Andres Escobar ColombiaGetty

إسكوبار، هرب من المخدرات فقتلته كرة القدم!

كرة القدم كالحياة.. جانب سعيد مبهج، وجانب بائس مُحزن،  يُمكن وضع صورة المدافع الكولومبي الراحل أندريس إسكوبار كصورة رمزية للجانب الأخير.. عندما تخسر حياتك بسبب هدف خطأ.

ولد إسكوبار في مارس عام 1967 في ميديلن المدينة التي تعج بجرائم القتل وتجارة المخدرات، لكن على عكس من حوله واصل تعليمه واختار لعب كرة القدم ليبتعد تمامًا عن تلك البيئة الدموية، لكنه في الأخير كان ضحية لها.

إسكوبار كان مدافعًا أنيقًا في أدائه للدرجة التي أُطلق عليه لقب "إل كاباييرو دل فوتبول" وهي تعني "جنتلمان أو فارس كرة القدم"، وإضافة لقدراته الدفاعية الجيدة كان يُجيد تسجيل الأهداف بالرأس، وكانت بعض أهدافه القليلة سببًا في تتويج أتلتيكو ناسيونال ببطولة كوبا ليبرتادوريس عام 1989.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

تبدأ القصة في تصفيات مونديال أمريكا 1994 وليست في المونديال نفسه، حيث وقع المنتخب الكولومبي في مجموعة ضمت الأرجنتين بقيادة دييجو أرماندو مارادونا، والباراجواي وبيرو، في مجموعة لم يكن يحلم الكولومبيون في أن يعبر منتخبهم منها إلى كأس العالم في أمريكا بشكل مباشر، حتى أن مارادونا سخر منهم بأنهم لن يتصدروا المجموعة لأنهم أقل من الأرجنتين

وقعت المفاجأة وتصدر المنتخب الملقب بالقهوجية المجموعة بفضل اكتساحهم الأرجنتين نفسها في بوينس آيرس، وتأهلوا للمونديال بشكل رائع ما رفع سقف طموحات الجماهير الكولومبية بأن فريقها قادر على تحقيق المفاجأة في المونديال، وبالتالي راهن بارونات المخدرات في كولومبيا ودفعوا أموالاً طائلة على فوز كولومبيا بمونديال أمريكا.

وقعت كولومبيا في المجموعة الأولى في المونديال إلى جانب أمريكا -صاحبة الأرض - ورومانيا وسويسرا، وخسرت مباراتها الأولى بطريقة مفاجئة أمام رومانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، فكان عليها الفوز على أمريكا أو التعادل على أقل تقدير للحفاظ على حظوظها في بلوغ دور الـ16.

وفي المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب "روز بول" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تفوقت أمريكا بهدفين لهدف، خسارة تحمّل جزءً منها إسكوبار الذي حوّل عرضية بالدقيقة 34 للاعب الوسط الأمريكي جون هاركيس في مرمى بلاده لتتقدم أمريكا بهدف نظيف ومن ثم تفوز بالأخير، لتكون الخسارة الثانية لأصدقاء فالديراما وأسبريا وبالتالي الإقصاء من المونديال الأمريكي، إقصاء تحمله بطبيعة الحال إسكوبار لكن رد الفعل من عصابات بلده كانت مأساوية.

Andrés EscobarGetty Andrés EscobarGetty

بعد البطولة، قرر إسكوبار العودة إلى كولومبيا بدلاً من زيارة أقاربه في لاس فيجاس، وفي مساء يوم 1 يوليو 1994، بعد خمسة أيام من خروج كولومبيا من كأس العالم، اتصل بأصدقائه للتنزه، وذهبوا لحانة تُدعى إل بوبلادو وبعدما فرغوا منها توجهوا بسيارتهم لملهى ليلي يُدعى الملهى الهندي "إل إنديو".

الدراما أو بالأحرى التراجيديا بدأت عندما انفصل عنه أصدقاؤه، وفي حوالي الساعة 3:00 من صباح اليوم التالي، كان إسكوبار وحده في موقف سيارات الحانة، عندها ظهر 3 أشخاص شرعوا في إطلاق النيران عليه وهم يهتفون "جول" مع كل طلقة.. 6 طلقات استقرت في جسد المدافع الضحية فارق بسببها الحياة.

شيع الشعب الكولومبي لاعبه وحضر جنازته 120 ألف شخص على رأسهم الرئيس الكولومبي سيزار جافاريا.

قصة حياة إسكوبار تحولت إلى عمل تلفزيوني وثائقي بعنوان The Two Escobars أنتجته شركة إي إس بي إن الرياضية.

ثلاثون حلقة أخرجهما الشقيقين جيف وميشيل زامباليست، حيث ناقشت العلاقة بين كرة القدم والجريمة، المسلسل بوجه خاص ركّز عن جريمة تجارة المخدرات التي تقوم بها منظمة ميدلين كارتل بشكل علني، منظمة يملكها بارون مشهور للمخدرات اسمه للمصادفة بابلو إسكوبار.

تبرز مقولة شقيقة المدافع الراحل في إحدى حلقاته عندما سألها ابنها البالغ من العمر 9 سنوات "أمي سيقتلون أندريس؟! أجابته "لا يا صغيري، الناس لا يُقتلون بسبب الأخطاء، الجميع في كولومبيا يُحب أندريس!".

إعلان