GOAL ONLY Salah gfxGoal AR

احذروا مما تتمنون.. "جحيم يناير" سيصفع الجميع: هل صلاح هو العبء أم طوق النجاة؟

في أنفيلد تحترق الأرض، والكل يبحث عن كبش فداء! وسط العواصف التي تعصف بقلعة الريدز هذا الموسم، ومسلسل السقوط الحر الذي لا ينتهي، يبدو أن هواية جلد الذات انتقلت من المدرجات إلى استوديوهات التحليل.

 لم يعد الأمر مجرد نقد تكتيكي لآرني سلوت، بل تحول إلى موضة يتبناها أساطير النادي وأساطير الخصوم بالتصويب المباشر نحو الرأس الأكبر، محمد صلاح.

واين روني يخرج بتصريح صادم يطالب بإبعاد الملك المصري إلى دكة البدلاء بحجة التكاسل الدفاعي؟ وجيمي كاراجر يسن سكاكينه اليوم منتقدًا صمت القائد ومقارنته بفيرجيل فان دايك؟ يا له من جنون! يجد صلاح نفسه وحيداً في مرمى نيران صديقة، وكأن الجميع نسوا أو تناسوا أن ما يحدث ليس إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة، فالقدر يطبخ لليفربول ومنتقديه سيناريو دراميًا في يناير المقبل؛ اختبار سيكشف الحقائق عارية بلا رتوش.

  • Arne Slot Mo SalahGetty

    روني وكاراجر، الهروب من جحيم الصفقات الوهمية

    لنكن قاسيين قليلاً في طرحنا، تصريحات الجولدن بوي روني عن استهداف الخصوم لجبهة ليفربول اليمنى ليست إلا ذرًا للرماد في العيون، وقراءة سطحية لأزمة أعمق تنخر في جسد الفريق.

    ليفربول قرر في الصيف الماضي القيام بانقلاب في خط الهجوم؛ ضحى بلويس دياز وداروين نونيز، وعلق أحلامه على شماعة السويدي ألكسندر إيزاك كمنقذ، والفرنسي هوجو إيكتيكي للمستقبل، لكن، ماذا حدث على العشب الأخضر؟

    لغة الأرقام لا تعرف المجاملات، وهي تصفع العاطفة الجماهيرية بلا رحمة، صلاح، الذي يصفونه اليوم بالعبء واللاعب المنتهي، لا يزال هو الشريان الوحيد الذي يضخ الدماء في قلب الفريق الميت؛ 12 مباراة في الدوري، 4 أهداف، وتمريرتان حاسمتان (6 مساهمات).

    قد تقولون إنها أقل من أرقام صلاح الخرافية، أتفق معكم، لكن المفارقة الصادمة تظهر عندما نضعها بجوار أرقام ثورة الهجوم الجديدة.

    تخيلوا أن هوجو إيكتيكي سجل 3 أهداف وصنع واحداً، بينما الصفقة الحلم ألكسندر إيزاك لم يهز الشباك إطلاقاً في 5 مباريات واكتفى بأسيست يتيم! نعم، ما قرأتموه صحيح، ثنائي الهجوم الجديد مجتمعين لم يقدما سوى 5 مساهمات، أي أقل من صلاح بمفرده! 

    نحن أمام حقيقة مرعبة: الفرعون بقدم واحدة واحدة يتفوق رقمياً على مهاجمي الفريق الجدد معاً، فعن أي عبء تتحدث يا روني؟ وهل تشاهدون نفس المباريات التي نشاهدها؟

    Salah number gfxGoal AR

  • إعلان
  • هدية الكاف المفخخة

    والمثير للسخرية في هذا المشهد العبثي، أن أمنية روني وكاراجر بإخفاء صلاح عن الصورة ستتحقق أسرع مما يتخيلون، ولكن ليس بقرار فني شجاع، بل بفرمان قاري لا مفر منه.

    كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب تدق الأبواب، ومعها سيحزم الهداف الكبير حقائبه للالتحاق بكتيبة الفراعنة في النصف الثاني من ديسمبر.

    هنا، وهنا فقط، ستسقط النظريات ويبدأ الواقع المؤلم في صفع الوجوه، ليفربول سيجد نفسه عارياً تماماً في فترة البوكسينج داي الحاسمة ومطلع العام الجديد، لن تكون مجرد مباريات في الروزنامة، بل بروفة عملية للموت السريري؛ كيف سيبدو شكل ليفربول بلا درعه وسيفه؟

  • Bukayo Saka Mohamed Salah Arsenal Liverpool GFXGOAL

    جدول الرعب، من يواجه المدفع؟

    نظرة سريعة على الجدول قد تصيبك بالدوار، سيغيب الرقم 11 عن معارك تكسير عظام قد تعصف بما تبقى من موسم الفريق المترنح.

    مواجهات بدنية طاحنة ضد توتنهام وولفرهامبتون وليدز يونايتد، ثم رحلة محفوفة بالمخاطر إلى الكرافيج كوتاج لمواجهة فولهام، لكن الرعب الحقيقي، التاريخ الحقيقي سيكتب يوم 8 يناير، عندما يحل الريدز ضيوفاً على آرسنال في قمة الموسم بملعب الإمارات والتي إذا فاز بها المدفعجية قد يكون طريقهم نحو اللقب مفتوحًا.

    في تلك الليلة الباردة، عندما ينظر أرتيتا ولاعبو الجانرز إلى تشكيل ليفربول ولا يجدون كابوسهم الدائم في الجناح الأيمن، سيتنفسون الصعداء بعمق. غياب صلاح لا يعني فقط غياب الأهداف، بل غياب الرهبة التكتيكية، فصلاح بوقوفه فقط يجبر الخصوم على تثبيت لاعبين لمراقبته، ما يمنح الأكسجين لزملائه. بدونه؟ سيتحرر ظهير آرسنال الأيسر ليدهس دفاع ليفربول الهش.

    السؤال الذي يجب أن يؤرق مضاجع الإدارة والمنتقدين: من سيعوض الأسطورة أمام ترسانة المدافع اللندنية؟

    هل نراهن على إيزاك التائه؟ أم ننتظر انفجار إيكتيكي في مباراة بحجم نهائي؟ الواقع يصرخ بأن الفريق بدون صلاح يفقد هويته وشراسته، سحب حجر الأساس من مبنى متصدع لن يرممه، بل سيسقطه فوق رؤوس الجميع.

  • MOhamed Salah Liverpool 2025Getty Images

    بيت القصيد: الصمت الأبلغ

    محمد صلاح لن يحتاج لميكروفون للرد على نقد كاراجر، ولن يضيع وقته في كتابة ستوري لإحراج روني، الرد الحقيقي والقاسي سيأتي من المستطيل الأخضر في غيابه. 

    عندما يعجز ليفربول الجماعي المزعوم عن فك شفرات الدفاعات المتكتلة في صقيع يناير، وعندما يبحث القائد فان دايك بعينيه عمن يروض كراته الطولية فلا يجد سوى السراب، سيدرك الجميع حينها الفارق الشاسع بين لاعب يؤدي واجبه الدفاعي كما يحلمون، وبين أسطورة تجلب النقاط والحياة، حتى لو كان يمر بأسوأ فترة في مسيرته الكروية.

    شهر يناير سيكون قاسيًا ومظلماً جداً في الميرسيسايد، ليس بسبب طقس إنجلترا الكئيب، بل لأن شمس الفريق ستكون مشرقة في سماء المغرب. وحينها، قد يعض كاراجر أصابع الندم، ويضحك روني شامتًا بخلفيته التاريخية ليونايتد وإيفرتون، وسيتمنى أساطير ليفربول لو ابتلعوا ألسنتهم قبل أن يحلموا بغياب اللاعب الوحيد الذي يبقي هذا الفريق على قيد الحياة وسط الأمواج المتلاطمة.

    استمتعوا بليفربول الجديد بقيادة إيزاك وإيكتيكي، ولكن إياكم والشكوى عندما تكون المحصلة صفرًا كبيراً على اليسار!