Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

بعد نهاية الهدنة .. جلسة أمام القضاء الفرنسي تفصل في معركة كيليان مبابي وباريس سان جيرمان

يواجه النجم الفرنسي كيليان مبابي فصلًا جديدًا من النزاع القانوني مع ناديه السابق باريس سان جيرمان، حيث من المقرر أن يمثل أمام محكمة العمل في باريس يوم 17 نوفمبر الجاري، على خلفية خلاف مالي يتعلق بمستحقات غير مدفوعة تبلغ قيمتها نحو 55 مليون يورو.

ويأتي هذا الاستدعاء القضائي بعد انتقال مبابي إلى صفوف ريال مدريد خلال صيف 2024، في وقت لا تزال فيه العلاقة بين اللاعب والنادي الباريسي تشهد توترًا ملحوظًا، بعد رحيله عن باريس مجانًا.

ورغم تنازل مبابي سابقًا عن شكوى تتعلق بالتحرش، إلا أنه يواصل المطالبة بحقوق مالية يعتبرها مستحقة، في قضية قد تلقي بظلالها على سمعة النادي وتثير جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية الفرنسية.

  • استدعاء مبابي وباريس سان جيرمان إلى المحكمة

    وفقًا لموقع RMC Sport، يتجه مبابي وباريس سان جيرمان نحو مواجهة مباشرة جديدة أمام المحكمة في وقت لاحق من هذا الشهر، إذ يتم استدعاء المهاجم المدريدي وناديه السابق للمثول أمام محكمة العمل في باريس يوم 17 نوفمبر الجاري، كجزء من نزاع مستمر حول الرواتب والمكافآت غير المدفوعة من الأشهر الأخيرة من عقده مع باريس سان جيرمان.

    يسعى اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا إلى إعادة تصنيف عقده المحدد المدة كعقد دائم - وهي خطوة قد تعزز موقفه القانوني في استعادة المستحقات غير المدفوعة، حيث ستُعقد القضية أمام قسم "الأنشطة المتنوعة" في المحكمة، مما يشكل أحدث منعطف في العلاقة المتوترة بين مبابي وأرباب عمله السابقين.

    يدعي كيليان مبابي، أن الباريسيين لا يزالون مدينين له بمبلغ 55 مليون يورو في شكل أجور غير مدفوعة ومكافآت التوقيع ومدفوعات أخلاقية من عقده الأخير، الذي انتهى في صيف عام 2024.

    وتسلط القضية الضوء على التوتر المالي والشخصي المستمر بين الطرفين، بفترة طويلة بعد رحيل مبابي البارز إلى إسبانيا.

  • إعلان
  • Paris Saint-Germain v Borussia Dortmund: Semi-final Second Leg - UEFA Champions League 2023/24Getty Images Sport

    كيف بدأ الصدع بين مبابي وباريس سان جيرمان؟

    تمثل الجلسة القضائية المرتقبة في 17 نوفمبر الجاري، امتدادًا لنزاع قانوني طويل بين كيليان مبابي وناديه السابق باريس سان جيرمان، بدأ في عام 2023 خلال الموسم الأخير للمهاجم الفرنسي مع الفريق الباريسي.

    وكان مبابي قد تقدم حينها بشكوى جنائية يتهم فيها النادي بالتحرش الأخلاقي ومحاولة الابتزاز، مدعيًا أنه تعرض لعزل متعمد عن الفريق الأول وأُجبر على التدريب بشكل منفرد، في إطار خلافه مع الإدارة حول تمديد عقده، وقد تم إدراجه ضمن ما يُعرف بـ"مجموعة العلية"، وهي مجموعة تدريبية مخصصة للاعبين غير المرغوب فيهم داخل النادي، الأمر الذي تسبب في توتر كبير بين الطرفين استمر لأشهر.

    وفي وقت لاحق، قرر مبابي سحب شكواه الجنائية، وذلك قبيل المواجهة المرتقبة بين باريس سان جيرمان وريال مدريد في نصف نهائي كأس العالم للأندية، في خطوة اعتُبرت بمثابة بادرة حسن نية لإنهاء التصعيد.

    إلا أن اللاعب الفرنسي لم يتراجع عن مطالبته بالحصول على مستحقاته المالية، حيث يواصل عبر محكمة العمل في باريس المطالبة برواتب ومكافآت غير مدفوعة تصل قيمتها إلى 55 مليون يورو.

    ويؤكد فريق الدفاع القانوني لمبابي أن موكلهم تصرف بنية حسنة، وأن مطالبه تقتصر على الحقوق المالية المنصوص عليها في عقده، دون السعي للحصول على تعويضات إضافية.

    من جانبه، شدد مبابي في أكثر من مناسبة على أن خلافه لا يمتد إلى جماهير باريس سان جيرمان أو زملائه السابقين، بل يقتصر على إدارة النادي، مؤكدًا احترامه وتقديره لكل من ارتدى قميص الفريق إلى جانبه.

  • الفريق القانوني لباريس سان جيرمان يثق في سلامة موقفه

    يأتي ذلك النزاع في وقت يخضع فيه باريس سان جيرمان بالفعل لتدقيق مالي مكثف بسبب ارتفاع فاتورة الأجور، فضلاً عن التحديات المتعلقة بالامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف التي يفرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

    من جهته، أعرب الفريق القانوني للنادي الباريسي عن ثقته في سلامة موقفه، مؤكدًا أن جميع المستحقات المالية لمبابي قد تم تسديدها وفقًا لبنود العقد النهائي الموقع بين الطرفين، إلا أن الصورة العامة التي تعكسها هذه المواجهة القضائية بين النادي وقائده السابق، الذي أصبح اليوم نجمًا في صفوف ريال مدريد، لا تبدو مثالية، خاصة في ظل التغطية الإعلامية المكثفة التي تحيط بالقضية.

    ويسعى باريس سان جيرمان إلى إعادة ترتيب أوراقه داخل الملعب، بعد أن حقق أخيرًا لقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، ويأمل في مواصلة البناء تحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكي، بعيدًا عن الضغوط القانونية والإدارية التي تهدد استقرار الفريق.

  • Kylian Mbappe Awarded With Golden Boot 2024-2025Getty Images Sport

    انتصار مبابي بالحذاء الذهبي رغم عام مضطرب

    رغم استمرار النزاع القانوني، يواصل النجم الفرنسي تقديم مستويات استثنائية على أرض الملعب، تؤكد مكانته كأحد أبرز المهاجمين في العالم.

    فقد أنهى مبابي موسم 2024–2025 بأداء مذهل، حيث سجل 31 هدفًا في 34 مباراة بالدوري الإسباني، ليحصد جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي بعد أن جمع 62 نقطة، متفوقًا على منافسيه فيكتور جيوكرز مهاجم أرسنال (58.5 نقطة) ومحمد صلاح نجم ليفربول (58 نقطة).

    هذا الإنجاز عزز من مكانته بين نخبة لاعبي أوروبا، رغم أن موسمه الأول مع ريال مدريد انتهى بطعم مرير بعد تتويج باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا، وهو ما ألقى بظلاله على إنجازاته الفردية.

    ومع بداية موسم 2025–2026، أظهر مبابي عزيمة متجددة، حيث سجل حتى الآن 18 هدفًا في 15 مباراة في مختلف المسابقات، مساهماً بشكل مباشر في تصدر ريال مدريد للدوري الإسباني بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه.

    وعلى الرغم من عدم تسجيله في خسارة فريقه أمام ليفربول بنتيجة (1-0) في دوري الأبطال، أمس الثلاثاء، لا يزال مبابي يشكل حجر الأساس في منظومة المدرب تشابي ألونسو، الذي يعتمد عليه في قيادة الهجوم وتحقيق الانتصارات.

    ويستعد مبابي لمواجهة جديدة أمام رايو فايكانو نهاية هذا الأسبوع، في فرصة لتعزيز رصيده التهديفي ومواصلة تألقه، رغم استمرار القضية القانونية التي تلاحقه خارج الملعب. وبينما تتواصل المعارك القضائية في أروقة المحاكم، يثبت مبابي أن تركيزه داخل الملعب لا يتأثر، وأنه قادر على الفصل بين التحديات القانونية وأدائه الرياضي، ليبقى أحد أبرز نجوم اللعبة في العصر الحديث.