهلًا بثلاثية، وبدأوا الاحتفالات باللقب، إذ أنه في الجهة المقابلة الأحمر متعادلًا مع الفريق العسكري 1-1، ومر الوقت الأصلي وها نحن في الوقت بدلًا من الضائع، لكن بمهارة فردية كبيرة توغل أحمد فتحي إلى داخل منطقة الجزاء وسدد صاروخية، سكنت شباك الطلائع واخترقت قلوب الإسماعيلاوية، وأضاف عليها محمد طلعت الهدف الثالث، ليتساوى الأحمر والأصفر في النقاط بـ63، ويقتل فرحة الدراويش في لحظات.

بعدها بأربعة أيام، التقى الفريقان في مباراة فاصلة، لحسم البطل على استاد القاهرة الدولي، وقتها ثأر النجم الأنجولي أمادو فلافيو لدموع الماجيكو، برأسية بعد مرور خمس دقائق فقط من إطلاق صافرة البداية، رأسية لم يتمكن بعدها الدراويش من العودة للمباراة، ليخسروا اللقب الذي لم يعرف طريق الإسماعيلية منذ موسم 2001-2002.

تتويج الشياطين الحمر بهذا اللقب ليس بالفرحة الجديدة عليهم، فهم محتكروا الدرع قبلها بأربعة مواسم متتالية، لكنها فرحة من نوع خاص، فرحة ثأروا بها من الدراويش الذين أبكوا الماجيكو لأول مرة تقريبًا في مباراة بالدوري المحلي، وحصدوا بها اللقب بعد منافسة مثيرة افتقدوا لها في السنوات الأخيرة، فكانوا هم فقط أصحاب الكلمة العليا، هم من يحسمون البطولة لصالحهم قبل النهاية بعدة جولات، لكن وحتى إن اشتدت المنافسة، فها هم يثبتون لخصومهم أن احتكاره للقب ليس لضعفهم بل حتى وهم في قوتهم، فالأهلي قادر أن يزيح كل من في طريقة حتى يصل إلى منصة التتويج.

فهل يواصل الأهلي الليلة سجل نتائجه الجيد أمام الإسماعيلي، أم أن الدراويش سيحققون فوزًا غاب لأكثر من تسع سنوات؟

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0