يعيش النصر أيامًا صعبة جدًا بعد خسارته من الهلال وانهيار حلمه بالفوز بدوري أبطال آسيا لأول مرة في تاريخه، وقد بدأت الشكوك تُحيط بالفريق ولاعبيه ويبدو أنه بحاجة لاستعادة توازنه سريعًا وإلا سيدخل في نفق مظلم.
تحدث العديد عن أسباب خسارة النصر وخروجه من آسيا، لكن هذا ربما لم يعد مهمًا الآن بقدر أهمية إيجاد الحلول المناسبة للخروج بالفريق من أزمته وتعويض الجماهير بالفوز بالدوري السعودي.
لا يختلف اثنان على أن النصر يمتلك مجموعة من أفضل اللاعبين في السعودية، سواء الأجانب أو المحليين، لكن بناء الفريق السليم يعتمد على اختيار أفضل العناصر وسد كل الثغرات، إذ لن يُتوج فريق بالبطولات ولديه خط هجوم ناري ودفاع ضعف، أو العكس.
مسلي آل معمر رئيس النصر تحرك جيدًا في سوق الانتقالات الصيفي ولكن تحركه كان يفتقد للتخطيط السليم الذكي، لرؤية عميقة لقوام الفريق ونقاط قوته وضعفه.
الوقت لم يفت بعد، والرئيس قادر على إنقاذ النصر وإعادته للطريق السليم فورًا، لكن الأمر يحتاج جرأة وشجاعة لاتخاذ القرارات المصيرية دون الالتفات للإعلام والجماهير وردود أفعالهم، والجميل أن الفريق يمتلك سلاحًا قويًا لبدء ثورة تصحيح بالجرأة والشجاعة المطلوبة.
هذا السلاح هو لاعبيه المحليين .. النصر يمتلك حاليًا أفضل مجموعة من النجوم الصاعدة في الدوري السعودي، أسماء مثل أيمن يحيى وعبد الإله العمري وخالد الغنام وسامي النجعي وعلي الحسن وغيرهم قادرون على صناعة الفارق، هم فقط بحاجة إلى الثقة والتواجد على أرض الملعب دون ضغوطات.
آل معمر عليه أن يتخذ القرارات الصعبة الآن، بالتخلي عن بعض الأجانب الزائدين عن الحاجة أو الذين يُمكن تعويضهم باللاعبين المحليين، وضم أجانب جدد في مراكز لا يتوفر فيها اللاعب السعودي بالجودة المطلوبة.
هل يحتاج النصر لمهاجمين أجنبيين يجلس أحدهما بديلًا للآخر؟ هل يحتاج النصر إلى أنسيلمو في الوسط؟ هل يحتاج تاليسكا وماشاريبوف وبيتي معًا؟ نعم، قد يكون مقبولًا وجودهم في حال كان قيد الأجانب مفتوحًا في الدوري السعودي، لأن تواجدهم شيء من الرفاهية والكماليات في الفريق، لكن ليس على حساب ما هو أهم.
الأهم عند النصر حاليًا دعم خانة الظهير الأيسر بلاعب أجنبي قوي، ومحاولة ضم حارس مرمى أجنبي يستطيع صناعة الفارق في اللحظات الصعبة، وهذا لن يحدث سوى بالتخلي عن بعض أجانب الهجوم.
رئيس النصر يجب أن يتخذ القرار الشجاع بالتخلي عن لاعبين من الأجانب في الوسط والهجوم ومنح الفرصة للمحليين لتعويضهم وهم قادرون على هذا تمامًا، يحيى يستطيع أن يكون المهاجم البديل الكفء كما صالح الشهري في الهلال، والغنام قادر على أن يكون جناحًا مميزًا لو حظي بالثقة والفرصة، وكذلك النجعي والحسن والصليهم قادرون على قيادة الوسط بامتياز.
باعتقادي أن ثورة التصحيح في النصر تبدأ بمنح الفرصة بشكل أكبر للاعبين المحليين والثقة بهم وبقدراتهم، وقد لاحظنا كيف أن الهلال تفوق في السنوات الماضية بفضل نجومه المحليين أمثال الدوسري والشهراني والبريك والمعيوف والفرج وغيرهم، وكيف أن الاتحاد حاليًا يتفوق بالسير على نفس الخطوات بالشمراني وعبد الحميد والمالكي والعبود والبيشي، والنصر لا يقل عنهما ويمتلك مجموعة رائعة من المحليين يجب أن تنال الفرصة وتحظى بالثقة.


