Barcelona Leganes Messi SetienGetty

أزمة في برشلونة .. سيتيين ظالم أم مظلوم؟

كيكي سيتيين، مدرب حالم وجد نفسه بعد الاعتزال غير قادر على الانطلاق في مجال التدريب بسهولة مثل النجوم الكبار في كرة القدم.

بدأ من أندية في الدرجة الثالثة، سافر إلى أوغندا دون فائدة ثم عاد ليعمل في الدوري الإسباني بدرجاته الأدنى أيضًا قبل أن تظهر نتائج عمله مع لاس بالماس ومن بعدها ريال بيتيس ليضع اسمه على الخريطة.

وبعد الرحيل عن بيتيس وغلق الأبواب في وجهه، وجد ناديه المفضل، برشلونة، يعرض عليه فرصة العمل هناك وتحقيق حلمه أخيرًا بالعمل في مدرسة أسطورته ونجمه المفضل يوهان كرويف.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ويسير حلمه عكس المتوقع، ويصبح مهددًا بالإقالة بنهاية الموسم الجاري بعد نصف موسم فقط.

هل تعرض كيكي للظلم؟ أم أنّه لم يكن أبدًا الرجل المناسب؟

أفكار كيكي

Quique Setien Ibiza Barcelona DAZN Copa del Rey 22012020Getty

يفضل مدرب ريال بيتيس اللعب بطريقة 3-5-2 وذلك بهدف فتح الملعب بصورة عرضية بشكل جيد مع وجود اللاعب الحر الذي يجيد التحرك بين الخطوط.

سيتيين حاول اللعب بهذه الطريقة في أول مبارياته مع برشلونة لكنّها لم تنجح، لأن الفريق ببساطة لا يمتلك أجنحة ولا حتى عدد كافٍ من المدافعين مما جعله يُشرك سيرجي روبيرتو في هذا المركز بلا فائدة.

وبعد العودة إلى 4-3-3، ظهرت أيضًا عدة مشاكل في الفريق بسبب غياب الأجنحة، ولولا أنسو فاتي وريكي بويج لما نجح في تقديم ولو جزء من أفكاره التي نجحت في فرق أخرى.

كيكي طوّر فلسفة الضغط في برشلونة بل وأصبح الفريق أكثر شراسة مقارنة بفترته مع إرنستو فالفيردي، لكن لا يزال هناك بعض العيوب في سهولة ضرب الدفاع في المرتدات.

سوق الانتقالات | برشلونة يرتدي "جاكيت" مسعود في "المتزوجون"!

الأزمة الأكبر أنّ المدرب صاحب الـ61 عامًا يدير المباريات ببعض من التوتر والقلق ويظهر ذلك في التغييرات التي يجريها، فحينما يحتاج لاتخاذ قرار جرئ وحاسم يكون آخر المتحركين وهذا يكلفه خسارة العديد من النقاط.

الخوف والتوتر أمر منطقي لمدرب تحت المقصلة ويرغب في الخروج متوجًا بلقب في الموسم رغم صعوبة المنافسة، وهذا الأمر وجده حتى قبل أن يأتي.

هل ظلمته الظروف؟

Setién, Bartomeu y AbidalFC Barcelona

لو أردنا الحكم المنصف على كيكي فلا يجب تجاهل الظروف المحيطة بالفريق والتي جعلت مهمته أكثر صعوبة من المعتاد.

برشلونة أصبح فريقًا محبطًا منذ الخسارة من ليفربول الموسم الماضي والخروج من دوري أبطال أوروبا بسيناريو قبيح للمرة الثانية على التوالي، وظهر هذا الإحباط في مباريات خارج الديار حتى في الدوري الإسباني.

ليونيل ميسي يرى أنّ هذا الفريق غير قادر على الفوز بدوري أبطال أوروبا ولم يصبح منافسًا مثل الماضي، ونتائج الفريق تسير دائمًا نحو التقهقر والتراجع حتى لو كان متقدمًا في النتيجة.

خارج الإطار الفني، نجد إدارة برشلونة لا تفقه كثيرًا في كرة القدم، بل وطريقة إدارة سوق الانتقالات كفيلة بإفشال أي فريق حتى لو كان به صاحب الكرات الذهبية الست، ميسي، فالمدرب وجد نفسه مضطرًا للاعتماد على عناصر لا تناسبه، وفي وسط كل هذه الأجواء يجد أرتور ميلو خارج النادي دون استشارته ولا الرجوع له.

أيضًا المشاكل التي ظهرت بين الإدارة ولاعبي برشلونة وعلى رأسهم ميسي، والشجار الذي حدث منذ عدة أشهر بين البرغوث والقائم بأعمال المدير الرياضي، إيريك أبيدال، مما يشير بوضوح إلى الأجواء السامة التي تسيطر على "كامب نو".

في ظروف مثل هذه، يصبح النجاح أمرًا صعبًا ومرهقًا لأي مدرب أو لاعب، فلا يوجد أي ظرف يجعل الفريق قادرًا على السير بهدوء وروية نحو حصد الألقاب.

برشلونة يعاني بالطبع، وسيبقى يعاني بوجود الإدارة المتخبطة والأزمات المتكررة، وربما لم يكن كيكي هو الحل.

ربما ظلم المدرب نفسه بالموافقة على العمل وسط هذه الأجواء، ولكن من الصعب لشخص مثله أن يجد فرصة لتدريب برشلونة ويرفضها وهو يعلم يقينًا أنّها لن تتكرر في المستقبل.

سواء رحل سيتيين أو استمر، فهو ليس الأزمة ولا يتحمل سوى جزء بسيط مما وصل له الحال في برشلونة وسيجد بديله نفسه في المعاناة ذاتها حتى يجد جديد في النادي.

برشلونة حاليًا مثل سفينة "تيتانيك" التي اصطدمت بالفعل بالجبل الجليدي، ومهمة سيتيين هي فقط إنقاذ ما يمكن إنقاذه أو الوقوف على سطح السفينة يعزف اللحن الأخير!

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0