ندى الشافعي
تعتبر وظيفة التدريب في كرة القدم مهمة شاقة ويمكن أن تكون مرهقة خصوصاً لأولئك الذين هم في قمة اللعبة، فكلما تقدم المدرب خطوة حُمل بضغوطاتٍ أكبر وأكبر، وأصبح هامش الخسارة أقل ما يمكن.
لا يقتصر الأمر على الأندية فقط، حيث تحاول المنتخبات الوطنية دائمًا تعيين الشخص الأكثر حصولاً على الجوائز سواء كانت كأس العالم أو كأس أمم أوروبا أو كوبا أمريكا أو غيرهم من المسابقات القارية.
لحسن الحظ يتقاضى المدربون أجوراً جيدة، وبالتالي فإن ثقل التوقعات هو إلى حد ما المكافأة المالية المعروضة.
في الوقت الذي تستعد فيه الفرق الوطنية للتصفيات القارية المقبلة، وتتطلع إلى كأس العالم 2022، يلقي جول نظرة على المدربين الدوليين الأعلى أجراً في كرة القدم.
تصفيات يورو 2020: إيطاليا وإسبانيا والفرق المتأهلة لكأس أمم أوروبا
مدربو المنتخبات الأعلى أجرًا في العالم
يختلف راتب مدرب المنتخب اعتمادًا على القدرة المالية للاتحاد الوطني الذي يعمل معه، وبطبيعة الحال رصيده كمدرب.
الاتحادات الوطنية للمنتخبات التاريخية لكرة القدم مثل إسبانيا وألمانيا والبرازيل وفرنسا على سبيل المثال في وضع جيد يؤهلها لدفع أجور مدربيها بشكل جيد مع كسب بعض الملايين.
في السنوات الخمس الماضية اكتسبت كرة القدم الصينية سمعة جيدة، حيث دفعت لبعض لاعبي كرة القدم أكبر الرواتب في العالم وكذلك امتد الأمر إلى المدربين أيضاً.
كان المدرب الإيطالي الأسطوري مارشيلو ليبي مؤخرًا مدرب منتخب الصين، ووفقًا للتقارير كان يتقاضى راتب يقدر بحاولي 28 مليون دولار (21 مليون جنيه إسترليني) سنويًا مقابل الحصول على خدماته.

انتقل ليبي إلى دور استشاري بعد تعيين فابيو كانافارو مدربًا للصين في مارس 2019، ومن المرجح أن يتغير راتبه نتيجة لذلك، لكن لأى درجة غير معروف حتى الآن، وفي الوقت نفسه كان بطل العالم 2006 يجمع بين وظيفة الصين ودوره المربح بالفعل في جوانزو إيفرجراند، حيث يُعتقد أنه يحصل على 12 مليون دولار (9 ملايين جنيه إسترليني) سنويًا.
هذه الأرقام غير عادية إلى حدٍ ما بالنسبة لمدربي المنتخبات، خاصةً بالنسبة للمنتخب الذي يحتل مرتبة متدنية للغاية في تصنيف الفيفا.
كان مدرب ألمانيا يواخيم لوف أعلى المدربين أجرًا في كأس العالم 2018، وحصل على 3.9 مليون يورو (3.5 مليون جنيه إسترليني / 4.5 مليون دولار) سنويًا، وعلى الرغم من تحمله خسارة المنتخب البطولة في روسيا الصيف الماضي، يمكن للمدرب الذي يعمل لفترة طويلة، وما يبرر راتبه سجله الذي يتضمن كأس العالم 2014.
الفيفا يستقر على نظام ومكان إقامة كأس العالم للأندية الكبرى
حصل مدرب فرنسا ديدييه ديشان على راتبه في الصيف الماضي بقيمة 3.5 مليون يورو (4 ملايين دولار أمريكي / 3 ملايين جنيه إسترليني)، عندما نجح في قيادة الديوك للفوز بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخهم، مدرب مارسيليا السابق ويوفنتوس يتقاضى تقريبًا نفس راتب المدرب تشيتشي البرازيلي.
تشير التقارير إلى أن ستانيسلاف تشيرشوف المدير الفني لروسيا يحصل على 2.6 مليون يورو (2.2 مليون جنيه إسترليني / 3 ملايين دولار) مقابل دوره، وهذا الرقم ليس مفاجئًا بالنظر إلى الأموال المعروضة في الأندية الروسية مثل زينيت.
فازت البرتغال بأول لقب لها على الإطلاق في عام 2016 عندما فاز فرناندو سانتوس بكأس أمم أوروبا، ويعتقد أن مدرب الدراجاو يتقاضى 2.3 مليون يورو (2 مليون جنيه استرليني / 2.6 مليون دولار).

في الوقت الذي يعتبر فيه الدوري الإنجليزي الممتاز عبارة عن منافسة مليئة بالمال، فإن إنجلترا تدفع لمدربها أقل بقليل من منافسيها، حيث يتقاضى جاريث ساوثجيت 1.8 مليون جنيه إسترليني (2.3 مليون دولار) سنويًا، وهذا هو نفس ما كان يحصل عليه كارلوش كيروش كمدرب لإيران، على الرغم من أن مساعد مدرب مانشستر يونايتد السابق هو الآن تولى مقاليد كولومبيا يقال أنه يحصل على حوالي 3 ملايين دولار (2.4 مليون جنيه إسترليني) سنويًا.
إن أجر ساوثجيت أعلى بكثير من أجر مدرب ويلز ريان جيجز، الذي يتقاضى 500 ألف جنيه استرليني سنويًا، ومدرب اسكتلندا أليكس ماكليش الذي يبلغ قيمة عقده 400 ألف جنيه استرليني سنويًا.
وقيل إن روبرتو مانشيني مدرب إيطاليا الجديد قد خضع لتخفيض هائل في الأجور من أجل تولي دور مدرب الآتزوري بعد مغادرته زينيت، لكن الرقم المذكور لايزال ضخمًا 2 مليون يورو سنويًا.
ومن المثير للاهتمام أن مدرب إسبانيا لويس إنريكي قد أجبر على على الحصول على نصف راتب المدرب جولين لوبيتيجي السابق له، حيث تقاضى 1.5 مليون يورو (1.3 مليون جنيه إسترليني / 1.7 مليون دولار) فيما كان يتقاضى مدرب ريال مدريد السابق 3 ملايين يورو، لكن مدرب برشلونة السابق قد وعد بمراجعة راتبه.
قد يظن البعض أن مدرب ليونيل ميسي والأرجنتين يحصل على أموال كبيرة، لكن المدربين في التانجو يكسبون نسبة ضئيلة بالنسبة لنظرائهم في البرازيل برواتب تبلغ قيمتها حوالي 1.5 مليون يورو (1.3 مليون جنيه استرليني / 1.7 مليون دولار) سنويًا.
ربما ليس من الغريب معرفة أن الدول الغنية بالنفط مثل المملكة العربية السعوديةوقطر والإمارات العربية المتحدة قادرة على الدفع لمدربيها بشكل جيد مع أرقام تتراوح ما بين مليون دولار و 4 ملايين دولار (800 ألف جنيه إسترليني إلى 3 ملايين جنيه إسترليني) بشكل منتظم.
هل يحصل مدربو الأندية على أجور أعلى من مدربي المنتخبات؟
Getty Imagesعادةً ما يحصل المدربون الدوليون على أجر أقل بكثير من مدربين الأندية، رغم وجود استثناءات في بعض الأحيان.
دور المدير الفني للنادي مختلف تمامًا، ومما لا شك فيه أنه أكثر كثافة للتحضير واللعب كل أسبوع، من ناحية أخرى لا يملك المدربون الدوليون سوى حفنة من المباريات كل عام، وإذا كانوا يؤدون وظائفهم بشكل مكثف إلى مع وجود بطولة قارية على غرار كأس آسيا أو أمم أوروبا أو حتى كأس العالم.
بالنظر إلى الاختلافات الواضحة - وحقيقة أن المزيد من الأموال تتناقص - ليس من المستغرب أن يحصل المدربون في أفضل الأندية في كرة القدم مثل ريال مدريد وبرشلونة وليفربول، على رواتب أعلى من أولئك الذين يتولون قيادة المنتخبات الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا والبرازيل وغيرها.
لإعطاء توضيح يتقاضى مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا مبلغًا قدره 20 مليون جنيه إسترليني (26 مليون دولار) سنويًا، بينما حصل جوزيه مورينيو على 15 مليون جنيه إسترليني (20 مليون دولار) سنويًا في مانشستر يونايتد، وهذه الأرقام تقزم رواتب لوف وديشان وساوثجيت وغيرهم
