Portugal MexicoGoal Ar Only GFX

نبوءة عائلة سيمبسون ونهائي كأس العالم .. البرتغال تحلم بـ"نصف الحقيقة" وظهور المكسيك يؤكد الخرافة الأعظم!

يظل مسلسل "عائلة سيمبسون" من الأيقونات في تاريخ أعمال الرسومات المتحركة، ليس فقط بسبب خفة ظل هومر الشخصية الرئيسية وابنه المشاكس "بارت" ولكن لأمور أخرى تخص التنبؤات والتوقعات.

هناك العديد من التنبؤات الحقيقية والمفبركة، أغلبها تخص السياسة وشؤون أخرى، ونحن هنا من أجل كرة القدم فقط، لذلك ما يخصنا هو التنبؤ بنهائي الحدث الأبرز والأهم في عام 2026 وهو كأس العالم.

اليوم، الجمعة، هو موعد القرعة، وهو التوقيت الذي ينتظره كل منتخب لمعرفة مصيره في المحفل الدولي الأكبر لكرة القدم، ولكن ما دخل عائلة سيمبسون بهذا الأمر؟

القصة تعود إلى حلقة من المسلسل الكوميدي الشهير، عن مباراة كبيرة بين فريقين لتحديد "الأعظم في الكرة الأرضية" والغريب أنها كانت بين البرتغال والمكسيك!

المسلسل لا يكتبه مجموعة من المنجمين، وأبلغ مقولة عن ظاهرة التنبؤات، هو ما قاله آل جين أحد كتاب هذا العمل الأيقوني، حيث صرح في معرض حديثه عن الحلقة التي يُقال أنها تنبأت بتولي دونالد ترامب لرئاسة أمريكا:"أحد كتابنا وهو الشخص الذي تنبأ بحلقة ترامب، علق على القصة بصورة بليغة للغاية، قال إنه لو كتبت 700 حلقة ولم تتنبأ بأي شيء، فهذا يعني أنك لست جيدًا، ولكن لو رميت ما يكفي من السهام فعلى الأرجح ستصيب بعض الأهداف"..

  • FBL-WC-2026-PLAYOFF-DRAWAFP

    هل تنبأت عائلة سيمبسون بنهائي المونديال؟

    من كثرة الحديث عن تنبؤات المسلسل الشهير، أصبح يعتقد البعض أن القائمين على هذا العمل يمتلكون قوة خارقة لمعرفة وقراءة المستقبل، مما تسبب في انتشار العديد من المفاهيم الخاطئة.

    قصة البرتغال والمكسيك انتشرت في كأس العالم 2018 بروسيا، وحتى في نسخة 2022، وواصلت الظهور حتى مونديال أمريكا الشمالية المقبل في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، كل ذلك حدث دون الالتفات إلى السياق الحقيقي وراء الحلقة المقصودة.

    وفي الحقيقة، المسلسل لم يتنبأ بنهائي كأس العالم على وجه التحديد، ولكن إقامة المونديال القادم في الولايات المتحدة جعلت الأمور تبدو أكثر منطقية بسياق مختلف عن المنتشر.

    القصة تعود إلى حلقة "عائلة كارتيدج" الذي تمت إذاعتها في نوفمبر 1997، حيث التفت عائلة سيمبسون على "الأريكة الشهيرة" أمام التلفزيون، لمشاهدة إعلانًا جذب اهتمامهم بشكل مُلفت.

    الإعلان كان ينوه عن مباراة كبرى تجمع بين المكسيك والبرتغال، لتحديد من هي الأمة الأعظم في تاريخ الكرة الأرضية، وسيقام في مدينة سبرينجفيلد ولم يذكر اليوم بالتحديد أو التاريخ.

    هنا أصبحت الرواية أكثر قوة، مواجهة كبرى لتحديد الأفضل في العالم، وأين؟ في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن النهائي سيقام على ملعب "Metlife" الواقع في ولاية نيو جيرسي.

    المكان ليس دقيقًا، قيل في الحلقة إن المباراة ستقام على ملعب سبرينجفيلد، وهو موجود بالفعل على أرض الواقع في نيو جيرسي، ولكن وفقًا للروايات المتعارف عليها عن المسلسل، فإن مدينة سبرينجفيلد بأكملها خيالية من الأساس، لذلك هذا ليس الملعب المقصود.

    البعض قال إنها في ولاية أوريجون الأمريكية، ولكن الأقرب للحقيقة هي الرواية التي تقول إنها "من وحي خيال المؤلف"، ولا أحد يعرف أين تتواجد  المدينة التي احتوت على مفاعل نووي اعتاد هومر سيمبسون على إحداث كارثة تلو الأخرى بداخله.

  • إعلان
  • Cristiano Ronaldo Portugal 2025Getty Images

    دعونا نعود إلى أرض الواقع

    البرتغال في تلك الحقبة كانت بعيدة عن المنافسات الدولية بشكل كبير، حيث لم تحقق أي إنجاز يذكر منذ الحصول على المركز الثالث في كأس العالم 1966، قبل خسارة نهائي يورو 2004 أمام اليونان، لذلك وجودها في الحلقة كطرف في نهائي "الأمة الأعظم" كان غريبًا وليس منطقيًا، لأن هناك منتخبات مثل البرازيل وفرنسا وهولندا تحمل قيمة أكبر، لكن الأمور اختلفت الآن بعد الفوز بيورو 2016 ودوري الأمم الأوروبية في 2019 و2025.

    التصنيف الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لتحديد مستويات الفرق، كشف عن تواجد المكسيك وكندا والولايات المتحدة في الوعاء الأول للقرعة باعتبارها الفرق المنظمة للمسابقة، كما تظهر البرتغال أيضًا في نفس الوعاء.

    القرعة لم يتم إجراءها بعد، لذلك لا نعرف كيف سيكون طريق البرتغال والمكسيك، ولكن بالحديث عن ممثل أوروبا وإمكانية تأهله إلى كأس العالم، سنجد أن الأمر وارد الحدوث ولا يمكن استبعاده بأي شكل من الأشكال.

    نعم، هناك فرنسا وإنجلترا وإسبانيا والأرجنتين والبرازيل وألمانيا وبلجيكا، ولكن البرتغال لا يجب تجاهلها، بسبب المجموعة المميزة التي يمتلكها الفريق من النجوم، والمستويات المميزة لهم تحت قيادة المدرب روبرتو مارتينيز الذي يمتلك خبرة دولية من خلال عمله مع بلجيكا.

    مارتينيز يمتلك كافة الأسلحة للمنافسة، حراسة جيدة يقودها ديوجو كوستا لاعب بورتو، وخط دفاع مميز يتواجد به روبن دياش وجونسالو إيناسيو وأنطونيو سيلفا وريناتو فييجا وديوجو دالوت.

    وفي الوسط، هناك فيتينيا وجواو بالينيا وماتيوس نونيش وروبن نيفيش وجواو نيفيش وبرونو فيرنانديش وبرناردو سيلفا، وأما بالهجوم فحدث ولا حرج، أسطورة البلاد كريستيانو رونالدو، وبجواره زميله المتألق في النصر جواو فيليكس ورافائيل لياو وجونسالو راموش وفرانشيسكو ترينكاو وغيرهم.

    الأمر يشبه كثيرًا ما تمتع به مارتينيز في بلجيكا، بل بجودة قد تكون أكبر، في فرصة بمثابة "أكون أو لا أكون" لرونالدو البالغ من العمر 40 سنة، والذي يحلم للفوز بالمونديال لإضافة هذا اللقب الذي عجز عن تحقيقه طوال مسيرته، وحتى لا يُقال إنه لم يفز بالبطولة التي حصل عليها غريمه ليونيل ميسي في 2022.

  • Mexico v Paraguay - International FriendlyGetty Images Sport

    ماذا عن المكسيك؟

    في فترة التسعينيات التي أذيعت فيها الحلقة، كانت إنجازات المكسيك بسيطة تقتصر على الفوز بالكأس الذهبية الخاصة بقارة أمريكا الشمالية، وهي بطولة متواضعة إلى حد كبير، بالإضافة إلى الحصول على المركز الثالث في كوبا أمريكا بموسم 1996/1997، وخرجت من دور الـ16 لكأس العالم 1998 أمام ألمانيا.

    ولكنها حققت المفاجأة بتحقيق لقب كأس العالم للقارات في 1999 عندما أقيمت البطولة على أرضها، وفازت على البرازيل في المباراة النهائية، بفضل المجموعة الأسطورية التي امتلكها الفريق بتلك الفترة، وأبرزها الحارس خورخي كامبوس ونجم الوسط سالفادور كارمونا وبافل باردو رافائيل ماركيز ولويس هيرنانديز والمهاجم الأيقوني كواوتيموك بلانكو.

    والآن، لا توجد أي مؤشرات بأن الوضع يشير إلى أي مفاجأة مثل كأس العالم للقارات بأي شكل من الأشكال، الفريق لا يتواجد به العديد من النجوم، باستثناء سانتياجو خيمينيز مهاجم ميلان الذي لا يعتبر من صفوة اللاعبين بمركزه في أوروبا وراؤول خيمينيز مهاجم فولهام الذي يندرج تحت قائمة "اللاعب الجيد" مع إدسون ألفاريز وهيرفينج لوزانو.

    الفريق حصل على الكأس الذهبية مع مدربه خافيير أجيري للمرة التاسعة في تاريخ البلاد خلال عام 2025، وتوج بطلًا لدوري أمم الكونكاكاف، وهي إنجازات لا تعني أي شيء على الساحة العالمية.

    البطولة بنسختها الموسعة بتواجد 48 فريقًا، تمنح الصغار ومنتخبات الوسط فرصة أكبر للصعود والتواجد في الصورة، ولكن المكسيك في نهائي كأس العالم؟ الأمر صعب لأنها لا تمتلك الأدوات!

    لذلك على الأرجح، ستقتصر رحلة المكسيك على محاولة التواجد في دور الثمانية كطموح أقصى، ليكون التنبؤ المزعوم في مهب الريح، بينما ستسعى البرتغال لتحقيق "نصف هذه النبوءة" لتكون "الدولة الأعظم في العالم" خلال هذه الحقبة، وهو الحلم الأكبر لرونالدو في معركته مع ميسي.