Newcastle fans Champions LeagueGetty/GOAL

البوصلة تتجه شمالاً .. نيوكاسل ورحلة الألف ميل نحو الثلاثية

8-1 .. تلك كانت النتيجة التي انتهت بها مباراة مانشستر سيتي ضد ميدلزبره في 11 مايو 2008 لحساب الدوري الإنجليزي الممتاز، ثلاثة أشهر من بداية العهد الإماراتي واستحواذ مجموعة أبو ظبي المتحدة على النادي.

قفزة للأمام في الزمن بعد 15 عاماً بالتمام والكمال ونجد الوضع اختلف، الفائز بتلك المباراة في غياهب النسيان ومن تلقى الهزيمة المخجلة هو بطل أوروبا وإنجلترا وآخر المنضمين لنادي الثلاثية الفريد، ومثال يحتذى به في نجاح وإدارة المشروع الرياضي، بعيداً عن أي اتهامات أو شكوك وتحقيقات بخصوص الجوانب الاقتصادية.

الموضوع يُستكمل بالأسفل
Manchester City gfxGetty

مرت سنة ونصف تقريباً منذ استحواذ صندوق الاستثمار السعودي على نيوكاسل، وخلالها حدث الكثير في النادي الذي كان قبلها بأيام يقبع في مؤخرة الترتيب ويصارع الهبوط، ولا يعرف طريق الاستقرار في الدوري الإنجليزي الممتاز، وضع يشابه كثيراً سيتي قبل الثورة الإماراتية وبعده.

لم يدخل صندوق الاستثمار سوق الانتقالات بصخب، وتعامل بذكاء مع تعاقداته لدعم الفريق، حتى في ملف المدير الفني راهن على إيدي هاو الذي لا يقارن بالمدربين المرشحين معه وقتها مثل أنطونيو كونتي والبقية، وكان رهاناً ناجحاً بضمان البقاء والوصول لوسط الجدول بالموسم الأول، وبلوغ دوري الأبطال في الموسم الثاني.

ورغم توفر الأموال وبلوغ دوري الأبطال، ولكن استمر الهدوء في "جيمس بارك"، تعاقد وحيد بضم ساندرو تونالي من ميلان وآخر وشيك بالتعاقد مع هارفي بارنس من ليستر، وبعيد عن سياسة هيستريا البحث عن النجوم وإنفاق الأموال بلا حساب التي أثبتت فشلاً ذريعاً بالسنوات الماضية.

"الصبر" كان مفتاح سيتي نحو ثلاثية الموسم الماضي، الإدارة كانت صبورة في بناء مشروعها وتعلمت من أخطاء سابقتها القادمة من تايلاند، ومن الجار تشيلسي في لندن ومشروع رومان أبراموفيتش صاحب النجاح الباهر.

حتى بيب جوارديولا نفسه انتظر سبعة أعوام ليحقق مراده بدوري الأبطال مع مواطني مانشستر، ولم ينقاد للانتقادات والهجوم الإعلامي الذي وصف الفريق بالفاشل بسبب معادلة صرف الأموال وعدم تحقيق ذات الأذنين.

نفس ذلك الصبر لم يكن موجوداً في مشروع مماثل ودائم المقارنة مع سيتي في صورة باريس سان جيرمان، نعم أتت الإدارة القطرية بأفضل الأسماء وألمعها في كل المراكز بداية من الإدارة وحتى أرضية الميدان، ولكن أطولهم لم يعمر لثلاثة أو أربعة أعوام، ومن أطال البقاء مثل كيليان مبابي ونيمار أصبح عدواً للجماهير وغير مرغوب بخدماته.

إدارة نيوكاسل يبدو وأنها تعلمت الدرس ودرست جيداً التجارب الشبيهة، والتعقل في الميركاتو والتعاقد مع إيدي هاو والبناء التدريجي لفريق قادم لمقارعة الكبار، ليس فقط محلياً ولكن أوروبياً، كلها علامات تشير إلى ذلك.

احتاج تشيلسي قرابة 10 أعوام لتحقيق دوري الأبطال وسيتي 15، ولكن خلال تلك السنوات كانت رحلة طويلة مليئة بالصعود والهبوط لبلوغ القمة والأهم البقاء فيها، عكس باريس الذي لا يزال يتخبط رغم الأموال المصروفة، وبين إنجلترا شمالاً وفرنسا جنوباً يبدو وأن نيوكاسل اختار الصعود لأعلى وبدأ تلك الرحلة الطويلة والشاقة بسلوك الدرب الصحيح، بانتظار ظهوره بعد غياب في الساحة القارية، ومن يعلم، قد تحدث مفاجأة تختصر عليه الطريق وتقوده خطوات مستقبلية للأمام!

إعلان