غادر جوسيب ماريا بارتوميو رئاسة برشلونة مجبرًا على الاستقالة رغم بقاء عدة أشهر بسيطة على رحيله عن النادي بنهاية ولايته.
برشلونة أسقط رئيسًا فاسدًا، صرّف الملايين على صفقات متوقع لها الفشل، وبنى صرحًا من خيال فهوى، ليعود للجمهور الكتالوني ابتسامته السابقة وأمله بالتغيير.
رحيل بارتوميو ليس النهاية، بل هو بداية أحلام وطموحات وتطلعات بغد مشرق وعودة برشلونة إلى سابق عزه ومجده وتفوقه على الجميع محليًا وقاريًا.
ما هي تأثيرات رحيل رئيس برشلونة، بارتوميو، على النادي؟ وما هي التوقعات المنطقية للمرحلة المقبلة بعد قطع رأس الأفعى؟
نشوة المنتصر
Getty Imagesمن الصعب توقع حدوث تغيير سريع بمجرد استقالة بارتوميو، خاصة وأنّ الانتخابات المقبلة سوف تُقام في فترة تتراوح بين 40 إلى 90 يومًا، إلا أنّ هناك دائمًا نشوة للمنتصر.
برشلونة اليوم سيواجه يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا وهو يعلم أنّ بارتوميو رحل، ميسي سيلعب وهو منتشي بخبر استقالة مجلس الإدارة الذي عذّبه في المواسم الماضية بل وكاد يجبره على الرحيل.
إلى مزبلة التاريخ وميسي يرقص.. ردود الأفعال على استقالة بارتوميو من رئاسة برشلونة
هذه النشوة قد تجعل الفريق يظهر بشكل أفضل، قد يجعل ميسي أكثر سعادة داخل أرضية الملعب، قد يجعل المزاج العام والحالة النفسية في غرفة الملابس أفضل وهو ما قد ينعكس على نتائج الفريق في الملعب.
ولكن، لا يجب أن ننسى أنّ هذه مجرد نشوة، سعادة مؤقتة لا تعبر عن أي شيء طويل المدى، خاصة وأنّ برشلونة لا يعاني فقط على الصعيد النفسي ولكن هناك أزمات رياضية واضحة وغياب لعمق التشكيل الحالي.
ربما ينتصر برشلونة على يوفنتوس، وربما حتى يحقق سلسلة انتصارات ونتائج إيجابية، ولكن كل هذا سيأتي فقط تحت تأثير النشوة ولا يمكن اعتباره تحولًا جذريًا في الفريق.
أحلام عام 2003
Getty Imagesفي 2003 كان برشلونة يعاني على جميع الأصعدة بعد مرور العديد من السنوات دون تحقيق بطولات، ولكن بتولي خوان لابورتا رئاسة النادي تحسن الوضع، ولكن بمنحنى تصاعدي.
على سبيل المثال، في موسم 2003-2004 قدّم برشلونة أداءً أفضل وبالأخص في النصف الثاني، فعاد من المركز السابع برصيد 27 نقطة لإنهاء الدوري في المركز الثاني برصيد 72 نقطة، أي أنّه حصد في آخر 19 مباراة بالليجا 45 نقطة كاملة.
حوار خاص | ميسي يوضح أسباب طلب رحيله عن برشلونة ويعلن التراجع!
وقتها كان الجمهور سعيدًا، صحيح برشلونة لم يحقق أي لقب لكنّه كان على الطريق الصحيح، وبالفعل فاز بالدوري في 2004-2005 ثم ثنائية الليجا ودوري أبطال أوروبا في 2005-2006.
كما أنّها الفترة التي شهدت ظهور ليونيل ميسي في الفريق الأول وحصول أندريس إنييستا على دقائق أكثر وكأنّه تمهيد لما حدث بعد ذلك.
الحلم الواقعي الآن أن يكون الموسم الحالي مثل 2003-2004، فحتى لو لم يحقق برشلونة أي لقب لكن يبدأ خطواته نحو التحسن وتقديم أداء مشرف يليق باسم النادي.
استقالة بارتوميو .. لماذا جاءت النهاية على هذا النحو؟
ومع بداية الموسم الجديد، وفي حال نجحت الإدارة الجديدة في جلب عدد من الصفقات المناسبة قد تتحسن الأمور تدريجيًا.
البناء أصعب من الدمار
Gettyلا أحد يتوقع أن تتحسن الأوضاع سريعًا في برشلونة، لأنّ ما دمره بارتوميو وإدارته يحتاج للوقت والرغبة للتخلص منه.
برشلونة لديه أكثر من أزمة حاليًا سواء فيما يتعلق برواتب اللاعبين أو وجود أسماء لا مكان لها في التشكيل، أو نقص في العديد من المراكز، بجانب أنّ الإدارة الجديدة لن تتمكن من صرف الأموال في سوق الانتقالات بأريحية في ظل دفع فاتورة الإدارة السابقة.
وبالتالي، التغيير الحقيقي سوف يحتاج إلى العديد من السنوات، وربما يستغل برشلونة ترنح ريال مدريد لخطف لقب هنا أو هناك، ولكن هذا لا يعني أنّ الأمور على ما يرام.
المطلوب هو الصبر، وانتظار مرشح بفكر ورؤية ومشروع يناسب برشلونة وشكل الفريق في المرحلة المقبلة، ومع ضخ الأموال في المكان المناسب ومنح شباب الأكاديمية فرصة أفضل للظهور مع النادي، ربما يعود برشلونة لقمة المجد مرة أخرى.
البناء صعب ومكلف، ويمكن اعتبار رحيل بارتوميو هو بداية انتهاء الأزمات وفتح عهد جديد من إعادة هيكلة النادي الكتالوني، وبالصبر كل حلم يصبح حقيقة!


