بدأت قصة كاسياس مع المنتخب الإسباني في الثاني من سبتمبر عام 2000، حين شارك وهو في التاسعة عشرة من عمره في مباراة البوسنة ضد إسبانيا، ولم يكن أحد يتوقع أن ذلك الشاب سيجمع لاحقًا 161 مباراة دولية، ليصبح رمز الحقبة الذهبية في تاريخ الكرة الإسبانية.
وكانت بدايته مزيجًا من البراءة والرهبة، تلك التي يحملها من لا يعلم بعد أنه مقدر له أن يغيّر كل شيء، ففي التاسع والعشرين من يونيو 2008، توقفت معاناة إسبانيا أخيرًا بعد سنوات طويلة من الإحباط.
كان كاسياس هو من رفع كأس أوروبا في فيينا، اليوم الذي انتهت فيه اللعنة، قبل ذلك، كان حاسمًا في ركلات الترجيح أمام إيطاليا، حين تصدى لتسديدتي دي روسي ودي ناتالي، فاتحًا بابًا ظل مغلقًا لعقود.، حينها قال زميله خوان كابديفيلا: "قلت لكاسياس إنه إله". وبالنسبة لبلد بأكمله، كان كذلك بالفعل.
ذلك اليوم كان الشرارة التي أطلقت حقبة لا تتكرر، إذ فازت إسبانيا ببطولتي أوروبا وكأس العالم على التوالي، في إنجاز غير مسبوق، وتحول ذلك الوقت إلى عصر ذهبي جمع كل أنواع المواهب: سحر إنييستا، رؤية تشافي، أهداف دافيد فيا، صلابة بويول، لكن ربما لم يكن أحد أكثر ثباتًا وحسمًا من إيكر كاسياس، حيث كان القائد الذي حافظ على تماسك الفريق في لحظات الارتباك، والزعيم الصامت الذي يظهر دائمًا في أصعب الظروف.