Liverpool

أزمة الوسط.. هل خيَّم شبح إنريكي على ليفربول؟


أحمد أباظة    فيسبوك تويتر

تبدأ تلك الحكاية في اللحظة التي قرر بها كوتينيو طلب الرحيل عن ليفربول صوب برشلونة، ولكننا لسنا هنا بصدد الحديث عن قيمة الصفقة للكتلان أو الأسس التي بُنيت عليها –إن وجدت- بل نبحث أثرها على الريدز أنفسهم.

برحيل البرازيلي فقد وسط ليفربول لاعبه المبدع القادر على صناعة اللعب، ولكن في الوقت ذاته استراح كلوب من صداع ضرب رأسه منذ لحظة التعاقد مع محمد صلاح، بعد تعدد محاولاته لإقحام الرباعي "كوتينيو – صلاح – ماني – فيرمينو" معاً واصطدامها الدائم بالمردود البدني والدفاعي المزري للأول.

أسس منظومة كلوب واضحة للغاية على صعيد الضغط العكسي وأهمية الجهد البدني لاستمرار العملية، ما أظهر كل الجوانب الإيجابية في رحيل كوتينيو، إلا أنه وفي الوقت ذاته بات العمل الهجومي بشكل أو بآخر منحصر في تألق الثلاثي الأمامي بالمقام الأول في ظل تراجع الوسط من الناحية الهجومية..

في حلقة أخرى من حلقات الترابط المباشر وغير المباشر بين برشلونة يبدو هذا المشهد مألوفاً للغاية، بالعودة إلى بداية فترة لويس إنريكي مع الكتلان والتي كانت بدورها أول مسمار حقيقي في نعش المنظومة التي تركها بيب جوارديولا، بحصر أدوار الوسط في عملية استرجاع الكرة ونقلها لثلاثي النار الشهير MSN، على أن يتكفل هو بالعمل الأمامي.

Jordi Alba Luis Enrique BarcelonaGetty

كتطبيق عملي على أرقام الموسم الحالي، فقط جيمس ميلنر بين لاعبي وسط ليفربنول يملك حصيلة جيدة في صناعة اللعب، حيث قدم 6 تمريرات حاسمة، بمعدل 1.6 تمريرة مفتاحية في المباراة الواحدة من أصل 31 مباراة في البريميرليج ودوري أبطال أوروبا، ويرجع جزء كبير من ذلك إلى تفوقه في تنفيذ الركلات الثابتة.

بعده تأخذ الأمور في الانحدار شيئاً فشيئاً، فهنا جورجينيو فينالدوم بلا تمريرات حاسمة وبمعدل 0.6 تمريرة مفتاحية في المباراة الواحدة من أصل 35 مباراة في نفس المسابقتين، يليه فابينيو الذي قدم تمريرتين حاسمتين على الرغم من امتلاكه لنفس المعدل (0.6) في 27 مباراة، مروراً بجوردان هندرسون خالي الوفاض وبمعدل 0.4 تمريرة مفتاحية من أصل 31 مباراة، وأخيراً نابي كيتا الذي يفترض أن يقدم ما هو أفضل، اقتصر حضوره على تمريرة حاسمة واحدة ومعدل 0.3 تمريرة مفتاحية في المباراة من أصل 25 مشاركة.

بالانتقال إلى معسكر مانشستر سيتي المنافس على لقب البريميرليج، نبدأ من كيفن دي بروين في موسم ضربته الإصابات بكل ما أوتيت من قوة خلاله، لتقتصر مشاركاته على مباراتين في دوري الأبطال و14 مباراة في البريميرليج نصفهم فقط كأساسي، في النهاية قدم تمريرة حاسمة ومجموع 6 تمريرات مفتاحية في مباراتي الأبطال ومعدل 1.5 تمريرة مفتاحية في المباراة بالبريميرليج.

Bernardo Silva Kevin De Bruyne David Silva Manchester CityGetty Images

وإلى الضيوف الدائمين، قدم ديفيد سيلفا 9 تمريرات حاسمة هذا الموسم في 33 مباراة بالمسابقتين، بمعدل 2.3 تمريرة مفتاحية في المباراة، فيما قدم برناردو سيلفا 6 تمريرات حاسمة في البريميرليج بمعدل 1.8 تمريرة مفتاحية في المباراة (29 مشاركة)، مقابل تمريرة حاسمة وحيدة ومعدل 1.4 تمريرة مفتاحية في المباراة بـ7 مشاركات في دوري الأبطال.

مروراً بإلكاي جوندوجان نجده قد قدم 3 تمريرات حاسمة في مجموع 30 مشاركة بالمسابقتين، بمعدل 1.3 تمريرة مفتاحية في المباراة، وصولاً إلى لاعب الوسط الدفاعي فيرناندينيو، الذي يملك في جعبته 3 تمريرات حاسمة في البريميرليج ومعدل 0.8 تمريرة مفتاحية في المباراة من أصل 25 مشاركة.

هل يعني ذلك حاجة ليفربول للاعب وسط أكثر قدرة على صناعة الفرص؟ ليس بالضرورة، فالفارق الكاسح بينه وبين مانشستر سيتي هنا لا يتعلق فقط بجودة اللاعبين قدر ارتباطه بالمنظومة، حتى وإن كان المدربان يجبران لاعبي الوسط لديهما على بذل الجهد المستمر، في النهاية واحدة تفضل ألا تكون الكرة بحوزتها، فيما لا تلعب الثانية دون امتلاك الكرة، ولكن الوضع الحالي يترك الأمر مرهوناً بتفوق الأظهرة في تقديم المدد الهجومي، وبالطبع تألق الثلاثي الأمامي الذي يصبح كل شيء بين أقدامه.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0