تبقى القاعدة الأولى لأي أجنبي عند دخول أي بلد جديد عنه هي احترام العادات والتقاليد بشكل واضح حتى لا يضع نفسه في أزمة أو تحت طائلة القانون بسبب سوء تصرف، حتى لو كان غير دون معرفة.
الأمر يكون أكثر حذرًا في البلدان العربية خاصة دولة مثل المملكة العربية السعودية والتي تُطبق القانون على الجميع، ولا تسمح بأي تهاون.
الحديث هنا عن كرة القدم، فبالتأكيد توجد العديد من المواقف التي تسبب فيها منسوبي اللعبة في أزمة لهم على الصعيد الشخصي بسبب اختراق قوانين الدولة.
قصتنا تعود بنا إلى عام 2009 عندما قرر اتحاد كرة القدم السعودي إقالة المدرب الروماني أولاريو كوزمين المدير الفني لنادي الهلال.
وكان هذا الأمر بسبب إلقائه لقميص كان يرتديه يحمل صورة ولي العهد السعودي في نهائي بطولة كأس ولي العهد والتي توج بها الهلال على حساب الشباب.
وحدثت الأزمة في أثناء مراسم تسليم كأس البطولة لفريق الهلال عقب نهاية المباراة وحاول كوزمين الصعود لمنصة التتويج إلا أن رجال الأمن داخل الملعب منعوه من الصعود لحين إقامة المراسم.
حينها انفعل كوزمين على رجال الأمن ورفض الصعود لمنصة التتويج لاستلام الكأس ورحل تاركًا الملعب وملقيًا بالقميص الذي كان يرتديه ويحمل صورة ولي العهد السعودي.
الأمر لم يمر مرور الكرام، حيث أصدر اتحاد الكرة السعودي بيانًا عاجلاً، أكد فيه إقالة كوزمين ومنعه من التدريب داخل السعودية مدى الحياة.
صفعة ورحيل مفاجئ وصداع بالهلال .. أزمات الأندية السعودية مسلسل مستمر
وأشار اتحاد الكرة السعودي أنه اتخذ هذا القرار نظراً لما بدر من كوزمين من تصرفات خارجة وغير مقبولة عقب نهاية المباراة النهائية لكأس ولي العهد
وأشار البيان أن قرار الإقالة جاء بسبب إلقائه للقميص الذي كان يرتديه والذي يحمل صورة ولي العهد ورفضه للصعود للمنصة للتشرف بالسلام على راعي المباراة بالإضافة لما قام به من تصرف غير مقبول تجاه رجال الأمن ومسؤولي التنظيم.
يُذكر إن إقالة كوزمين حينها جاءت على الرغم من تحقيقه نتائج رائعة مع الهلال بالتتويج بكأس ولي العهد واحتلال صدارة الدوري السعودي بفارق الأهداف عن اتحاد جدة.
بعده خرج كوزمين للاعتذار عن ما بدر منه في نهائي كأس ولي العهد وقال في لقائه مع العربية عبر برنامج في المرمى :كنت غاضبًا بسبب عدم صعود بعض اللاعبين إلى المنصة حيث أنه من الظلم ألا يشاركوا مع زملائهم اللاعبين الفرحة.
وأكد أنه يحترم القيادات السعودية، ولم يكن يقصد الإساءة لأحد، وأوضح المدرب الروماني أن رميه للقميص لم يكن لهدف ما إنما كان الجو حَارًّا خصوصًا مع الأفراح بالإضافة إلى أن أحد المشجعين طلب منه القميص عندما كان ينادي بصوت مرتفع فخلعت القميص ووضعته على منصة التتويج ولم أرمه على الأرض.


