Jude Bellingham Real Madrid 2025Getty

لعنة الإصابة تضرب جوهرة ريال مدريد.. ووصفة جود بيلينجهام هي الحل الوحيد

في عالم كرة القدم، هناك ضربات قاسية قد توقف اللاعبين في منتصف الطريق، وتجبرهم على إعادة حساباتهم بالكامل، لكنها في الوقت ذاته قد تكون دافعًا للنهوض بشكل أقوى وأكثر صلابة. هذه هي الحالة التي يعيشها حاليًا برونو إيجليسياس، أحد أبرز مواهب أكاديمية ريال مدريد، الذي وجد نفسه في مواجهة اختبار بدني ونفسي صعب للغاية، يعيد إلى الأذهان ما مر به نجم الفريق الأول جود بيلينجهام في الموسم الماضي.

اللاعب الشاب الذي استعاد بريقه هذا الموسم بفضل ثقة مدربه ألفارو أربيلوا، شعر بتلك الوخزة القاسية التي يعرفها جيدًا، ليجد نفسه أمام خيارين أحلاهما مر، مستلهمًا الحل من تجربة النجم الإنجليزي صاحب القميص رقم 5.

  • انتكاسة في توقيت قاتل

    كان الأسبوع الحالي يحمل طابعًا خاصًا ومختلفًا للاعب الشاب برونو إيجليسياس، حيث كان يستعد لظهور جديد في التشكيلة الأساسية مكافأة له على مجهوده الكبير في التدريبات والمباريات السابقة، والأهم من ذلك أن المباراة كانت ستقام في مسقط رأسه بمدينة سالامانكا، مما يعني اللعب أمام عائلته وأصدقائه.

    ولكن، وكعادة كرة القدم التي لا تعترف بالسيناريوهات العاطفية، تدخل سوء الحظ ليغير المشهد تمامًا. فخلال حصة تدريبية مع فريق الرديف، وبعد وقت قصير من بدء المباراة التدريبية، انزلق برونو وسقط بشكل خاطئ، لتخونه كتفه مرة أخرى وتتعرض للخلع، في تكرار مؤلم لسيناريو عاشه سابقًا.

    هذه الإصابة ليست مجرد حدث عابر في مسيرة اللاعب، بل هي تكرار لجراح قديمة، حيث عانى من نفس الإصابة في العام الماضي عندما كان يبدأ خطواته الأولى مع فريق راؤول جونزاليس، ليتحطم حلمه حينها كما تحطم كتفه. الألم هذه المرة كان مضاعفًا، فهو لم يكن جسديًا فحسب، بل نفسيًا أيضًا لضياع فرصة اللعب في الديار، وليجد اللاعب نفسه مرة أخرى في نقطة الصفر، مطالبًا بالبحث عن طريق للعودة والتعافي في وقت لا يحتمل فيه أي غياب طويل، خاصة في ظل المنافسة الشرسة داخل أروقة النادي الملكي لحجز مقعد في التشكيلات الأساسية لمختلف الفئات السنية.

  • إعلان
  • معضلة طبية

    التاريخ يعيد نفسه، والخيارات الطبية المتاحة تضع اللاعب ومستقبله على المحك. ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ماركا" الإسبانية في تقريرها حول الواقعة، فإن اللاعب يواجه معضلة حقيقية، فإذا قرر الخضوع لعملية جراحية لعلاج المشكلة بشكل جذري، فإن ذلك سيعني غيابه عن الملاعب حتى شهر مارس المقبل، وهو ما يمثل ضربة قاضية لموسمه الحالي. أما الخيار الثاني، فهو اللجوء للعلاج التحفظي، وإعادة التأهيل وتقوية العضلات المحيطة بالكتف، والعودة في أسرع وقت ممكن، مع تحمل الألم والمخاطرة بتكرار الإصابة.

    هذه الحيرة الطبية تصطدم بواقع تعاقدي أكثر تعقيدًا، فاللاعب يتبقى في عقده عام واحد فقط، بالإضافة إلى عام آخر اختياري، ولكن هذا العام الإضافي لا يتم تفعيله إلا في حالة تصعيده للفريق الأول. وبناءً على ذلك، يدرك برونو إيجليسياس جيدًا أن الغياب حتى شهر مارس قد يعني عمليًا نهاية مشواره مع ريال مدريد، حيث يحتاج للتواجد في الملعب لإثبات جدارته والحصول على دقائق لعب كافية تقنع الإدارة بتجديد الثقة فيه.

    الشبح المخيف للجراحة يطارد اللاعب، لكنه يدرك أن هذا ليس الوقت المناسب لإيقاف مسيرته بشكل مفاجئ، ولذلك فإن الرغبة في القتال واللعب تفوق الخوف من الألم، وهو ما دفعه للتفكير في الحلول البديلة التي تبقيه داخل المستطيل الأخضر.

  • السير على خطى بيلينجهام

    في ظل هذه الظروف الصعبة، يتجه برونو إيجليسياس لتبني استراتيجية جود بيلينجهام. النجم الإنجليزي المتألق، فقد مر بنفس التجربة المريرة في الموسم الماضي، حيث عانى من خلع في الكتف ورفض إجراء الجراحة كي لا يغيب عن مباريات فريقه الحاسمة وعن منتخب بلاده في البطولات القارية.

    الحل الذي لجأ إليه بيلينجهام، والذي يبدو أن برونو سيعتمده، هو ارتداء واقٍ خاص للكتف "درع"، يسمح له باللعب وتقليل مخاطر خلع الكتف مرة أخرى، رغم ما يسببه هذا الواقي من إزعاج وتقييد للحركة في بعض الأحيان.

    ومن المرجح جدًا أن يحصل اللاعب الشاب على نفس نوع الدعامة التي استخدمها جود بيلينجهام، وربما تكون هذه الدعامة هي طوق النجاة لموسمه، وكان النجم الإنجليزي قد صرح سابقًا حول معاناته مع هذا الوضع قائلًا: "لقد انتظرت لفترة من الوقت وصبري بدأ ينفد. أريد أن أشعر بالحرية الآن، إنه أمر مرهق اللعب بالحمالة".

    هذه الكلمات تلخص حجم التضحية التي يستعد برونو لتقديمها، فهو سيضطر لتعلم كيفية التعايش مع الألم وتقبل القيود التي يفرضها الدرع على جسده، تمامًا كما فعل النجم الإنجليزي الذي تحامل على نفسه وقدم موسمًا استثنائيًا قاد فيه الفريق لمنصات التتويج، ليصبح بذلك نموذجًا يحتذى به للاعبين الشباب في الأكاديمية في الإصرار والتحدي.

  • ثقة أربيلوا والتحدي القادم

    بعيدًا عن الجوانب الطبية، يبقى الجانب الذهني هو العامل الحاسم في هذه المعادلة. برونو إيجليسياس الذي كان يُنظر إليه في وقت سابق على أنه جوهرة قادمة في سماء مدريد، مر بفترات تذبذب في المستوى قبل أن يعيده ألفارو أربيلوا إلى المسار الصحيح هذا الموسم، مانحًا إياه الثقة والدور القيادي في الفريق. هذه الثقة هي الوقود الذي يحرك اللاعب الآن لرفض الاستسلام لخيار الجراحة والابتعاد الطويل. اللاعب يمتلك عقلية المقاتل، ويريد أن يثبت لمدربه وللجهاز الفني أن جسده قد يضعف، لكن عزيمته لا تنكسر.