أعلن نادي ريال مدريد عن شراكة تكنولوجية رائدة مع شركة آبل، تهدف إلى تحويل ملعب "سانتياجو برنابيو" إلى تجربة غامرة غير مسبوقة، فيما وصفه فلورنتينو بيريز رئيس النادي بـ"البرنابيو اللانهائي".
AFPفيلم وثائقي حصري عن البرنابيو
الشراكة بين الطرفين تجسدت في إنتاج فيلم وثائقي حصري مخصص لجهاز Apple Vision Pro، والمقرر عرضه عام 2026.
وقد تم تصوير العمل باستخدام أكثر من ثلاثين كاميرا متطورة من نوع "بلاك ماجيك"، ليغطي تفاصيل دقيقة من أجواء النادي، بدءًا من نفق اللاعبين وصولًا إلى أرضية الملعب، وذلك خلال مباراة دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس في 22 أكتوبر الماضي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن توسع آبل في عالم الرياضة، حيث دمجت الشركة لقطات مصورة بهاتف iPhone 17 Pro في بث احترافي، عززت حضورها في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS)، وأطلقت تطبيق Apple Sports في إسبانيا منذ سبتمبر الماضي.
Getty Images Sport"الإنترنت وُجد من أجل ريال مدريد"
التحالف الذي جمع بيريز مع إيدي كيو، نائب رئيس الخدمات في آبل، تم الإعلان عنه من قلب البرنابيو، حيث استعرض رئيس ريال مدريد مزايا الاتفاقية.
وأكد فلورنتينو بيريز، في مقابلة مع مجلة GQ أن "الإنترنت وُجد من أجل ريال مدريد"، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية لا تزال قائمة لأنها تتيح للجماهير التواصل ومتابعة الفريق من أي مكان في العالم.
مشروع "البرنابيو اللانهائي"
الركيزة الأساسية للشراكة هي مشروع "البرنابيو اللانهائي"، الذي يهدف إلى منح أي مشجع حول العالم فرصة عيش أجواء المباريات وكأنه داخل الملعب فعليًا، عبر تقنيات الواقع الافتراضي الغامر.
وأوضح بيريز، أن هذه التجربة ستفتح أبواب البرنابيو أمام الكوكب بأسره، بلا حدود، وبمستوى تقني سيشكل نقطة تحول في عالم الرياضة.
كما يشمل التعاون تطوير تطبيق Apple Wallet ليمنح الجماهير تجربة سلسة منذ مغادرتهم منازلهم وحتى وصولهم إلى مقاعدهم في الملعب، مع ميزات مثل الدخول السريع، الدفع الإلكتروني، الخرائط التفاعلية، وحتى توصيات موسيقية.
بيريز وصف هذه المرحلة بأنها "عصر بلا وسطاء"، مؤكدًا أن النادي يدخل حقبة جديدة من التحول الرقمي، تتيح له التواصل المباشر والفوري مع جماهيره بطريقة شخصية أكثر من أي وقت مضى.
خطوة جديدة من طموح بيريز
يهدف بيريز إلى جعل ريال مدريد، أقوى أندية العالم، ومن ضمن خطواته لتحقيق حلمه، أعلن في مطلع الشهر الحالي تدشين "سوق برنابيو"، والذي عبارة عن مساحة راقية ضخمة مخصصة للمطاعم والمحلات الفخمة، ويقع هذا السوق في منطقة إستراتيجية داخل الملعب، حيث يمكن الوصول إليه مباشرة من خلال "بلازا دي لوس ساجرادوس كورازونيس"، وتحديدًا أسفل البوابة رقم 45.
يقف خلف هذا المشروع الطموح مجموعة "أمييكاليا"، وهي واحدة من الأسماء البارزة في قطاع الضيافة والمطاعم الفاخرة، وذلك عبر ذراعها التشغيلي "ريستانيما"، وقد كشفت مصادر إعلامية إسبانية مطلعة أن المجموعة وقعت عقد امتياز مع نادي ريال مدريد يمتد لعشر سنوات قادمة، مما يعكس الثقة الكبيرة في نجاح هذا النموذج التجاري.
AFPالجانب الآخر: برشلونة يعود إلى كامب نو
وفي الوقت نفسه، يستعد الغريم برشلونة لخوض أول لقاء رسمي على أرضية كامب نو منذ مايو 2023، وذلك عندما يستضيف أتلتيك بيلباو، في الدوري الإسباني يوم السبت المقبل على ملعبه التاريخي، الذي يشهد إعادة افتتاح جزئية بعد فترة من الإغلاق.
مباراة السبت المقبل تحمل رمزية خاصة لمشجعي برشلونة، إذ ستشهد عودة الفريق إلى ملعب كامب نو بعد غياب دام موسمين كاملين بسبب أعمال التجديد.
وقد صادق المجلس على المرحلة 1B من المشروع، بما يتيح حضور 45,401 مشجع في أول مواجهة تنافسية على أرضية الملعب التاريخي منذ مايو 2023.وأجرى النادي الكتالوني سلسلة من التحديثات شملت تحسين الوصول والحركة الداخلية، تركيب أنظمة درابزين جديدة، اعتماد بوابات تذاكر رقمية، وتجديد غرف تبديل الملابس ونفق اللاعبين، ضمن مشروع ضخم بلغت تكلفته نحو 900 مليون يورو.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حضر 23 ألف مشجع جلسة تدريب مفتوحة، شكلت فرصة للجماهير للاطلاع على الأقسام التي أعيد بناؤها.
وكانت الخطط الأولية قد حددت أواخر عام 2024 موعدًا لإعادة الافتتاح الجزئي، غير أن تأخيرات البناء، وفحوصات السلامة، ومخاوف متعلقة بمسارات الوصول دفعت الجدول الزمني إلى التأجيل. حتى أن برشلونة اضطر للتخلي عن إقامة كأس خوان جامبر في كامب نو، وافتتح موسمه بدلًا من ذلك في استاد يوهان كرويف الذي يتسع لـ 6 آلاف مقعد.
ومن المقرر أن تكتمل أعمال التجديد في يونيو 2026، ليصل السعة النهائية للملعب إلى 105 آلاف مقعد، ما سيجعل كامب نو أكبر ملعب في أوروبا.



