GOAL ONLY Modric GFXGoal AR

مودريتش البديل: ​​روح مدريد تطارد ميسي.. وبيريشيتش يكتب التاريخ في ليلة الجيل الذي لا يموت!

على الورق، كان مباراة ميتة، مواجهة تحصيل حاصل في بودجوريتشا ضد مونتينيجرو بعد أن ضمنت كرواتيا التأهل رسميًا الأسبوع الماضي. 

المنطق يقول إنها مباراة للراحة، للتبديلات، وحتى للخسارة غير المؤثرة، خاصة وأن الخصم يلعب على أرضه بكامل دوافعه، وبالفعل، كانت كرواتيا متأخرة بثنائية في الشوط الأول.

لكن المنطق يتوقف عندما يكون الجيل الذهبي لكرواتيا هو من في الملعب، شخصية البطل التي اكتسبها هؤلاء اللاعبون في ريال مدريد وتوتنهام وإنتر ميلان ونهائي كأس العالم والمركز الثالث فيه لا تعترف بالمباريات الميتة. 

الهزيمة مرفوضة، حتى لو كانت ودية أو مباراة تحصيل حاصل، ما حدث في الدقائق الأخيرة من المباراة هو ملخص لمسيرة هذا الجيل: مزيج من الروح التي لا تموت، و الدهاء الذي لا يخطئ، و المشروع الشخصي لكسر الأرقام.

  • Montenegro v Croatia - FIFA World Cup 2026 QualifierGetty Images Sport

    البطل الحقيقي.. إيفان بيريشيتش

    قبل أن نتحدث عن السباق الذي يتابعه الإعلام العالمي، يجب أن نتوقف عند البطل الحقيقي للمباراة، إيفان بيريشيتش لم يكن يلعب مباراة هامشية، بل كان يخوض مباراته رقم 150 بقميص كرواتيا، إنه رقم لا يصل إليه إلا العظماء.

    بيريشيتش، المحرك و الجندي المجهول لهذا الجيل، رفض أن يمر هذا الرقم كحدث عابر، وهو متأخر في النتيجة، تقدم لتسديد ركلة الجزاء في الدقيقة 37، وسجل هدفه رقم 38، ليقترب خطوة أخرى من دافور شوكر الهداف التاريخي، أن يسجل جناح بهذا الحجم من الأهداف هو شهادة على ثبات مستواه الخارق.

    لقد كان بيريشيتش هو الروح التي قلبت النتيجة، هو المحارب الذي يرفض الخسارة، وهو من مهد الطريق لعودة الفريق.

    وبينما كان الإعلام ينتظر الأسطورة الأخرى على الدكة، كان بيريشيتش هو من يكتب التاريخ فعليًا على أرض الملعب، كعادته دائمًا: يعمل في صمت، يضحي في مركزه، ويسجل في الأوقات الحاسمة.

  • إعلان
  • Montenegro v Croatia - FIFA World Cup 2026 QualifierGetty Images Sport

    روح مدريد.. القتال حتى النهاية

    رغم أن لوكا مودريتش بدأ على الدكة لإراحته بعد أن حسم التأهل في الماتش السابق، إلا أن روحه كانت في الملعب.

    الفريق المتأهل، والمتأخر بثنائية، رفض الاستسلام، هذه هي روح مدريد التي زرعها مودريتش في فريقه: نحن لا نخسر، حتى وإن كان قد انتقل لميلان ويستعد للديربي الأول له الاسبوع القادم.

    هذه العقلية، عقلية القتال حتى الدقيقة الأخيرة، هي سمة الأندية الكبرى التي انتقلت بالعدوى إلى الحمض النووي للمنتخب الكرواتي.

    المنتخب الكرواتي استدعى شخصية قائده، وقلب النتيجة في الدقائق القاتلة، لم يكن مودريتش هو من سجل، لكنه كان السبب في أن الفريق لم يستسلم من الأساس، وعندما احتاج الفريق إلى تأمين الفوز، جاء دور المايسترو.

  • Montenegro v Croatia - FIFA World Cup 2026 QualifierGetty Images Sport

    المايسترو.. 12 دقيقة بصفر أخطاء

    في الدقيقة 78، وبعد أن أصبحت النتيجة 2-2، قرر المدرب زلاتكو داليتش أن يؤمّن الفوز، من يستطيع قتل المباراة وإدخال الهدوء بعد الفوضى؟ إنه لوكا مودريتش.

    نزل مودريتش لآخر 12 دقيقة، أرقامه في هذه الدقائق مرعبة في دقتها: 22 لمسة، 19 تمريرة بنسبة نجاح 100%، 2 كرات طويلة صحيحة 100%.

    هو لم ينزل ليقاتل، بل نزل ليقود، لم يساهم في صناعة الفوز، بل جاء ليضمن عدم ضياعه.

    لقد حوّل الضغط في الدقائق الأخيرة إلى حصة تدريبية في التمرير، استلام، تسليم، والاحتفاظ بالكرة، وحرمان الخصم تمامًا من فرصة العودة في النتيجة، لقد أثبت أن الجودة لا تحتاج إلى 90 دقيقة، وأن المايسترو لا يخطئ حتى وهو قادم من على مقاعد البدلاء.

  • kroatien-modric-1200Getty Images

    المشروع 194.. مطاردة ميسي

    وهنا يأتي الدهاء الحقيقي، و السر وراء التبديل، لماذا ينزل مودريتش صاحب الـ 40 عامًا في مباراة ميتة في الدقيقة 78؟ الإجابة: المشروع القومي لكسر الأرقام.

    هذه الـ 12 دقيقة لم تكن مجرد تكريم، بل كانت خطة، لقد كانت المواجهة الدولية رقم 194 في مسيرة مودريتش، هو يدرك أن سباقه الأخير الآن هو ضد التاريخ، في معركة شخصية وإحصائية ضد أساطير جيله.

    لقد استغل مودريتش والمدرب داليتش هذا الماتش الهامشي ليضيف رقمًا جديدًا في عداده، لقد تواطأ بالمعنى الإيجابي لضمان أن مودريتش يقلص الفارق مع ليونيل ميسي صاحب الـ 196 مباراة إلى مباراتين فقط في هذا التوقف الذي لعب فيه ليونيل مباراة واحدة فقط، هذا السباق ضد الزمن وضد أساطير مثل ميسي ورونالدو أصبح هدفًا بحد ذاته.

    بيت القصيد هنا إنها ليلة كرواتيا الكاملة: بيريشيتش المحارب كتب تاريخه بـ 150 مباراة وهدف، ومودريتش المايسترو أثبت كماله بـ 100% دقة تمرير، وفي نفس الوقت، خطا خطوة ذكية في سباقه نحو الخلود، ليثبت أن الجيل الذهبي لا يعرف كيف يخسر، ولا يتوقف عن صناعة التاريخ.