عندما سقط أوليمبيك مارسيليا أمام بي إس جي برباعية نظيفة في أكتوبر الماضي لحساب ذهاب الدوري الفرنسي، كانت كلمات مدربه أندريه فيلاش بواش عن الخروج بأقل الخسائر هي الأكثر ألماً لمشجعي النادي العريق من الهزيمة الثقيلة أمام حامل اللقب، ولكن الأحوال بعد قرابة الشهرين تبدلت تماماً في الجنوب الفرنسي.
بالنظر لجدول ترتيب الدوري الفرنسي بعد مرور 20 جولة، سنجد أن مارسيليا يحتل المركز الثاني برصيد 41 نقطة بعد 20 جولة، بفارق خمس نقاط عن المتصدر باريس سان جيرمان، في طفرة كبيرة للنادي الذي عاش سنوات من المعاناة مؤخراً وابتعد عن مكانته كأحد عمالقة فرنسا وأوروبا.
مع قدوم فيلاش بواش لتدريب النادي لم يكن محاطاً الرجل بالتفاؤل بعد التراجع الكبير في مسيرته، فبعد المحطات غير الناجحة مع تشيلسي وتوتنهام، رحل للدوري الروسي مع زينيت، ومنه إلى شانجهاي، وليتحول من مورينيو الجديد كما أطلقت الصحافة على المساعد السابق لمدرب سبيرز الحالي، إلى مدرب يبحث عن إعادة إحياء مسيرته التدريبية بالقارة العجوز.
Getty
أتى تولي بواش المسؤولية الصيف الماضي كتحدي للطرفين، البرتغالي الباحث عن إعادة إثبات نفسه، ومارسيليا الطامح للخروج من دائرة التخبط والابتعاد عن المنافسة على الألقاب، وعلى عكس المعتاد، لم يركز الفريق على صرف الأموال بشكل كبير، بل عمل على الحفاظ على قوامه الأساسي، وعوض فقط رحيل ماريو بالوتيلي بالتعاقد مع داريو بينيديتو من بوكا جونيورز لقيادة خط الهجوم، وتخلص من لويس جوستافو، كلينتون نجي، عادل رامي، وكوستاس ميتروجلو، لاعبون صنفوا كنجوم ولم يقدموا الإضافة في السنوات الفائتة. أنظر القائمة الكاملة أدناه.
Gettyالبدايات كانت بطيئة للفريق مع بواش، فقبل رباعية بي إس جي حقق أربعة انتصارات ومثلها من التعادلات وخسر مرتين، وتلقى المدرب انتقادات بسبب استبعاد لاعبين مثل كيفين ستروتمان من تشكيله الأساسي، ولكن بعد الهزيمة الثقيلة حقق الفريق ستة انتصارات متتالية، ومن ضمنها الفوز على منافسين مباشرين مثل ليل وليون، ولم يخسر أي لقاء، وفي المجمل حقق سبع انتصارات وتعادل مرة وحيدة، كما تخطى تريليسا في كأس فرنسا.
مزج المدير الفني بين عناصر الخبرة والشباب، فأعطى الحرية للنجم الفرنسي ديمتري باييت يسار الهجوم، فأصبح من أفضل اللاعبين بالليج آن في النصف الأول، مسجلاً ستة أهداف وصانعاً ثلاثة، كما تأقلم بينيديتو سريعاً وأصبح الهداف الأول بسبعة أهداف.
ولفتت اسماء مثل نيمانيا رادونييتش، متوسط الميدان الصربي، والثنائي الفرنسي الشاب فالينتين روجنيي ومورجان سانسون الأنظار بالتألق الكبير في وسط الملعب، مما فسر إبعاد ستروتمان، بالإضافة للظهيرين الطائري جوردان أمافي، وبونا سار.
الحديث عن منافسة مارسيليا لباريس سان جيرمان على لقب الدوري تبدو أمراً صعباً نظراً لفارق الإمكانيات بين الناديين، والنفس الطويل الذي يتمتع به أبناء العاصمة، ولكن حال نجح بواش في إعادة "لو ويم" كما يسميه عشاقه إلى دوري أبطال أوروبا، فسيكون حقق إنجازاً كبيراً للنادي، ولنفسه بالعودة للساحة الأوروبية من أكبر مسارحها بعد طول غياب.