سجل كريستيانو رونالدو هدفًا مذهلًا في مباراة انتصار فريقه النصر على الخليج بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في مباراة الجولة التاسعة من دوري روشن السعودي، لكن هذا الهدف لم ينف حقيقة أن المباراة أثبتت أن قوة النجم البرتغالي تفوق قوة المدرب جورج جيسوس في الفريق. كيف هذا؟ لنرى ..
هدف "ريال مدريد" لا ينفي الحقيقة .. رونالدو أقوى من جيسوس في النصر والخليج يُقدم الدليل!
النصر يهزم الخليج ويُعزز سجله الذهبي
واصل النصر سلسلة انتصاراته في دوري روشن السعودي بإحراز الفوز التاسع على التوالي، ليُعزز سجله الذهبي في المسابقة بعدم فقدان أي نقطة حتى الآن!
النصر هزم الخليج في ملعبه، الأول بارك، بأربعة أهداف مقابل هدف واحد ليُعزز صدارته لجدول الترتيب بـ27 نقطة، وهو اللقاء الذي توقع العديد أن يتوقف قطار انتصارات جيسوس مع العالمي نظرًا للموسم الرائع الذي يحظى به الفريق الضيف.
النصر هو أول فريق يُحرز 9 انتصارات متتالية في بداية الموسم منذ الهلال في موسم 2018-2019 وكان مع جيسوس كذلك، ولديه الفرصة لتحطيم هذا الرقم والانفراد بالرقم القياسي خلال المواجهة القادمة أمام النجمة، والتي ستقام في الـ21 من ديسمبر القادم بعد انتهاء التوقف القادم بسبب مشاركة المنتخب السعودي في كأس العرب.
رونالدو .. أداء سلبي طوال 94 دقيقة!
سجل رونالدو هدفًا عالميًا أعاد للذكريات أهدافه الجميلة مع ريال مدريد وخاصة ذلك الذي أجبر جمهور يوفنتوس على التصفيق له في مواجهة ربع نهائي دوري الأبطال على ملعب يوفنتوس أرينا موسم 2017-2018، لكن هذا لا يمنع حقيقة أنه قدم أداءً سلبيًا في الدقائق الـ94 التي سبقت لحظة الهدف.
خط هجوم النصر قدم مباراة ممتازة على صعيد الأداء الفردي، سواء في الأدوار الهجومية أو الدفاعية، ولكن رونالدو لم يكن ضمن تلك المنظومة، فاللاعب لم يُقدم الكثير خلال اللقاء وخضع لرقابة مدافعي الخليج وكان كثيرًا خارج صورة الهجوم النصراوي الذي قاده بامتياز ساديو ماني وجواو فيليكس بمساهمة أنجيلو وويسلي.
رونالدو لعب المباراة كاملة، سجل الهدف الوحيد في آخر لحظاتها، سدد 8 مرات منها 4 على المرمى، وقد أهدر فرصتين محققتين، لمس الكرة 38 مرة، تعرض للخطأ مرة واحدة فقط، وحاول المراوغة مرة واحدة وكانت ناجحة، وقد فاز بمواجهتين فرديتين من أصل 3.
رونالدو مرر 25 تمريرة، كان منها 23 صحيحة، وقد مرر 20 تمريرة صحيحة في نصف ملعب الخصم بنسبة نجاح 91% .. ما يُبرر ذلك الرقم الممتاز أن جل تلك التمريرات كانت سهلة ومباشرة لزملائه! فاللاعب اكتفى بتمريرة واحدة مفتاحية طوال اللقاء.
الأرقام قد تخدع البعض وتُظهر أن رونالدو كان حاضرًا في المباراة، لكن الواقع مختلف تمامًا .. حيث كان اللاعب بعيدًا عن مستواه وحتى الفرصتين اللتين سنحتا له أهدرهما.
رونالدو أقوى من جيسوس!
أي متابع للمباراة بعين لا تعشق كريستيانو رونالدو وتتجاهل عيوبه كان سيُطالب بخروج اللاعب من أرض الملعب خلال الشوط الثاني، نظرًا لأدائه السلبي في الملعب وحتى لعدم توفيقه في الفرص التي سنحت له خلال المباراة، وما زاد من حدة تلك المطالب لجوء جيسوس لتغييرات دفاعية لتحسين الجوانب الدفاعية في الفريق بعد ظهور خطورة الخليج في الشوط الثاني.
المنطق الكروي كان يفرض خروج رونالدو من الملعب وتحويل ساديو ماني إلى رأس حربة متقدم مع تقديم أيمن يحيى للجناح الأيسر ونزول نواف بوشل، لكن جيسوس اختار إخراج يحيى والحفاظ على رونالدو، أو أن يتقدم جواو فيليكس لمركز المهاجم ويخرج رونالدو لحساب لاعب وسط ثالث يزيد صلابة الوسط، لكن المدرب أخرج مارسيلو بروزوفيتش وأقحم عبد الإله الخيبري ثم أخرج ويسلي وأشرك علي الحسن.
سير المباراة وفلسفة وإدارة جيسوس لها كان يفرض تمامًا خروج رونالدو من الملعب، أولًا لأنه يمر بيوم سيئ على صعيد الفرص المتاحة، ثانيًا لأنه لا يُقدم أي إضافة للهجوم، ثالثًا لأنه لا يُساهم أبدًا في الحالة الدفاعية، رابعًا لأن المباراة كانت بحاجة لزيادة القوة الدفاعية لأصحاب الملعب.
جيسوس لم يجرؤ على إخراج رونالدو وأكاد أجزم أن أي لاعب كان سيتواجد بدلًا منه اليوم كان سيغادر الملعب عند منتصف الشوط الثاني، وهذا يؤدي إلى حقيقة واحدة .. رونالدو أقوى من جيسوس في النصر! ولو عدنا للمباريات السابقة والتي بالتأكيد كانت تتضمن الحاجة لإخراج النجم البرتغالي من الملعب لحسابات فنية أو بدنية أو تكتيكية، نراه لم يخرج أبدًا وأكمل جميع المباريات التي خاضها.
الرأي الآخر
البعض قد يرد ويقول أن رونالدو سجل هدفًا مذهلًا .. كيف أتحدث هكذا مع هذا الهدف الخرافي؟ نعم، سجل هدفًا مذهلًا رائعًا لكن هذا لا ينفي حقيقة أنه كان يستحق الخروج من الملعب، والهدف لم يُضف أي شيء للنصر، فقد سجل في آخر لحظات المباراة وبعد طرد لاعب الخليج وانهيار الفريق تمامًا واستسلامه بعد الهدف الثالث المذهل أيضًا لساديو ماني.
الهدف جميل جدًا بالتأكيد، لكن بقاء رونالدو في الملعب كان مغامرة كاد أن يدفع النصر ثمنها لولا تألق نواف العقيدي وسوء اللمسات الأخيرة لنجوم الخليج، والهدف المذهل لا يلغي تلك الحقيقة أبدًا!
البعض الآخر قد يقول أن جيسوس يعلم قوة رونالدو وقدرته على التسجيل في أي لحظة ولذا يُبقيه في الملعب حتى النهاية، وأن اللاعب يستطيع مساعدة النصر بالأهداف حتى إن كان في أسوأ حالاته ... نعم، هذا الكلام يُقال لأن كريستيانو سجل الهدف لكن ماذا لو لم يفعل؟ نحن لا نحلل النتائج بل الأحداث، لا نتحدث عن نقطة النهاية بل عن الرحلة بكاملها. رونالدو اليوم كان يستحق الخروج من الملعب والهدف المذهل الذي سجله والاحتفال الرائع مع الجمهور لا يغير تلك الحقيقة في حسابات كرة القدم، خاصة أنه لم يكن هدفًا حاسمًا وأن النصر لم يكن بحاجة لوجود نجمه في الملعب حتى النهاية بل على العكس.



