Ronaldo Sarri JorginhoGetty/Goal

أحضروا له جورجينيو الآن| ما الذي يحتاجه يوفنتوس لممارسة الـ"ساري بول"؟


أحمد أباظة    فيسبوك تويتر

متقلبة للغاية تلك اللعبة، فبعد أن قرر تشيلسي اعتناق كرة مخالفة لما اشتهر به، لم تصمد الفكرة لأكثر من عام وانتهى الأمر بمغادرة ماوريتسيو ساري لستامفورد بريدج.

خطوة ساري الجديدة تحمل الكثير من المفارقات بدورها، فهي صوب يوفنتوس الذي بدوره اشتهر بنهج مغاير في الأعوام الثمانية الأخيرة التي توج بها بلقب الكالتشيو، وهو بالمناسبة أكثر ما يكرهه نابولي وجماهيره، نابولي الذي صنع به المدرب الإيطالي اسمه الذي نعرفه الآن..

وكما جرت العادة، فإن التحول لمنظومة لعب مشابهة في فرق القمة يتطلب الكثير من التضحيات المادية والزمنية ولا يشترط النجاح، لنا مثل في الصعوبات التي لاقاها بيب جوارديولا في البداية حتى مع ضخامة إنفاق مانشستر سيتي، ولنا مثل في جولين لوبيتيجي الرجل الذي كادت مسيرته أن تتحطم على صخرة ريال مدريد..

ساري رجل واضح فيما يخص أسلوب لعبه، ليس لديه أي نية واضحة في تغييره أو التهاون فيه ولو بشكل نسبي، على الطرف الآخر إدارة يوفنتوس معروفة بتحكمها في مسار الصفقات، هذا ما قاد أنتونيو كونتي للرحيل قبل 5 أعوام، وهذا ما كان أليجري يجيد التعامل معه قدر الإمكان بطبيعته المسالمة.

بدايةً من حراسة المرمى، يوفي يملك الثنائي تشيزني وبيرين، ليس منهما من يتميز في مسألة اللعب بالقدم ولكنه على الأرجح سيكون مجبراً على العمل بهما، فالحارس الكبير الوحيد القريب من مغادرة فريقه هو ديفيد دي خيا، وهو ليس الأفضل في مسألة الأقدام أيضاً، ولكن ليس من السهل رفض دي خيا مع كامل الاحترام للأقدام..

بالانتقال إلى الدفاع، وبالنظر لكون الرجل قد أعاد إحياء ديفيد لويز الذي كاد كونتي أن يقتله استناداً على مميزاته في التمرير وبناء اللعب قبل حتى أن يستعيد عافيته الدفاعية، فهذا قد يعني بشكل أو بآخر نهاية أيام جورجيو كيليني كأساسي غير قابل للمساس، بالنظر إلى تقدمه في العمر وعدم إجادته لبناء اللعب بل وحديثه صراحةً عن كراهيته لهذا النمط الذي بات مفروضاً على المدافعين، واعتباره جوارديولا مسئولاً عن تغيير أولويات قلب الدفاع.

هنا سيكون ماتيس دي ليخت مدافع أياكس المُطارد من الجميع حلاً مثالياً للحظة والمستقبل، فيما قد يضطر ساري لتسديد طعنة قاتلة جديدة لنابولي ولرئيسه أوريليو دي لورينتس الذان لم يجمعهما وفاق منذ أيامه الأخيرة في النادي الجنوبي، باللجوء لرجله القديم كاليدو كوليبالي.

الأظهرة يمثلون الجانب الوحيد المؤكد تفوق ساري به على أليجري، فبوجود مميزات كانسيلو وساندرو الهجومية سيكون هذا سلاحاً فتاكاً بالنسبة لرجل كان فوزي غلام ظهيره الأيسر في نابولي أحد أهم دعائم طريقته، على عكس أليجري الذي كان يفضل تقييد الأظهرة في المواجهات الكبرى التي يخوضها متحفظاً..

انتقالاً إلى السؤال الأهم في خط الوسط، من سيؤدي وظيفة جورجينيو؟ هناك خيارات محدودة للغاية في قائمة يوفي الحالية، ولكن لمَ البحث المطول حين يمكن أن يكون الرجل نفسه متاحاً؟ جماهير تشيلسي لا تحب جورجينيو بالفعل، وليس من المرجح أن يحظى لدى المدرب القادم بنفس الأهمية التي كان يحوزها في عهد ساري، العقبة الوحيدة الحقيقية هي عقوبة الانتقالات.

بالنسبة لدور ألان الذي حاول المدرب تطويع نجولو كانتي به طوال الموسم الماضي، يبدو ماتويدي ومن ورائه إيمري تشان جاهزان لأداء تلك المهمة ناهيك عن خضيرة فهذه هي وظيفته الأصلية، هم أكثر جاهزية من كانتي على أقل تقدير، ليبقى فقط "هامشيك".. وهو الموقع الذي سيشغله بيانيتش إلا إذا دارت عجلة الميركاتو بالقوة الكافية لاستعادة بول بوجبا هنا.

أخيراً ستلعب قرارات الإدارة واللاعبين في تحديد هوية الباقين والراحلين عن هجوم السيدة العجوز أبرز الدور في تحديد الشكل النهائي، ولكن ساري اعتاد الميل للعب بجناح أيسر (إنسيني) ينضم للعمق على أن يتولى الظهير المساند فتح الطرف، فيما يلعب الجناح الآخر (كاييخون) بشكل أكثر تطرفا، هنا سيضطر لمعاكسة الكفة إن بقى باولو ديبالا في صفوف الفريق، فالأخير أعسر يفضل القدوم من اليمين، على أن يأتي الطرف الآخر بدوجلاس كوستا أو بيرناردسكي.

إن بقى ماندجوكيتش سيعود مع ساري كبديل لمركزه الأصلي بقلب الهجوم، الذي سيتسيده رونالدو كاملاً بطبيعة الحال، ليصبح مركز تسجيل الأهداف الرئيسي طوال الموسم، تماماً كما فعل ساري مع هيجوايين في موسم الأهداف الـ36 الشهير، وما دام الأمر قد نجح مع هيجوايين بتلك القوة فهو مرجح للنجاح مع الهداف التاريخي لريال مدريد بقوة أكبر.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0