شهدت مباراة نابولي في دوري أبطال أوروبا، لحظة لخصت أداء اللاعب.
عند الدقيقة العاشرة على ملعب سان باولو حصل فابين رويز، لاعب وسط نابولي، على الكرة في وسط ملعب فريقه.
كان لديه الكثير من الخيارات، إلى يساره وإلى يمينه. كان لديه الوقت لرفع رأسه لرؤية زملائه وتحديد خياره. كانت لديه المساحة. أو هكذا فكر!
لكن في لحظة كان الأوان قد فات لرويز، فقد الوقت والمساحة، ووجد فجأة فابينيو يضغط عليه ويستخلص منه الكرة في الوقت المناسب بطريقة رائعة. كان التحام ناجح في وقت مناسب يعبر عن قدرة كبيرة لفابينيو في هذا الشق.
من الصعب أن تكون بطلاً غير معروف في فريق ليفربول هذا، بالنظر إلى مستواه المميز خلال الموسمين الماضيين ، لكن صعود البرازيلي إلى الصدارة في ملعب أنفيلد كان سريع التخفي بقدر ما كان سريعًا.
كان أدائه ضد نابولي مثاليًا لأبعد الحدود، مزيج من القوة والبراعة والجودة. دوري الأبطال هو مكان لاعبي النخبة، وقد ارتقى فابينيو إلى هذه الفئة بلا شك.
أمام نابولي لم يربح أي لاعب الالتحامات مثلما فعل، لم يستعد أي لاعب الكرة أكثر منه، كان الأكثر تمريرًا والأكثر دقة في التمرير، ومن بين اللاعبين الأساسيين كان الأقل خسارة للاستحواذ على الكرة.
مدافع ليفربول جيمي كاراجير في معرض تحليله للمباراة على إحدى المحطات قيم مستواه بـ"ممتاز!".
لعب كاراجير مع بعض لاعبي خط الوسط البارزين خلال مسيرته مع نادي ليفربول لمدة 16 عامًا، لكن كم منهم كان لديه ما يمتلكه فابينيو؟، هذا المزيج من الغريزة الدفاعية والانضباط التكتيكي والجودة الهجومية؟ ربما فقط ستيفن جيرارد الأسطوري.
يصفه زميله فيرجيل فان ديك بـ"المفتش جاديت" في إشارة إلى قدرة زميله على افتكاك الاستحواذ مرارًا وتكرارًا، وقال "لديه أرجل لا نهاية لها!".
بيب ليندرز، مساعد مدرب ليفربول، أطلق عليه لقب آخر، "المنارة"!
وقال ليندرز لموقع جول في فبراير الماضي "الكرة تتحرك باستمرار ومع وجود لاعب مثل فابينيو فإنه يراقب كل حركة تحدث... توقيته ورؤيته وهدوءه، كلها أمور تعطي بعدًا آخر في وسط ملعبنا!".
لطالما بحث ليفربول لفترة طويلة عن لاعب رقم 6 بهذه النوعية. منذ رحيل خافيير ماسكيرانو قبل تسع سنوات، لم يمتلك ليفربول لاعب وسط عالمي متخصص بالفعل.
كان ماسكيرانو لاعبًا رائعًا لفريق ليفربول، صخرة تتحطم عليها الهجمات، وجيد في بناء الهجمات. وشكل مع تشابي ألونسو وستيفن جيرارد ما أطلق عليه جمهور "الكوب" أفضل توليفة وسط في العالم تحت قيادة رافا بينيتيز في أواخر العقد الأول من القرن العشرين.
لكن على الرغم من أن هذه التوليفة لم تنل الكثير من البطولات، لكن في حين كان ماسكيرانو يحرث الميدان،بينما كان ألونسو يتحكم في وتيرة المباريات ويُقدم التمريرات الأمامية، ففابينيو يجمع بين الأمرين حاليًا.
لديه طول القامة والحضور، يفوز بالالتحامات الهوائية، يجيد بناء الهجمات من الخلف، ويقرأ المباريات بشكل رائع. إنه مزيج رائع من ألونسو وماسكيرانو.
Getty/Goalيعد خط وسط ليفربول هو الجزء الأكثر قدرة على التماشي مع أسلوب المداورة في الوقت الحالي، ولكن نادرًا ما يغيب لاعب موناكو السابق. بالنسبة ليورجن كلوب، لا غنى عنه.
وقع فابينو لليفربول في يوليو، لكنه لم يبدأ مباراة في الدوري حتى أواخر أكتوبر، وهو الوقت الذي ارتبط فيه بالفعل بالعودة إلى فرنسا، لكنه ثبت أقدامه وبات ركيزة لا غنى عنها.