Fenerbahce SK v OGC Nice - UEFA Europa League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

أسينسيو يكشف سر "النوم" قبل نهائي السوبر مع ريال مدريد: احتجت لطبيب نفسي!

ظهر النجم الإسباني ماركو أسينسيو، لاعب نادي فنربخشة التركي، في حالة من الصفاء الذهني والبدني، معلنًا عن طموحاته الكبيرة للفترة المقبلة. 

ويبدو أن الجناح الإسباني قد وجد ضالته في الملاعب التركية بعد محطات متنوعة بين إسبانيا وفرنسا وإنجلترا، حيث يعيش اللاعب حالة من الاستقرار الفني دفعته لرفع سقف التوقعات، واضعًا نصب عينيه هدفًا رئيسيًا لا يتنازل عنه، وهو إقناع لويس دي لا فوينتي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، بأحقيته في ارتداء قميص "لا روخا" مجددًا والمشاركة في كأس العالم المقبلة.

وفتح أسينسيو قلبه في حوار مطول كشف فيه عن كواليس لم تُروَ من قبل حول رحيله عن ريال مدريد، وعلاقته المتوترة مع لويس إنريكي في باريس سان جيرمان، بالإضافة إلى تفاصيل حياته اليومية في تركيا وتلقيبه بـ "الماتادور"، مؤكدًا أن نضجه الحالي في سن التاسعة والعشرين يجعله قادرًا على اتخاذ قرارات حاسمة داخل الملعب وخارجه، ومشددًا على أن ابتعاده عن الأضواء في الفترة الماضية كان خيارًا شخصيًا للتركيز على استعادة مستواه المعهود.

  • حلم المونديال ورسالة لدي لا فوينتي

    يركز ماركو أسينسيو كل جهوده حاليًا على تقديم أداء استثنائي مع ناديه فنربخشة ليكون بوابته للعودة إلى المنتخب الإسباني. وفي حديثه لصحيفة "ماركا" الإسبانية، التي التقته في مقر تدريبات النادي التركي، لم يخفِ أسينسيو رغبته الجامحة في تمثيل بلاده في المونديال القادم، معتبرًا أن اللعب في تركيا والمشاركة في المنافسات الأوروبية يضعه تحت أنظار الجهاز الفني للمنتخب.

    وأكد اللاعب أن تجربته السابقة مع أستون فيلا في الدوري الإنجليزي، ومن بعدها الانتقال إلى تركيا، ساهمت في صقل موهبته واستعادة حاسته التهديفية التي غابت لفترات. 

    وقال أسينسيو: "آمل أن يراقب لويس دي لا فوينتي ما يحدث في تركيا، العودة للمنتخب هدف واضح بالنسبة لي". 

    وأضاف: "بالنسبة لي، الوصول إلى قمة مستواي هو الهدف، وبعد ذلك أترك الخيار للمدرب، سيكون أمرًا مذهلاً أن ألعب في كأس العالم للمرة الثالثة، وهذا هدف واضح لي هذا العام".

    واستطرد اللاعب حديثه عن مركزه المفضل وتطوره البدني، مشيرًا إلى أن عام 2025 كان نقطة تحول إيجابية في مسيرته، حيث استعاد بريقه في مركز صانع الألعاب "رقم 10" أو في وسط الملعب، وهو المركز الذي يرى أنه يستطيع من خلاله تقديم أفضل ما لديه، بعيدًا عن التقيد بمركز الجناح فقط.

  • إعلان
  • كواليس الرحيل عن مدريد وواقعة "النوم" الشهيرة

    ولأول مرة، سرد أسينسيو تفاصيل دقيقة ومثيرة حول أيامه الأخيرة في "سانتياجو برنابيو"، وعلاقته برئيس النادي فلورنتينو بيريز. 

    ونفى اللاعب بشكل قاطع أن يكون رحيله عن الملكي بسبب دوافع مالية أو رياضية بحتة، مؤكدًا أنه كان قرارًا شخصيًا نابعًا من رغبة في التغيير وتحدي الذات بعد سنوات حافلة بالألقاب. 

    وكشف عن لحظة وداع خاصة جمعته ببيريز بعيدًا عن الكاميرات والصخب الإعلامي، واصفًا إياها باللحظة "الحميمة" التي لا تُنسى. 

    وقال أسينسيو: "في يوم وداعي، حظيت بلحظة حميمة وثمينة مع فلورنتينو، كنا وحدنا في غرفة، في لحظة خاصة جدًا، نتحدث عن الحياة، وعن كيفية سير الانتقال، وعن عائلاتنا.. كان أمرًا لا يصدق، فلورنتينو وأنا كان لدينا دائمًا اتصال خاص".

    وفي سياق طريف، روى أسينسيو موقفًا لا يُحسد عليه حدث له ليلة ظهوره الأول مع ريال مدريد في كأس السوبر الأوروبي.

    فبينما كان الجميع ينتظر بزوغ نجم الموهبة الشابة، كاد "النوم" أن يفسد كل شيء، وقال أسينسيو ضاحكًا: "تأخرت عن أول ظهور لي مع ريال مدريد: لقد نمت أكثر من اللازم!".

    وأضاف سارداً التفاصيل: "أخبرني المدرب في اليوم السابق أنني سأبدأ أساسيًا، ونمت جيدًا لدرجة أنني لم أستيقظ، اضطر الأمن لإيقاظي بالطرق على الباب، نزلت وكان سيرخيو راموس وكريستيانو رونالدو هناك، يوجهون لي بعض الكلمات، كنت أشعر بالخجل الشديد، لكنني تعلمت الدرس".

  • Luis Enrique PSG 2025Getty Images

    صدام لويس إنريكي والعلاج النفسي

    لم يخلُ حديث أسينسيو من التطرق لمحطته الصعبة في باريس سان جيرمان تحت قيادة لويس إنريكي. 

    ورغم البداية الجيدة، إلا أن الأمور انقلبت رأسًا على عقب، حيث وجد نفسه خارج حسابات المدرب فجأة ودون سابق إنذار. 

    ورغم المرارة التي قد يشعر بها أي لاعب في هذا الموقف، تعامل أسينسيو مع الأمر بنضج كبير، رافضًا الدخول في حرب كلامية، ولكنه ألمح إلى أسلوب المدرب المثير للجدل مع اللاعبين.

    وقال أسينسيو بوضوح: "لا آخذ ما حدث مع لويس إنريكي على محمل شخصي؛ لقد حدث له ذلك مع لاعبين آخرين وأعضاء من طاقمه". 

    وأضاف مفسرًا الموقف: "أعرف لويس إنريكي جيدًا، إنه من نوعية الأشخاص الذين يتصرفون بهذه الطريقة، وهذا أقصى ما يمكنني قوله، من جانبي لا أحمل أي ضغينة".

    كما اعترف النجم الإسباني بشجاعة لجوئه إلى طبيب نفسي للتعامل مع الضغوطات والإصابات التي عطلت مسيرته في وقت سابق، مؤكدًا أن طلب المساعدة ليس عيبًا بل ضرورة للتعافي الذهني. 

    وقال أسينسيو: "نعم، احتجت للمساعدة، بمرور الوقت تعلمت أنك تحتاج أحيانًا للمساعدة، ليس خطأ أن تشارك المواقف التي لا تعرف كيف تتعامل معها".

  • الحياة في إسطنبول ولقب "الماتادور"

    وعن حياته الجديدة في تركيا، أبدى أسينسيو سعادة كبيرة بالتواجد في مدينة إسطنبول رغم صخبها وازدحامها المروري الخانق، مشيدًا بالشغف الجنوني للجماهير التركية بكرة القدم. 

    وأوضح أن الانتقال إلى فنربخشة كان تحديًا كبيرًا، خاصة وأن النادي لم يفز بالألقاب منذ سنوات، وهو ما يتماشى مع رغبته الدائمة في الفوز والتحدي التي اكتسبها من تواجده في أندية كبرى.

    وكشف اللاعب عن سر لقب "الماتادور" الذي أطلقه عليه الجمهور وزملاؤه في الفريق. وقال أسينسيو: "أطلقوا عليّ اللقب فور وصولي، بدأ الناس ينادونني به على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك اللاعبون، إنه شيء إسباني جدًا يرونه هنا في تركيا".

    وأضاف: "طلب مني زملائي الاحتفال بأهدافي مثل الماتادور، وقمت بذلك، إنه اسم يعجبني لأنه يناسب أسلوب لعبي وقدرتي على التسديد".

    واختتم أسينسيو حديثه بالتأكيد على أن عائلته، وبالأخص والده وشقيقه، يمثلون حجر الزاوية في حياته، حيث يحرصون على زيارته ودعمه في كل خطوة، مشيرًا إلى أن الاستقرار العائلي الذي وجده في منزله الجديد بإسطنبول ساعده كثيرًا على التركيز في الملعب وتقديم أفضل ما لديه لإسعاد الجماهير.