موسم جديد، ومعاناة مستمرة، هكذا هو حال مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة، وبالتحديد منذ رحيل سير أليكس فيرجسون، وحالياً يعيش الفريق نفس الظروف مجدداً تحت قيادة أولي جونار سولشاير رغم البداية المبشرة ديسمبر الماضي.
وسواء يتحمل سولشاير المسؤولية أم لا عن تراجع الفريق، ولكن المدرب النرويجي لا يبدو منصبه آمناً في ظل التراجع الكبير في النتائج والأداء، وابتعاد الفريق مبكراً عن المنافسة. الحديث عن رحيل سولشاير فتح باب التكهن عن خليفته، وأبرز الأسماء هي الثنائي ماوريسيو بوتشيتينو، مدرب توتنهام الحالي، وماسيمليانو أليجري، المدير الفني السابق لميلان ويوفنتوس، فمن منهم قد يكون قادراً على إعادة يونايتد للواجهة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
ويبدو أن أيام بوتشيتينو في سبيرز أصبحت معدودة، توتنهام يعيش بداية موسم كارثية ويتلقى الخسارة تلو الأخرى، وآخرها سباعية من بايرن ثم ثلاثية من برايتون، ليبدو أن رحلة الأرجنتيني الناجحة في لندن شارفت على الانتهاء.
نجح بوتشيتينو في تكوين فريق قوي بتوتنهام، وجعله منافساً دائماً في السنوات الأربع الأخيرة، ربما ما يعاب عليه هو عدم تحقيق الألقاب، ولكن الفريق معه تواجد دائماً في دوري الأبطال، بل وبلغ النهائي الأخير، وفي البريميرليج أصبح نداً لكبار القوم.
من أكبر مميزات بوتشيتينو في فترته مع سبيرز هي تطوير اللاعبين، فمعه أصبح هاري كين، كريستيان إيريكسن، سون هيونج مين، وآخرون من الأفضل في العالم، كما أنه يتمتع بمرونة تكتيكية كبيرة، إذ يتعامل مع المتاح من اسماء وعلى أساسها يشكل فريقه بأرض الملعب، يكفي أنه الموسم الذي بلغ فيه نهائي الأبطال دخله دون إجراء أي صفقات لتدعيم الفريق بسبب انشغال إدارة النادي ببناء الملعب الجديد.
المدرب الأرجنتيني سبق وتم ترشيحه لقيادة يونايتد بعد رحيل جوزيه مورينيو، والأسباب تبدو منطقية، الرجل أصبح يعرف الكرة الإنجليزية جيداً، كما أنه أثبت قدراته في تطوير إمكانيات اللاعبين وإعطاء فريقه شخصية، الأمر الذي افتقده مانشستر يونايتد في الفترات الماضية بعد فيرجسون.
انتقال بوتشيتينو إلى يونايتد تبدو خطوة منطقية للطرفين، له لأنه تضعه في نادي ذو مكانة أكبر وقدرات مادية أوسع ستساعده في إظهار قدراته الفنية، كما أنه سيكون أمام تحدي مماثل لما مر به مع توتنهام في البدايات بإعادة بناء الفريق، ولمانشستر لأنه يحتاج مدرب بخصائص الأرجنتيني صبور ويعرف كيف يخرج أفضل ما لدي لاعبيه.
ماذا عن أليجري؟ الإيطالي حالياً بلا عمل بعد رحيله عن يوفنتوس بعد سنوات من البطولات المحلية، بالإضافة لإعادة الفريق للواجهة الأوروبية وبلوغه نهائي الأبطال مرتين دون نجاح في كسر النحس وتحقيق اللقب، وتتحدث التقارير عن تلقيه دروساً في الإنجليزية تمهيداً لخوض مغامرة في البريميرليج في ظل ترشيحه لتدريب يونايتد وتوتنهام.
Getty Imagesأليجري مدرب هو الآخر يجيد التكيف مع الظروف، ولا يمانع رحيل أبرز نجومه كما حدث في 2014 بعد رحيل جيل بيرلو، تيفيز، وفيدال عن يوفنتوس، فأتى بديبالا، وأعطى بوجبا الفرصة، وأبرز اسماء مثل بينتانكور وخضيرة، وواصل النجاحات مع يوفنتوس.
وربما النقطة التي قد تشجع مانشستر يونايتد على السعي للتعاقد مع أليجري هي شخصيته الانتصارية، فهو مدرب لا يرضى إلا بتحقيق البطولات، كما كان الحال مع يوفنتوس، عكس بوتشيتينو الذي لا يمانع عدم التتويج مقابل تقديم عروض طيبة وتحقيق مراكز أوروبية.
كلا المدربين يبدوان مناسبان لمانشستر من أجل استعادة رونقه، ولكن عليه تحديد أولوياته، هل يريد فقط استعادة الهيبة والمنافسة على التأهل لدوري الأبطال، ووقتها سيكون بوتشيتينو مثالياً، أم سيكون تركيزه على العودة مباشرة ليكون بطلاً ويبحث عن تحقيق الألقاب، وهنا أليجري يبدو ملائماً أكثر.
مباراة ليفربول المقبلة في كلاسيكو الكرة الإنجليزية ستلعب دوراً كبيراً في تحديد مسار الفريق هذا الموسم، والأهم بتحديد مستقبل سولشاير من الاستمرار من عدمه في محاولة إحياء الشيطان الأحمر، ولكن الخسارة ستجعل منصبه على المحك، ووقتها سيكون الحديث عن بوتشيتينو وأليجري أكثر سخونة، وقد نرى أحدهما يحاول فيما فشل فيه مورينيو، مويس وفان خال.