أعلن الأهلي المصري اليوم الأربعاء رحيل مدافعه أحمد فتحي بنهاية عقده في يونيو القادم، بعدما رفض اللاعب العرض المقدم له لتجديد العقد لموسمين قادمين.
ومنذ أسبوع تقريبًا، كان الأهلي قد أبلغ حسام عاشور بعدم تجديد عقده الذي سينتهي كذلك بنهاية الموسم الجاري، مقدمًا له عرضًا يتضمن عدة مزايا ليس بينها التواجد في الملعب، ومازال اللاعب يُفكر في الأمر.
صلاح وأبو تريكة والشلهوب وغيرهم .. كيف كان مستوى نجوم العرب قبل بلوغ عامهم الـ19؟
جُل الجمهور الأهلاوي وقف مع إدارة ناديه وأقر بأن قرار التخلي عن عاشور لصالح النادي والفريق خاصة في ظل تراجع مستوى اللاعب وبلوغه عامه الـ34، فيما انتقده البعض وهاجم إدارة الفريق الأحمر متهمًا إياها بالتخلي عن عاشور بعد تاريخه الطويل وعطائه السخي خلال 16 عامًا لعبهم مع الفريق.
ردود الفعل المتوقعة بعد قرار أحمد فتحي بالرحيل عن الأهلي وغالبًا الانتقال إلى بيراميدز بعد عرضهم السخي جدًا لضمه ستكون معكوسة على الأرجح.
إذ سيقف الجمهور الذي انتقد إدارة الأهلي للبحث عن مصالح الفريق بجانب أحمد فتحي وقراره بحجة أن اللاعب يبحث عن مصالحه الخاصة ولا مشكلة في هذا، فيما سيقف الجمهور الذي دعم قرار النادي ضد اختيار الجوكر وسيتهمه بالخيانة والسعي وراء المال.
في واقع الأمر، الأهلي وأحمد فتحي تحدثا بنفس اللغة .. لغة المصالح، وهذا المنطقي والطبيعي في كرة القدم الحالية التي سيطرت عليها الاحترافية تمامًا ولم يعد هناك أي مجال للمشاعر والعواطف.
أصبح الحديث اليوم عن العقود والرواتب وحقوق الصور وغيرها من البنود المالية هو السائد والمسيطر على علاقة اللاعبين بالأندية، وهذا ما يحب أن يكون دون أي حرج أو قلق من ردود الفعل.
البحث عن المصلحة الخاصة مقدم ومُفضل على مصلحة الطرف الآخر بالتأكيد، وهذا موجود في كل علاقات العمل المختلفة بين أصحاب العمل والموظفين.
الأهلي بحث عن مصلحته الخاصة في علاقته مع حسام عاشور، وقد غلف الأمر بشيء من التقدير والاحترام نظرًا لمسيرة اللاعب الرائعة، وفي نفس الوقت أحمد فتحي بحث عن مصلحته الخاصة في رفض عرض الأهلي لوجود عرض أعلى وأفضل ماديًا وهذا لا يُعيبه أبدًا مادامل سيحترم تعاقده مع النادي حتى اللحظة الأخيرة.
اللاعب ليس محقًا في طلب تفضيل مصلحته الخاصة بحجة أنه بذل الكثير من الجهد والعرق وضحى كثيرًا ولعب بحماس وروح قتالية ووفاء لناديه، لأن هذا واجبه بموجب العقد الذي وقعه.
والنادي في المقابل لا يحق له الحديث عن القيمة المالية والاجتماعية التي منحها للاعبه خلال تواجده معه، لأن هذا مطلوب منه بموجب العقد أيضًا.
هي علاقة عمل وتبادل منفعة بين طرفين، يؤدي كل منهما واجباته ويحصل على حقوقه كافة ودون أي مشاكل .. تلك هي العلاقة السليمة في مجال العمل بشكل عام، علاقة تُدار بالعقل أولًا ولا يُسمح للقلب في التدخل بها سوى قليلًا جدًا وفي حالات استثنائية.
الأهلي كان محقًا في قراره التخلي عن حسام عاشور، وأحمد فتحي كان محقًا في قراره اختيار العرض الأفضل له والرحيل عن الأهلي.
الجماهير فقط تنظر لكل قرار منهما من زاوية مختلفة، هي زاوية الحب أو الكره، الانتماء أو العداوة. المشجع الأهلاوي سيرى قرار الأهلي رائعًا وأحمد فتحي خائنًا، فيما الكاره للأهلي سيراه قرار النادي مجحفًا بحق لاعبه الوفي واختيار أحمد فتحي صائبًا ومنطقيًا.


