Mateo Retegui Romelu Lukaku JorginhoGetty

"صحوة خادعة" .. الشقيقات الست يعدن أكذوبة يورو 2020

هل تعرف هؤلاء يسار الصورة؟ الأول جورجينيو أحد الأسباب الرئيسية في غياب إيطاليا عن مونديال قطر، والثاني مهاجم البلاد الجديد ماتيو ريتيجي الذي لجأ له روبرتو مانشيني لقيادة الخط الأمامي في ظل نقص الحلول، ثنائي برازيلي أرجنتيني الأصل يلخص حال الأتزوري مؤخراً.

قد مر عام على كارثة لقاء مقدونيا الشمالية وخروج إيطاليا من تصفيات المونديال عقب فوزها باليورو، وتزامن الأمر مع بداية صفحة جديدة بخوض غمار تصفيات البطولة التي يحمل لقبها، ولكن خسارة نابولي ضد إنجلترا أكدت أن المأساة مستمرة، وأجراس الإنذار حاضرة في سماء الكرة الإيطالية.

قدم فريق مانشيني شوطاً أول للنسيان أمام زملاء هاري كين الذين عودونا على الخسارة أمام الكبار، ولكن ظهر فارق الإمكانيات بين الفريقين، ومدى فقر المواهب في صفوف إيطاليا التي لعبت بثنائي دفاعي من فرانشيسكو أتشيربي ورافائيل تولوي، الأمر الكافي ليوضح مدى غياب العناصر الكفء.

يتزامن استمرار انهيار المنتخب مع طفرة على صعيد الأندية، فرغم المنافسة المنعدمة في السيري آ التي انفرد بصدارتها نابولي بفارق 19 نقطة عن أقرب الملاحقين، عادت أسطورة الشقيقات السبع لتضرب في أوروبا.

في تسعينيات القرن الماضي، اشتهر الدوري الإيطالي بهيمنة كباره قارياً في ظل قوة الصراع المحلي بينهما على الألقاب، فكنت تجد قطبي ميلانو وروما، بالإضافة ليوفنتوس وفيورنتينا وبارما حاضرون دائماً في المراحل الأخيرة بأوروبا.

للمرة الأولى منذ 1999 تحضر ستة فرق إيطالية بربع نهائي المسابقات الأوروبية بتواجد الثلاثي إنتر، ميلان، ونابولي بدوري الأبطال، يوفنتوس وروما بالدوري الأوروبي، وفيورنتينا بدوري المؤتمر، رقم جعل البعض يأمل في عودة لأمجاد الماضي.

ولكن الواقع يقول غير ذلك، فباستثناء نابولي، يعاني الجميع محلياً في ظل غياب الإمكانيات للعب على الصعيدين، أصبح صراع المراكز الأوروبية قائماً على من يخسر أقل، والأمر وصل أن يوفنتوس الذي يلعب بخصم 15 نقطة أصبح يملك فرصة لبلوغ المربع الذهبي!

تألق الإيطاليين وعبورهم لتلك المرحلة بمثابة طوق النجاة ليس فنياً، ولكن اقتصادياً، الأرباح المحققة خصوصاً في الأبطال تعني الكثير لقطبي ميلانو الغارقان في الديون، وكل مكسب إضافي أوروبياً يعني إزاحة حمل مادي، ولاعب أقل يجب التضحية به في الصيف المقبل.

تملك الفرق الإيطالية فرصة حقيقية للعودة لمنصات التتويج قارياً هذا الموسم، القرعة خدمت الثلاثي بذات الأذنين بوضعهم في مسار واحد جعل هناك نسبة 75% أن يبلغ أحدهم النهائي، كذلك ابتسمت للفيولا بمواجهة ليخ بوزنان البولندي، وروما ويوفي يبدوان من المرشحين الأبرز باليورو ليج عطفاً على ما قدماه حتى الآن، وبالنظر لفارق الإمكانيات، والمسار الذي جعل المنافسين البارزين يونايتد وإشبيلية يصطدمان ببعضهما البعض.

ولكن، هل إنجاز موسم 2022-2023 كافياً للقول إن الكرة الإيطالية استفاقت؟ الأمر يشبه ما حدث في ويمبلي 2021 والتتويج باليورو ضد كل التوقعات، المتابع لأحوال بلاد السيري آ يعرف أن في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية لجميع الأندية، وفقر المواهب على صعيد اللاعب المحلي، وتكرار الفضائح داخل وخارج الميدان سيجعل إنجاز السداسي هذا الموسم حتى لو تُوج ببطولة مجرد بارقة ضوء وسط العتمة ليس أكثر، بل قد يساهم في وضع قناع يخفي خلفه كل تلك المساوئ لحين إشعار آخر.

إعلان