على مدار النصف الأول من الموسم الجاري خرج أنطونيو كونتي، مدرب إنتر، واشتكى علناً من حاجة فريقه للتدعيمات في عدة مراكز، الأمر الذي ظهر جلياً عندما ضربت الإصابات، وبقوة، صفوفه، لترد إدارة النيراتزوري بسوق انتقالات شتوية اعتبرها الكثيرون الأقوى في أوروبا.
ميركاتو إنتر في يناير ميزه الإضافات الفنية الكبيرة للفريق، وسد النقص في عدد من المراكز التي تحتاج للتدعيم، بالإضافة للتخلص من لاعبين خارج الحسابات، وتحقيق عائد مادي من بيع هؤلاء ساعد في تمويل صفقاته الشتوية، وزيادة الميزانية الإيجابية للفريق.
أكثر المراكز التي احتاجت تدعيما في إنتر هي خط الوسط، إصابات سينسي المتكررة، وعدم الاقتناع بالثنائي فيتسينو وجاليارديني جعلت بيبي ماروتا وبييرو أوسيليو مطالبان بالتحرك سريعاً لسد احتياجات الفريق، ورغم أن الهدف الأول كان أرتورو فيدال، نجم برشلونة، إلا أن الفريق نجح بضم نجم آخر في صورة كريستيان إريكسن من توتنهام بعد مفاوضات متعسرة أتمها مسؤولي النادي الإيطالي بنجاح.
Gettyإريكسن أم فيدال؟ كونتي وإنتر ورحلة البحث عن لاعب خط وسط
دفع إنتر 15 مليون يورو، وخمسة إضافية ستكون في صورة حوافز، للإتيان بصانع الألعاب الدنماركي، مبلغ اعتبره البعض مرتفعاً كون عقد اللاعب ينتهي بعد ستة أشهر، ولكن لم يرد النادي أن يخاطر بالانتظار ليناير، وقرر إتمام الصفقة مباشرة، خصوصاً وأن إصابة سينسي جعلت الفريق يعاني على صعيد صناعة اللعب.
إضافة إريكسن ليست فقط إضافة فنية للنيراتزوري، ولكن مهمة على الصعيد التسويقي، وتعيد النادي مجدداً لمكانته وسط الكبار، الأمر الذي شدد عليه كونتي في تصريحاته الأخيرة بأن اللاعب هو من اختار إنتر، ما يشير لاستعادة الفريق لجاذبيته لكبار اللاعبين بعد سنوات من الغياب.
مركز آخر تحرك إنتر بقوة لتدعيمه هو الظهير الجناح، والذي يلعب دوراً مهماً في طريقة لعب كونتي، فبعد فشل فالينتينو لازارو وكريستيان بيراجي في تنفيذ المطلوب، بحث الفريق عن الحلول السريعة لسد الثغرة، فضم أشلي يونج من مانشستر يونايتد مقابل قرابة مليوني يورو لمدة ستة أشهر، وتعاقد مع تلميذ كونتي القديم فيكتور موسيس معاراً من تشيلسي، في محاولة لإيجاد حل لمركز عانى منه إنتر منذ قديم الأزل.
لازارو الأخير - إنتر ومعاناة لا تنتهي بعد مايكون وزانيتي
على صعيد الراحلين، باع إنتر جابيجول إلى فلامنجو مقابل 18 مليون يورو، ونسبة 20 بالمائة من أي عملية بيع مستقبلية، وأرسل ماتيو بوليتانو إلى نابولي على سبيل الإعارة مع إلزامية الشراء، في صفقة ستصل قيمتها لقرابة 26 مليوناً، وخرج الثنائي لازارو ودي ماركو على سبيل الإعارة إلى نيوكاسل وفيرونا بعد ضم يونج وموسيس.

حاول إنتر ضم مهاجم إضافي ليكون بديلاً للثنائي الأساسي لوكاكو ومارتينيز، وتحرك نحو جيرو، يورينتي، زازا، بانديف، ولاعبين آخرين، ولكن في النهاية قرر الاكتفاء بالمتواجدين، في ظل عدم الاقتناع بالمتاح، أو صعوبة التفاوض مع الأندية المالكة للاعبين في حالة جيرو ويورينتي.
ربما لم يلبي إنتر كل مطالب كونتي، ولكن إجمالاً قام سوق انتقالات من الطراز الرفيع بضم لاعب بقيمة إريكسن، والتخلص من بعض الأسماء الزائدة، محققاً أرباحاً مادية، أمر لم يقم به الفريق في الصيف الماضي بعد أن كان معظم المغادرين على سبيل الإعارة فقط، وليس البيع النهائي.
الآن الكرة تنتقل لملعب كونتي مجدداً بعد تحرك الإدارة لتلبية مطالبه، وسيكون عليه إيجاد التوليفة الأنسب لتلك الأسماء الجديدة من أجل استمرار الفريق في التنافس على السكوديتو مع يوفنتوس، والعودة لمنصات التتويج محلياً أو أوروبياً بعد سنوات من الغياب.




