Adam Idah Aaron Connolly Troy Parrott 2019-20Getty/Goal

أيرلندا، القوة الصاعدة في كرة القدم بجيل ذهبي

في نفس اليوم الذي انتقل فيه من بايرن ميونيخ إلى إشبيلية، تبين أن لاعب خط الوسط اليافع رايان يوهانسون قد قرر أن يلعب للسويد بدلا من جمهورية أيرلندا.

في الماضي كان من شأن مثل هذا التبديل البارز للولاء أن يسبب ضجة في أيرلندا، فقد عانت بشدة من هذا الأمر في الآونة الأخيرة عندما قرر جاك جريليش وديكلان رايس تمثيل إنجلترا بدلاً من ارتداء القميص الأخضر مما أدى إلى الغضب وخيبة الأمل في جميع أنحاء جزيرة الزمرد.

لكن رغم أن يوهانسون كان يتحرك بين ناديين أوروبيين كبيرين، لكنه لم يتسبب سوى في القليل من السخط في أوساط أيرلندا الكروية، لأنه لم يكن بالبريق أو الموهبة الكبيرة التي تستدعي الحسرة على فقدانها مثل الآخرين الذين قرروا تمثيل إنجلترا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

بدلاً من ذلك ركز المشجعون والمدربون الأيرلنديون اهتمامهم على سلالة من المهاجمين الواعدين الذين ظهروا في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى عدد من المواهب الشابة الذين يلعبون في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي وفي الدوري الأيرلندي.

وأصبح منتخب أيرلندا تحت 21 سنة على وشك التأهل لبطولة أوروبا للمرة الأولى على الإطلاق بفضل المدرب المميز ستيفن كيني، الذي تم الكشف عنه يوم السبت وسيتولى الفريق الأول بأثر فوري.

فقد كان من المقرر لكيني أن يخلف ميك مكارثي في قيادة المنتخب في أغسطس بعد يورو 2020، ولكن مع تأجيل البطولة لمدة عام بسبب فيروس كورونا، قرر اتحاد كرة القدم الأيرلندي إسناد المهمة لكيني فورًا.

كيني بمثابة شعاع الأمل في إعادة ماضي أيرلندا الكبير في كرة القدم، والشخص الذي يشرف على جيل ذهبي من لاعبين مُخلصين للقميص الأخضر، لم يتأثروا بالبريق الإنجليزي.

كان كيني المدرب الذي حقق إنجازات فريدة حين قاد دوندالك إلى الدوري الأوروبي في عام 2016 وساعدهم على أن يصبحوا أول فريق أيرلندي يفوز بمباراة في مرحلة المجموعات من مسابقة أوروبية.

كان سجله مع منتخب أيرلندا تحت 21 عامًا مميزًا أيضًا، حيث حقق سبعة انتصارات وتلقى هزيمتين في أول 12 مباراة له، بالإضافة إلى ظهور ناجح في دورة تولون في 2019 عندما وصل شباب الجزيرة إلى نصف النهائي.

اٌختير دوجلاس لويز لاعب أستون فيلا كأفضل لاعب في البطولة، فيما أنهى مهاجم هيرتا برلين الجديد ماتيو كونها البطولة كأفضل هداف، فيما ظهر العديد من اللاعبين الأيرلنديين الآخرين كنجوم خلال البطولة، حيث احتل القائد جايسون مولومبي المركز الرابع بين أفضل اللاعبين خلال البطولة،  بينما تم تحصل كونور رونان على جائزة أفضل لاعب خلال مرحلة المجموعات.

مهاجم نورويتش آدم إيداه أنهى البطولة كهداف أيرلندا، بينما هز لاعب برايتون آرون كونولي الشباك في تلك الدورة أيضًا قبل ظهوره في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الحالي.

كان كلاهما جزءًا من فريق كيني في التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا تحت 21 سنة، والتي كان اعتلى فيها هداف توتنهام الشاب تروي باروت صدارة الهدافين للمجموعة الأولى برصيد 4 أهداف - سجلها جميعًا عندما كان يبلغ من العمر 17 عامًا حيث كان يلعب ضد خصوم أكبره منه بثلاث وأربع سنوات.

Troy Parrott Tottenham WolvesGetty

أكمل باروت عامه الـ18في فبراير الماضي، ووقع عقدًا لمدة ثلاث سنوات ونصف مع توتنهام قبل أن يدرج في قائمة الجيل الجديد من جول لعام  2020 لأفضل لاعبي كرة القدم الصاعدين في العالم.

ظهر باروت لأول مرة بقميص توتنهام في سبتمبر الماضي في كأس كاراباو تحت قيادة ماوريسيو بوتشيتينو وكان خيارًا بديلاً لجوزيه مورينيو، حيث لعب أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز في ديسمبر - ثاني أصغر لاعب يظهر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم.

قبل ظهوره لأول مرة في الدوري الإنجليزي، أصبح باروت لاعبًا دوليًا بالفعل عندما ظهر مع أيرلندا في مباراة ودية في نوفمبر وقدم تمريرة حاسمة في الفوز 3/1 على نيوزيلندا.

شوهد باروت يلعب مع بلفيدير في دبلن من قبل توتنهام، الذي تغلب على أندية مثل مانشستر سيتي وإيفرتون في سباق الحصول على خدماته. فاز ببطولات الشباب في بلفيدير، حيث تم تدريبه على يد المدرب دراج أوريللي، الذي يعتقد أنه يمكن أن يصبح أحد أفضل المهاجمين في العالم.

قال أوريللي لـموقع جول "لقد تطور ويصبح أقوى بمرور الوقت، ويتجاوز كل تحدِ يوضع أمامه. يأخذ الأمر خطوطة خطوة، ويمتلك غريزة تهديفية ستجعله يذهب لأبعد من ذلك بكثير".

"إذا تمكن شخص ما من تسجيل الأهداف بشكل طبيعي بالطريقة التي يفعلها، أعتقد أنه يمكن أن يذهب إلى أبعد ما يريد الذهاب إليه."

Stephen Kenny Dundalk 29092016Eoin Noonan, Sportsfile

اسم آخر برز رفقة منتخب أيرلندا من المواهب الشابعة وهو آرون كونولي، فبعد أسبوع واحد من تسجيله هدفين في أول مباراة يشارك فيها رفقة برايتون في الدوري الإنجليزي بصفة أسساسية، شارك أمام سويسرا في مباراة حاسمة من على مقاعد البدلاء.

غالبًا ما كان المدرب السابق مكارثي يعتمد بشكل مفرط على قدامى اللاعبين، حيث أن عقده قصير الأجل يعني أن اختصاصه الوحيد كان التأهل للبطولة الأوروبية، لكنه قدم أيضًا قدم الفرصة للكثير من اللاعبين الإيرلنديين الشباب خلال العام الماضي.

خلال عهد مكارثي تم استدعاء لي أوكونور، ناثان كولينز، لوكا كونيل ومايكل أوبافيمي في عام 2019، ولكن وصول كيني إلى منصب القيادة الفنية من المتوقع أن يبشر بدفعة أخرى من المواهب الجديدة، على غرار مولومبي وإيداه، حيث كانا من بين ركائزه مع فريق الشباب.

لعب الجناح زاك البوزيدي جميع المباريات التأهيلية لبطولة أوروبا تحت 21 سنة، كما بدأ جميع مباريات دور المجموعات في بطولة تولون قبل أن تبعده الإصابة عن دور خروج المغلوب.

وقال البوزيدي لموقع جول عن مدربه "إنه عاطفي جدًا. يمكنك فقط أن تقول أنه يأكل وينام ويتنفس كرة القدم".

ويعتقد آندي ريد اللاعب الدولي السابق والمدير الفني الحالي لأيرلندا تحت 18 عامًا أن هذا الجيل لمنتخب دون 21 عامًا هي أفضل مجموعة من اللاعبين الشباب الذين ظهروا لأيرلندا على الإطلاق، وربما أكثر موهبة من فريق برايان كير تحت 16 عامًا و18 والذي حقق كأس البطولة الأوروبية للشباب.

يقول البوزيدي إن اللاعبين لا يتأثرون بضغط تلقيبهم بالجيل الذهبي لأيرلندا، وبدلاً من ذلك أشار إلى أن إدارة كيني قد غرست فيهم الثقة وباتوا قادرين على هزيمة أي خصم.

سيكون كيني الآن مسؤولاً عن مباراة أيرلندا الحاسمة أمام سلوفاكيا والمؤهلة ليورو 2021 وعن تصفيات كأس العالم لاحقًا، على أمل إعادة أيرلندا إلى أرض الميعاد بعد 20 عامًا من الغياب عن نهائيات كأس العالم.

مما لا شك فيه أن هناك الكثير من الضغط سيقع على كاهل المدرب البالغ من العمر 48 عامًا، ولكن سيتم التركيز بقدر كبير على الجيل الذهبي الجديد لأيرلندا.

الأمل الكبير في إعلاء شأن أيرلندا يأتي وسط معاناة الاتحاد الأيرلندي من أزمة مالية كبيرة وكان هناك حديث خلال العام الماضي عن خضوعه لتحقيق رسمي في هذا الصدد، كما أن تأجيل إقامة 4 مباريات على ملعب أفيفا في دبلن من مباريات اليورو لن يكون جيدًا بالنسبة للاتحاد المحلي المثقل بالديون.

إعلان