Salah benched GFXGetty/GOAL

استفزوا صلاح فكانت هذه النتيجة .. كاريراس لم يكن مستعدًا لسحر "ملك أنفيلد" والدواء لا يزال على دكة ريال مدريد!

يبدو أن أفضل طريقة يمكنك استخدامها لإعادة محمد صلاح إلى أفضل مستوياته هي استفزازه، وهذا بالضبط ما فعله أرني سلوت وأثبت صحته أمام أستون فيلا في الدوري الإنجليزي وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا.

ليفربول نجح في حسم المعركة الأهم من الجولة الرابعة لمرحلة الدوري لصالحه، بعدما فاز على ريال بهدف نظيف سجله أليكسيس ماك أليستر من كرة رأسية في شباك المتألق تيبو كورتوا.

الحارس البلجيكي كان رجل المباراة الأول بلا منازع، تصدى لـ8 كرات أغلبها من أهداف محققة، وبدونه كان من الممكن أن يخرج ريال مدريد بهزيمة ثقيلة وكارثية على ملعب أنفيلد.

ولكن! لا تدع تألق كورتوا ينسيك ملك أنفيلد الحقيقي، محمد صلاح كان عنصرًا حاسمًا لليفربول في انتصار الليلة، حتى وإن لم يسجل أو يصنع أي أهداف .. 

  • FBL-EUR-C1-LIVERPOOL-REAL MADRIDAFP

    لقد عاد إليكم من جديد

    محمد صلاح كان بمثابة "الكابوس" لألفارو كاريراس الليلة، وتسبب في تحجيم القدرات الهجومية لظهير ريال مدريد، مما أدى بالتبعية إلى غياب الدعم عن البرازيلي فينيسيوس جونيور.

    رغم المستوى المحبط لريان جرافنبرخ الذي لعب من خلفه في وسط الملعب، إلا أن صلاح وجد نفسه من جديد وشكل خطورة هائلة على مرمى تيبو كورتوا حتى وإن لم يسدد كثيرًا، لأن دوره الليلة كان منصبًا على مساعدة من حوله.

    الجميع تحدث عن أرقامه السلبية فيما يخص المراوغات في الدوري الإنجليزي، ليرد الدولي المصري اليوم بـ5 مراوغات أمام خصم بحجم ريال مدريد، وهو نفس الرقم الذي حققه أمام أستون فيلا في المباراة الماضية.

    انتصار ليفربول مع تحسن مستوى صلاح في آخر مباراتين، يعكس لنا مدى التأثير الهائل له على الفريق معنويًا وفنيًا، واعتباره قطعة لا غنى عنها بتشكيل المدرب آرني سلوت مهما تعاقد النادي الإنجليزي مع صفقات جديدة.

  • إعلان
  • Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

    الداء في الملعب والدواء على دكة ريال مدريد

    صاحب الـ33 سنة تألق على المستوى الجماعي ومنظومة ليفربول، ولكنه لم يهدد مرمى ريال مدريد مثلما فعل دومينيك سوبوسلاي أو هوجو إيكيتيكي، وهذا أمر يمكن ربطه بأحد العناصر التي جلست اليوم على دكة ريال وهو ترنت أرنولد، الذي دخل كبديل غير مؤثر في الشوط الثاني.

    كونر برادلي لاعب واعد يمتلك قدرات جيدة، ولكنه مثل جيريمي فريمبونج وأي مدافع أيمن آخر لدى الريدز هذا الموسم، لا يمتلك المفتاح الذي احتفظ به أرنولد طوال فترة تواجده مع صلاح في ليفربول، وهو تفاهمه مع الدولي المصري وإمداده المستمر له بالتمريرات في ظهر المدافعين.

    مستوى برادلي لم يكن سيئًا، على العكس تمامًا، اللاعب كان من ضمن الأفضل في الريدز، وقاد هجمة مرتدة كادت أن تؤدي إلى هدف لولا قيام فينيسيوس جونيور بعرقلته، وتصدى للبرازيلي في العديدات من الكرات التي لُعبت من حوله.

    ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن أرنولد لاعب من الطراز العالمي، نجح في الانسجام مع صلاح داخل وخارج الملعب، ويعرف جيدًا الأماكن التي يتحرك بها صلاح في مختلف الحالات سواء الهجمات المنظمة أو المرتدات، وبرادلي بحاجة للكثير من الوقت لتعلم ذلك.

    أرني سلوت سبق أن تحدث عن الأمر عندما وقع الجدل حول جلوس صلاح أمام آينتراخت فرانكفورت، ولا يمكن إنكار تأثيره على الدولي المصري، حتى وإن تألق وتحسن كثيرًا الليلة عن أي مباراة أخرى.

    الغريب أن أرنولد نفسه يبدو أنه يفتقد صلاح، الأمر وصل به إلى الجلوس على الدكة في غياب داني كارباخال، والدفع بفيديريكو فالفيدري" لاعب وسط" بدلًا منه، للتأكيد بأن تلك الصفقة شهدت خسارة ليفربول وصلاح والدولي الإنجليزي نفسه "حتى الآن"، وربما يندم عليها ريال مدريد لاحقًا.

  • Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

    بالأرقام .. ماذا قدم صلاح أمام ريال مدريد؟

    نجم الريدز لم يسجل ولم يصنع أي أهداف، ولكنه لعب تمريرتين مفتاحيتين بمواقع حاسمة في ملعب الفريق الخصم، ولعب عرضية واحدة ناجحة من أصل 3 محاولات.

    وبالنسبة لدقة التمريرات، فقد وصلت نسبة نجاحه إلى 65% بمجموع 11 تمريرة صحيحة من أصل 17، منهم 4 تمريرات في منتصف ملعب الفريق الخصم، وسدد كرتين تم التصدي لهما، ولم يصوب أي كرة على المرمى.

    ولمس صلاح الكرة في 43 مناسبة، وقام بـ5 مراوغات ناجحة من أصل 10، وفقد الكرة 18 مرة ولم يقطعها واستخلصها في مرة أخرى.

    ومن العلامات الأبرز لصلاح في هذه المباراة كانت في المواجهات الفردية مع الخصم، حيث فاز بـ9 التحامات أرضية من أصل 18 وتسبب في معاناة حقيقية لكاريراس، ودخل في التحام هوائي واحد فاز به.

  • FBL-EUR-C1-LIVERPOOL-REAL MADRIDAFP

    هكذا يعود محمد صلاح

    الأمر ليس بجديد على نجم روما وفيورنتينا وتشيلسي السابق، عندما تستفزه يُخرج أفضل ما عنده، وهذا ما ظهر لنا بوضوح خلال الموسم الجاري، الذي ظن البعض أنه سيشهد نهايته تمامًا في الملاعب الإنجليزية.

    اللاعب خضع لحملة من التشكيك والهجوم في الفترة الأخيرة، لا تتناسب أبدًا مع كم التأثير الذي قام به منذ قدومه لليفربول في 2017، ومساهمته في تغيير تاريخ الريدز بمساعدة يورجن كلوب وأليسون بيكر وفيرجيل فان دايك وساديو ماني وغيرهم.

    شخصية صلاح لا تهرب من التحديات، بل تواجهها وترحب بها، وعقليته تعتبر من أهم أسرار نجاحه، لذلك إمكانية تخطيه لمحنة هذا الموسم وعودته لأفضل مستوياته أمر وارد، ولكنها لم تحدث بعد.

    المواعيد القادمة ستكون بمثابة اختبارات جديدة لصلاح، وستكشف لنا إن كان لا يزال يتمتع بالصلابة الكافية لمواجهة الهجوم العنيف والانتقادات أم لا، والفوز على ريال مدريد يأتي بمثابة الأنباء السارة لعشاقه ولجماهير الريدز، بأن ملك أنفيلد لم يفقد بريقه بعد!