Gattuso 2-1GOAL

هالاند ورفاقه عقدوا المهمة.. إيطاليا تحتاج معجزة للتأهل إلى كأس العالم 2026!

اقتربت تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 من مراحلها الحاسمة، ومعها اشتد الصراع بين كبار القارة على المقاعد الثمينة في البطولة الأهم على مستوى العالم. وبينما تواصل النرويج عروضها الهجومية الكاسحة بقيادة إرلينج هالاند، يحاول المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب جينارو جاتوزو إنقاذ الموقف وإحياء آمال مستحيلة للآزوري في الوصول إلى المونديال بعد غيابهم المثير للجدل عن نسختي 2018 و2022.

النرويج، التي سحقت إستونيا بنتيجة 4–1 في الجولة السابعة من التصفيات، أصبحت على أعتاب إنجاز تاريخي بفضل تفوقها الكبير في فارق الأهداف، إذ تملك +29 بعد سبع مباريات فقط، لتضع إيطاليا أمام مهمة شبه مستحيلة — قلب فارق يبلغ 19 هدفًا خلال الأيام الأربعة المقبلة فقط، أي أن الإيطاليين بحاجة لتسجيل 20 هدفًا منها ما يجب أن يسجل أمام النرويج نفسها في الجولة الأخيرة من عمر التصفيات والتي ستجمع الفريقين بعضهما ببعض.

الأرقام تصب في مصلحة المنتخب الإسكندنافي، ورغم الطموح الإيطالي الذي لا يزال حاضرًا، خصوصًا في ظل الأداء المتصاعد للفريق منذ تولي جاتوزو القيادة الفنية، إلا أن الفارق المهول من الأهداف يجعل التأهل المباشر للإيطاليين أمرًا شبه مستحيل.

  • إيطاليا تستعد لـ"سحق مولدوفا"

    وقبل المباراة المنتظرة ضد مولدوفا على ملعب زيمبرو، أعلن جاتوزو تشكيل المنتخب الإيطالي الذي يخوض اللقاء في إطار الجولة السابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

    وجاء التشكيل كالتالي: فيكاريو في حراسة المرمى، وأمامه رباعي الدفاع بيلانوفا – مانشيني – بونجيورنو – كامبياسو، وفي خط الوسط تونالي – كريستانتي، بينما يقود الهجوم الثلاثي راسبادوري – أورسوليني – زاكاني خلف المهاجم الصريح سكاماكا.

    تشكيلة هجومية واضحة من جاتوزو الذي يبدو مصممًا على تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف، ليس فقط من أجل الفوز، بل أيضًا لمحاولة تقليص فارق الأهداف مع النرويج.

  • إعلان
  • حسابات مستحيلة

    دخل المنتخب الإيطالي اللقاء وهو في المركز الثاني برصيد 15 نقطة، متأخرًا بست نقاط فقط عن النرويج المتصدّرة (مع الوضع في الاعتبار خوض النرويج مباراة أكثر). وبحسب نظام التصفيات الأوروبية، يتأهل المتصدر من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، فيما تذهب الفرق صاحبة المركز الثاني إلى الملحق الأوروبي، إلى جانب أفضل أربعة منتخبات من دوري الأمم الأوروبية 2024–25 ممن لم تحتل المركزين الأول أو الثاني في مجموعاتها.

    وبالتالي، فإن مباراة مولدوفا تمثل فرصة حاسمة للآزوري، الذي لا يملك رفاهية فقدان أي نقطة، خصوصًا مع اقتراب نهاية مشوار التصفيات. الفوز وحده قد لا يكون كافيًا، إذ سيحتاج الفريق أيضًا إلى انتصار بأكبر فارق ممكن من الأهداف للحفاظ على الأمل الضئيل في خطف الصدارة من النرويج.

  • Italy v Israel - FIFA World Cup 2026 QualifierGetty Images Sport

    جاتوزو قلب الموازين

    بداية الأزوري في التصفيات لم تكن مثالية؛ فقد خسر الفريق أمام النرويج في أولى مبارياته، ما أثار موجة من الانتقادات تجاه المدرب السابق لوتشيانو سباليتي، قبل أن تقرر إدارة الاتحاد الإيطالي إقالته بعد الجولة الثانية رغم الفوز على مولدوفا بهدفين دون رد سجلهما راسبادوري وكامبياسو.

    تعيين جينارو جاتوزو كان بمثابة نقطة تحول؛ المدرب المعروف بروحه القتالية نجح سريعًا في إعادة الانضباط والحماس إلى الفريق، ليقوده إلى أربعة انتصارات متتالية، أبرزها الفوز الساحق 5–0 على إستونيا، ثم 3–0 على إسرائيل، في أداء هجومي متوازن جمع بين القوة والسرعة والضغط العالي.

    ومنذ توليه المسؤولية، خاض جاتوزو خمس مباريات مع المنتخب، فاز في جميعها، مسجلًا 18 هدفًا مقابل 5 أهداف استقبلها مرماه. وحقق أيضًا رقمًا تاريخيًا، إذ أصبح أول مدرب منذ عام 1949 يفوز في مبارياته الثلاث الأولى مع الأزوري ويسجل خلالها ثلاثة أهداف أو أكثر، وهو إنجاز يعكس عودة الشخصية الهجومية للكرة الإيطالية بعد سنوات من التراجع التكتيكي.

    في المقابل، يدخل منتخب مولدوفا اللقاء وهو في المركز الخامس والأخير برصيد نقطة واحدة فقط من ست مباريات، بعد أن فشل في تحقيق أي فوز مكتفيًا بتعادل وحيد وخمس هزائم. تاريخيًا، الكفة تميل بشكل كاسح لمصلحة إيطاليا؛ فمولدوفا لم تفز أو تتعادل في أي من المواجهات الخمس السابقة بين المنتخبين، وكان آخرها فوز الآزوري 2–0 في روما.

    ومع أن المباراة تبدو محسومة على الورق، فإن جاتوزو يدرك تمامًا أن أي تهاون قد يكون قاتلًا، خصوصًا أن الأهداف ستكون عاملًا حاسمًا في تحديد المتأهل المباشر. لذلك يتجه المدرب الإيطالي إلى الهجوم الكامل منذ الدقيقة الأولى على أمل تحقيق فوز كبير يضخ روحًا جديدة في المعسكر الإيطالي.

  • السيناريوهات الأخيرة لتحقيق المعجزة

    تحقق "نصف الهدف"، حيث انتصرت إيطاليا أمام مولدوفا بثنائية نظيفة، وتقلص الفارق النقطي مع النرويج إلى 3 نقاط قبل أن يخوض المنتخبان مباراتهما المقبلة، لكن يبقى فارق الأهداف (+29 للنرويج مقابل +12 لإيطاليا) العائق الأكبر أمام الآزوري.

    الآن يحتاج الفريق الإيطالي الفوز بنتيجة 9-0 أمام النرويج في الجولة الثامنة (الأخيرة) من التصفيات، والمقرر لها 16 من نوفمبر الجاري، لتحقيق المعجزة بخطف الصدارة من هالاند ورفاقه ومن ثم التأهل المباشر لكأس العالم 2026.

    وبينما تحلم النرويج بالعودة إلى المونديال للمرة الأولى منذ عام 1998، يواصل الأزوري سعيه لاستعادة مكانه الطبيعي في قمة كرة القدم العالمية.

    ربما تُحسم الأمور بالأرقام، رغم الروح الإيطالية التي يعيد جاتوزو إشعالها والتي يصعب أن تجعل المعادلة الصعبة ممكنة، ولو في الدقائق الأخيرة من هذا التصفيات المثيرة.

    مهما كانت نتيجة السباق، فإن المنتخب الإيطالي تحت قيادة جاتوزو لا يبدو مرشحًا للتأهل المباشر، وقد يكون هذا مضافًا إلى صفحتي الفشل في 2018 و2022، وقد تتعقد الحسابات في الملحق من يدري؟.